المنظمات الدولية بمناطق سيطرة التحالف تعمل تحت التهديد
صنعاء – المساء برس| لم تتمكن المنظمات الدولية العاملة في اليمن من العمل بشكل آمن في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف والشرعية نظراً للتدهور الأمني ولانتشار الجماعات المسلحة وتعدد الفصائل المسلحة والمليشيات التي تدعمها دول التحالف وتقاسم سيطرتها على المدن والمقاطعات في المحافظات الجنوبية لليمن.
آخر ما تعرضت له هذه المنظمات من اعتداءات هو قيام عدد من المسلحين باختطاف أحد المرضى من مستشفى يتبع منظمة دولية في عدن والتي تخضع للسيطرة العسكرية والسياسية للقوات الإماراتية ومليشياتها المسلحة على الرغم من وجود عدد من المسؤولين التابعين لـ”الشرعية”.
وعلقت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الأربعاء، أعمالها في محافظة عدن، بعد اختطاف مسلحين لمريض كان يتلقى العلاج في مركز طبي يتبع المنظمة، وفي بيان للمنظمة حصل “المساء برس” على نسخة منه، أكدت على أنها لن تسمح باقتحام مقراتها و اختطاف مرضاها، مشيرة إلى أنها ستعيد النظر في هذا القرار حالما تحسن الوضع الأمني.
ويأتي ذلك عقب ساعات، من اقتحام مسلحين مركز طبي في حي عمر المختار بمديرية الشيخ عثمان، الذي تديره منظمة بلا حدود، صباح اليوم، واختطاف مريض كان يتلقى العلاج هناك.
| رصيد الانتهاكات السابق ضد المنظمات الدولية بمناطق سيطرة التحالف |
وليست هذه هي المرة الأولى التي توقف فيها منظمة أطباء بلا حدود وتعلق عملها في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف إذ سبق أن تعرض مقر المنظمة في مدينة الضالع في اكتوبر العام الماضي لهجوم وهو الهجوم الثاني خلال أسبوع واحد على نفس المقر وهو ما اضطر المنظمة لإغلاق مقرها وتعليق عملها نهائياً بالمحافظة.
| مناطق سيطرة التحالف بتعز أكثر مناطق اليمن تهديداً لعمال وموظفي المنظمات الدولية |
كما قتل أحد العاملين بأطباء بلا حدود في مدينة تعز وإلى جانبه 19 آخرين مدنيين وجرح 70 آخرين في نوفمبر 2016 إثر استهدافهم أثناء تواجدهم في سوق سوفتيل بقذيفة تم إطلاقها من قبل قوات الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي.
وفي مايو العام الماضي أعلنت أطباء بلا حدود تعليق أنشطتها في محافظة تعز لأسباب أمنية بعد اقتحام جماعة مسلحة تابعة لـ”قوات الشرعية والمقاومة” مستشفى الثورة ومحاولة اغتيال أحد المرضى وتفجير عبوة ناسفة في باحة المستشفى.
وتجدر الإشارة إلى أن أطباء بلا حدود ليست المنظمة الدولية الوحيدة التي تتعرض لمخاطر في مناطق سيطرة التحالف و”الشرعية”، إذ قتل أحد العاملين في منظمة الصليب الأحمر الدولي يدعى “حنا لحود” لبناني الجنسية برصاص أحد المسلحين الموالين لـ”الشرعية والتحالف” في مدينة تعز في يناير العام الماضي، وهو ما زاد من حالة السخط الدولي ضد الشرعية والتحالف والمليشيات المسلحة التابعة لهما في المناطق الجنوبية لليمن، على عكس الوضع الأمني المستقر في مناطق سيطرة حكومة صنعاء وأنصار الله.
| المنظمات الدولية تعمل تحت التهديد حتى بمناطق سيطرة حكومة الإنقاذ |
في المحافظات التي تديرها سلطات المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ بصنعاء تعمل المنظمات الدولية في وضع خطير، لكن هذا الوضع ليس ناجماً عن السلطات المسيطرة والقوات العسكرية التابعة لها بل إن الخطر الذي يهدد هذه المنظمات ومقراتها يأتي من التحالف السعودي الإماراتي ولكن هذه المرة عن طريق الجو.
وسبق أن تعرضت بعض المستشفيات والمراكز الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود وبعض المخازن التابعة لمظمات إغاثية وأخرى عاملة في المجال الطبي لهجمات بقصف صاروخي من قبل طائرات التحالف السعودي الإماراتي وأكثر ما تعرضت له المنظمات ومستشفياتها العاملة في اليمن من هجمات جوية من التحالف هي في المناطق الحدودية ومحافظتي صعدة وحجة اللتان يشتهد فيهما الهجوم الجوي للتحالف والذي يستهدف في معظم غاراته أهدافاً مدنية من بينها أيضاً مستشفيات إما تابعة لأطباء بلا حدود أو مستشفيات حكومية تدعمها هذه المنظمة أيضاً وتشرف على عملها تموينياً.