ماذا يعني انسحاب صنعاء 5 كيلو مقابل 1 كيلو للطرف الآخر
وما يسطرون – أحمد الحبيشي* – المساء برس| هناك تساؤلات غاضبة عن سبب قبول الجيش واللجان الشعبية الانسحاب ٥ كيلومترات من مينائي رأس عيسى والصليف والمدن الساحلية المحاذية لهما، مقابل انسحاب مرتزقة العدوان لمسافة كيلومتر واحد فقط وبقاء المينائين تحت الإدارة المحلية الشرعية القائمة منذ عام ٢٠١٤، بينما يشترط مرتزقة العدوان الانسحاب بمسافة ٣٥٠ كيلومترا فقط من جانبهم!!.
يقول بعض المتسائلين الغاضبين أن المسافة التي سينسحب منها المرتزقة قليلة جدا، قياسا بالمسافة التي سينسحب منها الجيش واللجان الشعبية بواقع ٥ كيلومترات مقابل كيلومتر واحد!!
في الحقيقة ان قبول الجيش واللجان الشعبية بذلك الحل الذي لا يزال المرتزقة يعرقلون تنفيذه، يشكل فضيحة مدوية لمرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الذين كذبوا على أنفسهم وعلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، عندما شنوا حرب تضليل إعلامية مكثفة، وزعموا أنهم سيطروا على كافة مدن الحديدة وموانئها ومطارها وجامعتها، وصولا إلى مطاحن وصوامع الغلال على الساحل الغربي للحديدة في البحر الاحمر، حيث زعموا أنهم سيطروا عليها، بينما اتضح للأمم المتحدة انهم محاصرون فيها من قبل قوات الجيش واللجان الشعبية التي خففت الحصار عن المرتزقة في صوامع الغلال لأسباب إنسانية، تلبية لطلب من فريق المبعوث الأممي وفريق المراقبين الدوليين وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة!!.
بوسعنا القول ان الأمم المتحدة أدركت ميدانيا أن مرتزقة العدوان انتشروا بشكل عشوائي في مساحات ضيقة وغير مترابطة من الشريط الساحلي لمحافظة الحديدة، مما ساعد قوات الجيش واللجان الشعبية على تدمير المئات من دباباتهم ومدرعاتهم وآلياتهم القتالية، وإبادة وجرح وأسر المئات من المرتزقة وفرار أعداد كبيرة منهم إلى المخا وعدن، وتقطيع أوصال الكتائب المحاصرة.
وعندما حانت لحظة الحقيقة عند التفاوض على خطة إعادة الانتشار بموجب اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، اتضح انهم لا يستطيعون الانسحاب أكثر من كيلو متر واحد باتجاه الساحل الغربي، وهي المسافة الفعلية التي استدرجهم الجيش واللجان الشعبية إليها بهدف التنكيل بهم، فيما تمتلك قوات الجيش واللجان الشعبية عمقا جغرافيا استراتيجيا في عموم مدن الحديدة ورمالها وسواحلها بعشرات الكيلومترات، ناهيك عن المناطق الحضرية المأهولة بالسكان الذين لن يترددوا في الدفاع عن الأرض والعرض.. لا تقلقوا لأن المبادرة لا زالت بيد ابطالنا الأمناء على قضية الدفاع عن السيادة والاستقلال.
* أحمد محمد الحبيشي هو صحفي مخضرم ومحلل سياسي وتقلد عدة مناصب وكان مقرباً من معظم من تولوا الرئاسة في اليمن قبل وبعد الوحدة ويعمل حالياً مستشاراً لدى المجلس الرئاسي الأعلى بصنعاء
من صفحة الكاتب على الفيس بوك
المصطلحات والتسميات والتوصيفات الواردة في مقالات الكتاب تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن السياسة التحريرية لـ”المساء برس”