كاتب أمريكي يتحدث بلغة قيادة صنعاء بشأن تصريحات بومبيو
واشنطن – المساء برس| تماثلت تصريحات القيادات السياسية والعسكرية المعنية بإدارة البلاد في صنعاء والمعبرة عن موقف هذا الطرف مع تقرير نشره الكاتب الأمريكي بوني كريستيان والمنشور في صحيفة “ذا هيل” الأمريكية اليوم الخميس.
ومثلما اعتبرت القيادات في صنعاء أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التي أطلقها الجمعة الماضية كانت “لإثبات الولاء لترامب باعتبار أن دعم العدوان، دعم لإنجاز وظائف وأرباح صفقات السلاح القاتلة لليمنيين” حسبما قال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي في تغريدة له والذي قال في أخرى أن “التهديدات الصادرة من الخارجية الامريكية والخارجية البريطانية بالاضافة الى المعلومات المتوفرة لدينا بأن هاتين الدولتين بالاضافة للسعودية والامارات يعملون بجد لتكرار معركة الحديدة من خلال خلق مبررات واهية تختلف مع الواقع ومع اتفاق استكهولم”، مثل ذلك أيضاً، توافق الكاتب الأمريكي كريستيان مع تفسيرات قيادة صنعاء، إذ أكد الكاتب وهو متخصص في أولويات الدفاع وكاتب صحفي في أكثر من صحيفة ومجلة أمريكية عريقة، أكد أن إدارة ترامب لا تعتبر أن كبح مساعدتها للتحالف السعودي هو ما سيدفع بإنهاء النزاع في اليمن.
وتعليقاً على تصريحات بومبيو والتي قال فيها “نريد جميعاً إنهاء هذا النزاع”، قال كريستيان: كلنا نريد تحسين الوضع الإنساني السيء، لكن إدارة ترامب لا توافق بشكل أساسي على أن كبح مساعدتنا للتحالف الذي تقوده السعودية هو السبيل لتحقيق هذه الأهداف.
بومبيو اعتبر أن وقف الدعم العسكري الأمريكي للسعودية سيسبب إطالة أمد الصراع، وذلك لأن “إعاقة شركائنا السعوديين في القتال يمثل إطالة لأمد الصراع وبالتالي عدم التخفيف من معاناة الشعب اليمني” والكلام لوزير الخارجية الأمريكي، وأضاف بومبيو أيضاً “لكن عن طريق منح التحالف الذي تقوده السعودية الدعم اللازم لهزيمة المتمردين المدعومين من إيران وضمان سلام عادل هو الطريقة لتخفيف معاناة الشعب اليمني”.
الكاتب الأمريكي أكد أن تصريحات بومبيو “كانت بمثابة محاولة أخيرة لثني مجلس النواب عن اتباع خطوات مجلس الشيوخ المتمثلة بالمصادقة على قرار يطالب إدارة ترامب بالتوقف عن دعم التدخل العسكري السعودي في اليمن”، وهو القرار ذاته الذي يعد وثيقة رسمية تعترف بوجود قوات أمريكية مشاركة في الحرب على اليمن على الأرض وبشكل مباشر وذلك من خلال ما ورد في نص القرار من “سحب القوات الأمريكية المشاركة في الحرب باليمن خلال 30 يوماً”.
كما قال كريستيان إن “مزاعم بومبيو خادعة وكاذبة، فلا يوجد سبب للاعتقاد بأن التدخل السعودي قلل من الأزمة الإنسانية في اليمن”، ويضيف: “على العكس من ذلك، يتفق المراقبون المستقلون على أن العكس هو الصحيح – فالقوات التي تقودها السعودية متهمة بجرائم حرب – وأن نهج التحالف السعودي المهمل تجاه المدنيين والأهداف غير المشروعة يتم بالدعم الذي تلقاه من شركائه الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة”.
وقال كريستيان إن “إطالة المساعدات الأمريكية لهذا التدخل الحارثي لن يؤدي، كما يقول بومبو ، إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني، كما أنه لن يحقق شيئًا محددًا للأمن والمصالح الأمريكية”، لافتاً إن دعم الرياض في حربها على اليمن يضرب باليمن فقط ولا يساعد الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أشار الكاتب إلى عدم وجود مصلحة أمريكية من هذه الحرب واستمرارها، مستشهداً بمسؤول أمريكي يدعى بول بيلار والذي قال إن الخلاف في اليمن هو بين الحوثيين وطرف محلي آخر وهذا الخلاف هو متجذر في قضايا محلية للغاية و”لا يشكل الحوثيون تهديداً لأي شخص آخر في المنطقة”، مضيفاً إن “سحب الدعم الأمريكي يمكن أن يشجع تحالف الرياض على البحث عن حل سريع لهذا الصراع على طاولة المفاوضات، لكن إذا لم يحدث ذلك وإذا لم تُستخدم الدبلوماسية الأمريكية للجلوس مع كل الأطراف بما فيهم الحوثيين، فإن الأضرار على واشنطن أكبر منما لو لم تكن مشاركة، وحتى لو فشلت الجهود الدبلوماسية مع الحوثيين فإن مجرد كف المشاركة الأمريكية في هذه الحرب سيدفع بأن تكون المخاطر الأمنية ضئيلة لأن الحوثيين لن يشكلوا إلا مصدر قلق ضيق وبدون أي وسيلة للإضرار بالمصالح الأمريكية”.
ويؤكد كريستيان إن دعم الولايات المتحدة للحرب السعودية في اليمن “يضر بأمننا بقدر ما توسعت الفوضى المستمرة من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة”، مشيراً إلى أن التحالف تم فضحه علناً بأنه دفع رشاوي وقام بتجنيد مقاتلي القاعدة في شبه الجزيرة العربية للقتال معه ضد الحوثيين المعارضين للرياض وحلفائها وسياستها في المنطقة، وهو ما وضع واشنطن في موقف سخيف بشأن تقديم الدعم غير المباشر لجماعة لها صلات مع مرتكبي 11 سبتمبر كما تم العثور على أسلحة أمريكية تباع إلى السعودية في أيدي القاعدة”.