معلومات مهمة وردت في مذكرات ملحق عسكري سعودي كان باليمن
صنعاء – المساء برس| نشرت صحيفة “26 سبتمبر” الرسمية الناطقة باسم وزارة الدفاع في صنعاء في عددها الصادر اليوم الأربعاء تقريراً كشفت فيه جزءاً كبيراً مما ورد في مذكرات أحد الملحقين العسكريين السعوديين الذين عملوا في اليمن في فترة السبعينات وتحديداً في فترة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.
وورد في التقرير الذي نشرته الصحيفة الرسمية تحت عنوان “مذكرات ملحق عسكري سعودي بصنعاء” إنه تحدث عن حركة 13 يونيو التصحيحة التي قادها الشهيد الحمدي عام 74م، ونقلت على لسان الملحق العسكري السعودي ما كتبه في مذكراته من أن “اليمنيين رفضوا المناهج السعودية ولم يستقبلني أحد في منزله خوفاً من الاتهام بالعمالة للسعودية”، كما تطرق التقرير إلى “قصة خزان الوقود الذي ظنه الملحق صاروخاً موجهاً على المملكة”.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن “الملحق العسكري السعودي في الوعي الشعبي اليمني مصطلح ملازم لصالح الهديان المتورط بقضية اغتيال الرئيس الحمدي”، وفي عنوان جانبي آخر “الملحق العسكري الهيبلي وقف ضد حركة 13 يونيو 1974م التصحيحية”، كما كشفت أن “السفارة السعودية كان مقرها أحد أجنحة فندق المخا في العاصمة صنعاء”، وأن “كل الملحقين العسكريين السعوديين نفذوا أجندة استخبارية ضد اليمن واستقراره”.
“المساء برس” يعيد نشر التقرير الذي كتبه الصحفي والمحلل السياسي عبدالله بن عامر والذي يشغل منصب نائب رئيس تحرير “26 سبتمبر”.
ليس من الشائع ان يقوم مسؤول سعودي بكتابة مذكراته ونشرها فما بالنا لو كان هذا المسؤول ملحقاً عسكرياً أو ديبلوماسياً في سفارة المملكة بدولة لا تزال مسرحاً للتجارب السعودية في فرض الوصاية والتبعية والهيمنة فذلك بالتأكيد أمر قد لا يتكرر لأسباب تتعلق بسياسة المملكة في البلدان التي تعتبرها تابعة لها وهي السياسة التي يجتهد السفراء في تنفيذها والى جوارهم فريق من الديبلوماسيين وعلى رأسهم الملحق العسكري.
تظل أعمال بعثات المملكة السعودية في معظم الدول العربية والإسلامية بل وحتى الأجنبية محاطة بالسرية فلا يمكن الكشف عنها من قبل تلك البعثات بل ولا حتى المسؤولين السعوديين مهما تقادمت بهم السنين وبالتالي فإن الحديث عن مذكرات سفير سعودي او ملحق عسكري تحديداً امراً يثير الانتباه ويدفع المهتم الى معرفة ما قد يدونه هذا السفير او ذاك الملحق.
نعم الملحق العسكري لا غيره .. هذه الصفة التي أصبحت في الوعي الشعبي اليمني ملازمة للعقيد صالح الهديان الأشهر بين رجال المملكة السعودية في اليمن خلال القرن الماضي لارتباطه بمرحلة الشهيد إبراهيم الحمدي وتورطه في جريمة اغتياله في عملية صنعت تاريخ الهديان ووضعته أمام مرحلة من التكريم والترقية نظير جهوده وخدماته أثناء فترة بقائه باليمن وهي الفترة التي لا يمكن التطرق لها سيما المشهد السياسي بل وحتى العسكري دون التطرق لهذه الشخصية التي ظلت بعيدة عن الأضواء حتى بعد مغادرتها اليمن لتظل أفعال الهديان وأعماله مجرد أحاديث تتداولها المقايل السياسية اليمنية قبل ان يتم الكشف مؤخراً عن وثيقة عبارة عن مراسلات بين الهديان وبن مسلم وهذا الأخير مسؤول الملف اليمني في الديوان الملكي وهي عبارة عن ترتيبات لما بعد اغتيال الرئيس أحمد الغشمي وفيها تفاصيل خطيرة عن حقيقة الدور السعودي في تلك الفترة واشارات واضحة إلى اغتيال الحمدي والمتورطين بالجريمة.
