مقاتلون بلا أطراف.. ضحايا حرب المليشيات في الجنوب
عدن – المساء برس| يستقبل مستشفى تابع لأطباء بلا حدود داخل الأردن يمنيين مقاتلين يتبعون أطرافاً مختلفة من جميع المليشيات التي تتقاتل في الجنوب منهم من يتبعون الحزام الأمني المدعوم من الإمارات والبعض الآخر يتبعون حزب الإصلاح ووآخرين من القوات التابعة لـ”الشرعية” والرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي.
وأوضح الجريح عبدالله عايد في مقابلة مع “الجزيرة” إنه واحد ممن حالفهم الحظ ونجو من الموت أثناء مواجهتهم فصائل مسلحة أخرى مدعومة من التحالف، حيث نجا عايد “ببعض مما تبقى من جسده وقرر الفرار من عدن”، حيث فقد يده اليسرى وأصيبت اليمنى بجروح خطيرة، نتيجة انفجار عبوة ناسفة قرب منزله تسببت بفقدانه الوعي لأسابيع.
يقول عايد “لقد خلفت الحرب الذي تسببت به تحالف الأمارات والسعودية في الجنوب آلاف القتلى والجرحى”، ويضيف إن من ينجو من الاشتباكات لا ينجو من العبوات الناسفة التي تزرعها المليشيات المدعومة من الإمارات والسعودية.
وأوضح تقرير الجزيرة أنه “الى جانب عايد يرقد الكثير لكن أكثرهم يرفضون الحديث والظهور أمام الكاميرا”، فيما الجريح “عقيد”، والذي يرقد على أحد الأسرة منتظراً مجيء الطبيب، تحدث للقناة بتردد وبصوت متحشرج قائلاً: “لقد تسبب طلق ناري بتهشيم عظم فخذي اليمنى أثناء مواجهتنا مع الحزام الأمني”، ويأمل عقيد أن يعود إلى بلده في أسرع وقت، ويقول: “آمل أن أعود إلى عدن سريعاً، ولم يعد هناك مليشيات إماراتية ولا سعودية، وأن يعود اليمن سعيداً”.
وتقول الطبيبة “إيف بروس” التي تشرف على عمل الأطباء في مستشفى “المواساة” إن لدى المستشفى “أقسام جراحية متخصصة في علاج المفاصل والكسور بالغة الخطورة، وأقسام خاصة بعلاج حروق الانفجارات والمواد الكيميائية”، وهي الأقسام التي يرقد فيها معظم المقاتلين اليمنيين الموالين للتحالف و”الشرعية”.
وتضيف بروس للجزيرة “نواجه تحديات كبيرة في إعادة الأمل للضحايا قوات التحالف في جنوب اليمن لكننا مصرون على ذلك.. الكثير ممن يأتون إلينا فقدوا أعضاء من أجسادهم”.
ويقول أحد المشرفين على المستشفى “استقبلنا خلال الأيام الأخيرة نحو تسعين جريحاً من جنوب اليمن أكثرهم لم تعد أطرافهم موجودة”، حيث خلفت الحرب – التي يشنها التحالفُ الإماراتي السعودي منذ 2015 على اليمن – عشرات الآلاف من القتلى والجرحى.
يقول تقرير الجزيرة إن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا “لا يعني مغادرة الأمارات والسعودية من اليمن عن قريب”، ووفقاً لمحللين إماراتيين فإن “محمد بن زايد يثمن الانخراط العسكري في جنوب اليمن عن طريق مليشياته التي يدعمها انطلاقاً من مصلحة إقليمية لبلاده في السيطرة على ميناء عدن والتقدم شمالاً نحو تعز القريبة من باب المندب لدعم كتائب ابو العباس الموالية له”، وقد حال هذا القتال دون تمكّن الإمارات من تنفيذ خطتها بالتقدّم شمالاً نحو تعز. نظراً إلى الصعوبات العسكرية العملية التي تعترض قدرة الإمارات على التحرّك شمالاً، انطلاقاً من قاعدتها في الجنوب. ويخشى السعوديون أن تتمكّن الإمارات من انتزاع موطئ قدم لها في اليمن.