تحقيق بريطاني: طيارو التحالف ينفذون غاراتهم باليمن دون توجيهات
لندن – المساء برس| أجرت القناة الرابعة البريطانية تحقيقاً استقصائياً ضمن برنامج “ديسباتشيز” عن الدور الحقيقي للقوات البريطانية في حرب على اليمن، تحت عنوان “حرب بريطانيا الخفية”.
واطلع “المساء برس” على مضمون التحقيق الذي بثته القناة قبل يومين، وتبين أن أحد المصادر العسكرية التي أفادت بمعلومات للتحقيق أكد أن معظم الغارات الجوية التي ينفذها طياروا التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات وتشارك فيه الولايات المتحدة الأمريكية ضد اليمن يقومون بتنفيذ هذه الغارات دون توجيه من مركز عمليات القوات الجوية السعودية، الأمر الذي يشير إلى وجود مخطط سعودي لإلصاق تهمة ارتكاب مجازر بحق المدنيين في اليمن بظهر الطيارين المشاركين في هذه الغارات والقيادات العسكرية الصغيرة التي كانت توجه بتنفيذ الغارات بما في ذلك القيادات العسكرية التابعة لحكومة الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي لدى “الشرعية”.
وقال مصدر حقوقي رسمي في صنعاء لـ”المساء برس” إن الطيارين المنفذين للغارات الجوية على المدنيين في اليمن منذ بداية الحرب سيكونون ضحية السياسة السعودية “لأنها بعدم توجيهها لهذه الضربات من مركز قيادة العمليات الجوية تنفي عن نفسها أي اتهامات مستقبلية أمام المحاكم الدولية بارتكاب مجازر حرب في اليمن وستثبت التحقيقات أن الطيارين قاموا بتنفيذ الغارات من أنفسهم أو بتوجيهات من قادتهم المباشرين والذين بدورهم سيلصقون التهمة بالقادة العسكريين اليمنيين التابعين للشرعية وبهذا ستخرج السعودية من دائرة الاتهام والجزاء”.
وكان تحقيق القناة الرابعة البريطانية قد أورد أن “فنيين من شركة (بي آي إي سيستمز) المتخصصة بمجالات التصنيع والطيران والمعدات العسكرية الدفاعية يعملون حالياً ضمن قواعد جوية في السعودية مهمتهم إبقاء المقاتلات السعودية التي تصنعها بريطانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي من نوع يوروفايتر تايفون تحت الخدمة للطيران وتنفيذ مهام عسكرية هجومية من الجو”، وحسب التحقيق قال موظف سابق في الشركة “لولا الدعم العسكري البريطاني لقوات التحالف السعودي بالمهندسين فإن الطائرات الأوروبية والبريطانية تحديداً التي يستخدمها التحالف للعمليات العسكرية في اليمن لن يكون بإمكانها التحليق ولن يكون بمقدرو السعودية استخدامها لقصف الأهداف في اليمن”.
ووفقاً للتحقيق فإن “لدى القوات البريطانية والأميركية ضباط اتصال في مركز عمليات القوات الجوية لقيادة عملية عاصفة الحزم للتأكد من التزام السعوديين بالقانون الدولي الإنساني”، غير أن التحقيق البريطاني أكد أنه تبين أن “معظم الضربات الجوية غير موجهة من مركز عمليات القوات الجوية السعودية، مما يعني أن الأهداف التي تضرب ليست دائما ضمن قائمة الأهداف المحظورة كالمدارس والمستشفيات ومرافق مدنية أخرى”، وهو ما يعد دليلاً على أن التحالف يحاول تحاشي وقوعه في المستقبل في دائرة الاتهام بارتكاب مجازر إنسانية في اليمن وجرائم حرب ضد المدنيين بالقصف الجوي.