الملحق والملحوق
اليوم سنتحدث عن الملحق العسكري الذي سبق الهديان الذي صدر له كتاب بعنوان ثلاث في اليمن وقد عرفه أنور عشقي (العقيد بالاستخبارات السعودية) بأن له الأثر الواضح الواضح في إيقاف المد الشيوعي القادم من الجنوب الى الشمال عمل وعشقي في اللجنة الخاصة باليمن ثمانية عشر عاماً أي من عام 1984 حتى العام 2002م واصبح اليوم عراباً للعلاقة بين الكيان الإسرائيلي والنظام السعودي.
أما الملحق العسكري السعودي الذي نحن بصدد الحديث عنه فهو اللواء صالح بن محمد الهيبلي والذي عمل ملحقاً في الجمهورية العربية اليمنية من عام 1972م حتى العام 1975م وكان حينها يحمل رتبة مقدم وسبق أن عمل قبل انتقاله إلى اليمن مشرفاً مباشراً على السفارة اليمنية في جدة.
تولى الهيبلي منصب الملحق العسكري في اليمن في فترة السفير السعودي الأول بعد المصالحة الملكية الجمهورية وتطبيع العلاقات بين البلدين الشيخ مساعد بن أحمد السديري وهو خال الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
يبدأ الهيبلي سرد مذكراته بالحديث عن استقبال الشيخ سنان أبولحوم له في مطار الحديدة حيث كان أبولحوم في تلك الفترة محافظة الحديدة وفوراً انتقل الملحق إلى صنعاء حيث كانت السفارة السعودية بتلك الفترة لا تزال تتخذ من أحد أجنحة فندق المخا بشارع علي عبدالمغني مقراً لها وفور وصوله أجرى لقاءات مع العقيد حسين المسوري رئيس هيئة الأركان العامة والعقيد إبراهيم الحمدي نائب القائد العام والعقيد محمد الإرياني القائد العام وذلك في مبنى القيادة الذي ضم مكتباً خاصاً للسفير السعودي مع الملحق العسكري ورغم أن الملحق لم يشر إلى المكتب إلا أن الكثيرين تحدثوا عن وجود مكتب للسعوديين في مقر القيادة العامة وهي سابقة قد لا تتكرر في أي بلد آخر حيث يرجع البعض أسباب تواجد ذلك المكتب وفي مقر القيادة العامة إلى التزامات اليمن بعد المصالحة الجمهورية الملكية وتأسيس اللجنة الخاصة 1970م برئاسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز وعضوية كل من وزراء الداخلية والخارجية والمالية ويرى البعض أن مهمة المكتب كانت مهمته التنسيق وتقديم الدعم أو كما يقول الهيبلي مكتب الإشراف على المشاريع السعودية باليمن، لكن يظل السؤال لماذا في مبنى القيادة العامة الذي يعتبر رمزاً سيادياً وفيه تتخذ اخطر القرارات وتجتمع قيادة الجيش وقيادة البلاد فهل يعقل ان يكون وفي ذات المبنى مكتب لسفير أو ملحق عسكري لدولة أخرى؟
رفض المناهج السعودية
يوضح الملحق الهيبلي أن مجلس التنسيق السعودي اليمني شكل في العام 1975م عقب زيارة أجراها الحمدي للرياض وفي تلك الفترة كانت المملكة تعمل على توسيع دائرة نفوذها في اليمن إلا أن المجتمع اليمني كان على ما يبدو غير مستعد لاستقبال كل ما يصل إليه من المملكة لاسيما ما له علاقة بالثقافة والتعليم فقد أشار الملحق إلى أن وزارة التربية والتعليم لم تكن تتقبل توزيع المقررات الدراسية السعودية على المدارس فقد بادرت السعودية بتلك الفترة بطباعة مقرراتها الدراسية وتوزيعها على المدارس اليمنية إلا أن الطلاب وكذلك الجهات المختصة رفضوا تلك المقررات التي بالتأكيد كانت ضمن مشاريع المملكة في التمدد المذهبي ونشر فكرها الديني وبالتالي استمرت المدارس اليمنية في اعتماد المقررات الدراسية العلمية من المنهج المصري.
