والحوثيون..(AP): واشنطن لم تعد القوة الوحيدة المالكة للطائرات المسيرة
واشنطن – المساء برس| قالت وكالة الأنباء الأمريكية “أسوشيتد برس” إن الطائرات المسيرة أصبح دورها في اليمن جزءاً من الحياة اليومية في البلاد، جاء ذلك تعليقاً على تنفيذ قوات صنعاء يوم أمس هجوماً بطائرة مسيرة استهداف قيادات الصف الأول العسكرية في قوات هادي بقاعدة العند بمحافظة لحج جنوبي البلاد.
وقالت الوكالة في تقرير لها بخصوص المستجدات الأخيرة في اليمن بعد استهداف قاعدة العند، إن الهجوم أظهر أن واشنطن لم تعد القوة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك الطائرات المسيرة، وأن استهداف قوات صنعاء لقيادات هادي العسكرية البارزة والرفيعة جداً بطائرة مسيرة في معسكر قاعدة العند الذي يقع تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً وخلف ستة قتلى، يؤكد أن اليمن تحول إلى أكبر ساحة لمعارك الدرونات “الطائرات المسيرة” على مستوى العالم، علماً أن الهجوم استهداف القاعدة التي كانت المركز الرئيسي للولايات المتحدة ولسنوات طويلة لقيادة هجماتها بالطائرات المسيرة على معاقل تنظيم القاعدة ضمن برنامج مكافحة الإرهاب.
وأشار تقرير الصحيفة الذي ترجمه “المساء برس”، إلى حجم التطور العسكري الذي تشهده قوات صنعاء والتي وصفتها “بقوات الحوثيين”، حيث أشار التقرير إلى أن الطائرات المسيرة المستخدمة في هجمات قوات صنعاء على خصومهم هي طائرات تنتج من قبل وزارة الدفاع التابع لحكومة الأمر الواقع في صنعاء “حسب ما يقوله الحوثيون”، وأضافت الصحيفة “على الرغم من أن تقرير خبراء الأمم المتحدة لعام 2018 قال إن طائرة قاصف 1 المسيرة، توجد فيها بعض القطع الداخلية التي لم تنتج في اليمن وتم استيرادها من خارج البلاد”، لافتة إلى أن ذلك يجعل من مسألة مصدر الدرونات التي تستخدمها قوات صنعاء في كل من البحر والجو لا تزال مثار جدل.
كما تطرقت الصحيفة في سياق تسليطها الضوء على تطور القدرات العسكرية لقوات صنعاء، إلى ما سبق وأظهره المتحدث باسم قوات التحالف السعودي الإماراتي السابق أحمد عسيري أمام وسائل الإعلام “لما وصفه بأنه قارباً مسيراً محملاً بالمتفجرات حاول الحوثيون مهاجمة قوات التحالف به لكنه لم ينفجر”، في إشارة من الصحيفة إلى أنه وإلى جانب تطور القدرات الجوية لقوات صنعاء فإن ذلك سبقه تطور في القدرات البحرية وكما أنهم تمكنوا من صناعة طائرات مسيرة فقد تمكنوا قبل ذلك من صناعة قوارب مسيرة أيضاً.
وأشارت الصحيفة إلى حجم استخدام الطائرات بدون طيار في اليمن، قائلة إن كلاً من قوات التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات وقوات صنعاء والقوات الأمريكية جميعها تستخدم الطائرات المسيرة في اليمن، مضيفة إن الولايات المتحدة تستخدم الطائرات المسيرة في اليمن منذ العام 2002 وأن “هذه الطائرات يتم إنتاجها في أمريكا، بينما يستخدم التحالف السعودي الإماراتي طائرات درون مصنعة في الصين، بينما يستخدم الحوثيون طائرات يقولون إن وزارة الدفاع التابعة لهم هي من تنتجها”.
قناعات غربية بأن أسلحة صنعاء مصنعة محلياً
وعلق مصدر عسكري رفيع في صنعاء على ما ورد في تقرير الـ”أسوشيتد برس” بالقول إن التقرير يشير إلى تغيّر في قناعات صنّاع القرار في واشنطن بشأن مصدر الأسلحة التي تستخدمها قوات صنعاء.
وقال المصدر العسكري لـ”المساء برس”: “يبدو أن الأمريكيين سواءً كانوا مسؤولين أو صحفيين بدأوا يقتنعون بأن أسلحتنا التي نعلن عنها بين الحين والآخر هي بالفعل منتجة محلياً وأن المزاعم بأن إيران هي من تزودنا بالأسلحة بدأت تتلاشى لدى الأمريكيين”، مضيفاً أن المزاعم التي ظل يرددها التحالف طوال السنوات الأربع الماضية أن إيران هي من تزودنا بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والقوارب المسيرة لم تعد مقبولة ومصدقة لدى الغرب “خاصة مع استمرار تطوير القدرات العسكرية والإعلان عن أسلحة جديدة في ظل استمرار فرض حصار مطبق على اليمن من قبل التحالف”.
إذا كانت إيران تزود صنعاء بقطع صغيرة تُستخدم للطائرات فقط ويمكن تهريبها بين البضائع.. فماذا عن الصواريخ الباليستية الكبيرة والقوارب المسيرة ومنصات الإطلاق من تحت الأرض؟
المصدر العسكري أشار بالقول إن “التحالف كان يزعم أن إيران تزودنا بالأسلحة والصواريخ، لكنه واجه تساؤلات مفادها كيف تدخل هذه الأسلحة في الوقت الذي تفرضون فيه حصاراً على اليمن من كل مكان؟ وهو ما اضطر التحالف إلى التحايل والذهاب إلى ابتكار مزاعم جديدة وهي أن إيران تزودنا بقطع صغيرة للطائرات المسيرة وأن هذه القطع يمكن إخفاؤها وتهريبها مع البضائع، وإذا كان ذلك صحيحاً فكيف هو الأمر بالنسبة للصواريخ الباليستية، هل هذه الصواريخ يتم تهريبها هي الأخرى بين البضائع؟ هذا كلام غير منطقي ولا يستسيغه العقل ومن يحاول أن يقنع نفسه بهذا المنطق يشعر بأنه أحمق وغبي”.
وتطرق المصدر العسكري إلى صناعات عسكرية أخرى لا يمكن التصديق أنه يمكن تهريبها وإدخالها إلى اليمن في ظل هذا الحصار، وقال المصدر: “وكما هو الحال بالنسبة للصواريخ الباليستية ينطبق الأمر كذلك على القوارب المسيرة والتي زعم التحالف أنها إيرانية وهي من سلمتها لقواتنا فهل يمكن إخفاء قارب بحري حجمه ضعف حجم السيارة ضمن بضائع تجارية صغيرة تخضع للتفتيش الدقيق؟!!، كما ينطبق الأمر ذاته على منصات إطلاق الصواريخ الباليستية بدر 1 التي أعلن عنها العام الماضي والتي أطلق عليها (منصات إطلاق تحت أرضية) التي تظهر من تحت الأرض وترتفع وتطلق الصاروخ ثم تعود للاختفاء تحت الأرض مرة أخرى”.