في البداية “شكراً سلمان” وفي الأخير “التحالف أتى لدعم الحوثي”
وما يسطرون – يحيى محمد – المساء برس| كان الإصلاح طرفاً التحق بالثورة الشبابية السلمية في فبراير 2011، ثم سطى عليها وتصدرها وقادها وفق مصالحه، فكان الانقلاب على ثورة فبراير للوصول إلى السلطة بأسرع وقت واصطناع شكل رسمي لهذه السلطة باسم “الشرعية”.
تباعاً لذلك حدث انقلاب آخر، هو انقلاب “أنصار الله” على الانقلاب الذي نفذه الإصلاح على ثورة فبراير، فوجد الإصلاح نفسه عاجزاً عن مواجهة “أنصار الله” لأنه كان قد أثبت فشله في إدارة الدولة وحماية الأمن القومي اليمني وخسر لذلك شعبيته التي تحولت إلى تأييد كاسح لأنصار الله.أ
مام ذلك لم يكن أمام الإصلاح إلا خيارين الأول: القبول بشراكة أنصار الله بشكل فاعل في السلطة لتسوية الانحراف الذي حدث بعد 2011، والثاني: القبول بتسليم البلاد للخارج والاستعانة عسكرياً بجهة خارجية لمواجهة “أنصار الله” وإعادة الإصلاح إلى السلطة، وللأسف اختار الإصلاح الخيار الثاني.
ارتهن الحزب للسعودية وشرعن لها ضرب اليمن عسكرياً، وفي الوقت الذي كانت فيه أشلاء الأطفال والنساء تتطاير في المناطق الشمالية للبلاد بغارات طيران التحالف كان الإصلاح يرفع شعار “شكراً سلمان شكراً أولاد زايد”.
واليوم وبعد أن أدرك الإصلاح أنه كان بالنسبة للرياض وأبوظبي مجرد أداة لشرعنة التدخل العسكري، وبعد أن أصبح الإصلاح خصماً وعبئاً على الرياض والتحالف ويُراد التخلص منه وتصفيته، لم يجد الحزب أمامه من تبرير لما يحدث سوى اتهام التحالف بأنه يحتل اليمن وأنه لم يأتِ لإعادة “الإصلاح والشرعية للسلطة”.
لكن الإصلاح كان يدرك جيداً أن هذا الاتهام لن يُستساغ، سواء على المستوى المحلي أو المستوى الإقليمي أو الدولي، لأن من يطلق هذا الاتهام اليوم هو من أتى بهذا التحالف وأعطاه الضوء الأخضر للتدخل العسكري تحت عنوان القضاء على الحوثي، وهرباً من هذا المأزق الذي وقع فيه الإصلاح ابتكر تهمة وتبريراً جديداً وهو الترويج والادعاء أن “التحالف يدعم الحوثيين وأن الطرفين يتآمران على اليمن وأنهما أصلاً متفقان منذ البداية”.
الحقيقة.. وضع الإصلاح بيضه بالكامل في سلة الخارج وسمح لنفسه أن يكون أداة لاحتلال اليمن والمناطق الاستراتيجية جنوب البلاد طالما وأن ذلك سيعيده للسلطة، انقلب التحالف على الإصلاح بعد أن استخدمه مؤقتاً ريثما ينشئ له قوات وحلفاء محليين آخرين، بمعنى أن صلاحية استخدام التحالف للإصلاح انتهت وسيتم رميه واستخدام أدوات جديدة وبعد فترة سيرميها ويأتي بغيرها وهكذا.