أسماء متورطة
في تلك الفترة كثفت المملكة من ابتعاث عدد من القادة العسكريين إلى اليمن منهم طراد الحارثي الذي أصبح سفيراً مع صعود علي عبدالله صالح للسلطة وكذلك علي بن مسلم وهذا يعد من الشخصيات التي كان لها حضوراً غير عادياً في المشهد اليمني فقد تولى بن مسلم فيما بعد مسؤولية الملف اليمني في الديوان الملكي ومستشاراً للجنة الخاصة وكان مقرباً من الأمير سلطان بن عبدالعزيز ومن المتورطين في قضية اغتيال الحمدي وكذلك كان له دور في تصعيد علي عبدالله صالح الى السلطة بناءً على مقترح الهديان كما تحدثت الوثائق.
عن المجلس الجمهوري
يشير الهيبلي إلى تشكيلة المجلس الجمهورية وطبيعة العلاقة بين أعضائه فالقاضي الإرياني والقاضي الحجري كانا يمثلان المذهب الزيدي كما يقول وأما محمد علي عثمان وأحمد محمد نعمان فهما شافعيان ويمثلان اليمن الأسفل ورئاسة المجلس كانت بالتناوب بين الأربعة غير أنه كان يتم اختيار القاضي الإرياني في كل مرة.
الإرياني والنعمان والحجري
هنا يتحدث الملحق عن تشكيلة المجلس الجمهوري مشيراً إلى أن التشكيلة الرباعية تستند إلى الخارطة المذهبية وهذا ما لم نسمع به من قبل فإذا افترضنا صحة ما أورده الملحق فسنجد أن القاضيبن الإرياني والحجري ينتميان إلى محافظة واحدة وهي إب وسط اليمن والأستاذان عثمان ونعمان ينتميان أيضاً إلى محافظة واحده وهي تعز وعلى افتراض البعد المناطقي واستخدام السفير مصطلح اليمن الأسفل بقوله إن نعمان وعثمان يمثلان اليمن الأسفل فمن يمثل الأعلى إذا افترضنا صحة التقسيم وصحة التسمية؟
ينقل الملحق عن أحد الأعضاء ولم يكشف عن اسمه سبب استمرار اختيار الإرياني لمنصب رئيس المجلس بالقول إن الوضع الأمني غير مستقر والمشكلات تتفاقم يوماً بعد آخر وهذه الأوضاع من صنع يدي الإرياني فعليه إذاً أن يتحمل مسؤوليتها فالكثير من القرارات رغم أهميتها تصنع ويتم إقرارها خارج نطاق المجلس ولا نسمع عنها إلا وهي مذاعة أو مكتوبة على صفحات الجرائد.
وهنا لا يمكن لنا نفي ما أورده الملحق من معلومات قد تكون وصفاً صحيحاً لواقع عاشه اليمن في تلك الفترة لكن لم يتطرق الملحق إلى السبب المتمثل في الدور السعودي الداعم لمراكز النفوذ والراغب في عدم تحقيق الاستقرار الأمني في معظم المحافظات بل إن الدور السعودي كان يقف خلف الفوضى ليس الأمنية فقط بل والسياسية فلا حكومة مستقرة ولا خطوات صحيحة للبناء ولا حتى رؤية واضحة للمستقبل وهنا نحيل القارئ إلى وثائق اللقاءات اليمنية السعودية في تلك الفترة وكيف أن الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني كان يعاتب القيادة السعودية على عدم تنفيذ وعودها بدعم الموازنة ودعم بناء الدولة وتنفيذ المشاريع ناهيك عن الدور السعودي في إشعال فتيل الحرب بين الشطرين 1972م ومعاقبة عدداً من المسؤولين اليمنيين الذين أيدوا اتفاقية طرابلس بين صنعاء وعدن برعاية ليبية ودفعت المملكة بأتباعها إلى تأجيج الصراع مع الشطر الجنوبي وتهديد سلطات الدولة الهشة في صنعاء من أجل الرضوخ للمطالب السعودية في إيقاف أي تقارب مع الشطر الجنوبي وإيقاف أي توجه لبناء الجيش او تنفيذ مشاريع إستراتيجية.
كل هذه الحقائق وأكثر لا يمكن لأي مسؤول سعودي الإقرار بها رغم أن بعضها تطرقت إليه محاضر الجلسات بين الطرفين وكيف كان القاضي الإرياني يحاول إقناع الملك فيصل وغيره من المسؤولين السعوديين بدعم الدولة اليمنية وليس دعم مراكز أو قوى بعينها ضد الدولة.
الهجوم على الحمدي
وقف الملحق العسكري السعودي موقف الرفض لحركة 13يونيو 1974م بقيادة الرئيس إبراهيم الحمدي وتبنى موقف حسين المسوري الذي كان خارج اليمن وقتها حيث قال: إن الحمدي أرغم الإرياني على ترك صنعاء وأن الأخير لم يبدِ أي مقاومة تذكر وكأن الإرياني كان يريد المقاومة أو لم يقدم استقالته عن رضى وقناعة وكأن هذه الحقائق لا يعرفها كل متابع ومهتم بتلك الفترة وهي الحقائق التي تؤكد أن الحمدي ودع الإرياني في مطار تعز بطريقة تليق به وان الإرياني هو من اختار الاستقالة وسبق أن استقال واعتكف في سوريا عام 1973م قبل أن يعود مرة أخرى وإذا أردنا أن نعرف أهم أسباب الاستقالة يجب علينا أن نتطرق إلى الضغوطات السعودية والى الدور والموقف السعودي السلبي من الإرياني ومن كل توجه لبناء الدولة وتحقيق طموحات الشعب.
وفي محاولة منه لتحجيم دور الحمدي قال: إن الانقلاب لم يكن لينجح لو كان العقيد الإرياني والعقيد المسوري وكذلك وزير الخارجية محمد أحمد نعمان موجودين في صنعاء، وفي الحقيقة إن الملحق مدح الحمدي حين أراد ذمه أو الاستهانة بشأنه فاختيار موعد تنفيذ الحركة الانقلابية يعبر عن ذكاء وفطنة الحمدي الذي كان الشخصية الثالثة في قيادة القوات المسلحة فالعقيد الإرياني كان خارج البلاد وكذلك العقيد المسوري وعلى ما يبدو أن تواجدهما في الخارج كان مرتباً له بحيث تنجح الحركة التصحيحية دون أي خلافات حول المنصب الأول.
ويذكر الملحق من قام بالانقلاب كما يقول وهم: الشيخ سنان أبو لحوم ووصفه بالمحرض الأول للانقلاب وكذلك الشيخان عبدالله الأحمر وأحمد علي المطري والقادة العسكريين علي أبولحوم قائد الاحتياط ومجاهد أبوشوارب محافظ محافظة حجة وقائد قوات المجد وعبدالله الحمدي قائد العمالقة ومحمد أبو لحوم قائد اللواء السادس مدرع وأحمد الغشمي قائد اللواء الأول مدرع ومن السياسيين أحمد دهمش وعبدالله حمران.
وفي الحقيقة أن سنان أبولحوم وكافة القادة من بيت أبولحوم قد ساندوا الحمدي في الحركة التصحيحية إضافة إلى مجاهد أبوشوارب أما عبدالله الأحمر فقد فرضت عليه استقالة القاضي الإرياني وأعضاء المجلس الرئاسي مهمة صعبة ووضعته أمام خيارين لا ثالث لهما فإما تولي السلطة أو تسليمها للجيش وقد اختار الثانية وذلك يعني أن الأحمر لم يكن ضمن قادة الحركة بل اختار تسليم استقالة المجلس الجمهورية وأرفق معها استقالته إلى قيادة الجيش.
ونستطيع القول إن الحمدي قد تمكن من احتواء التيار الأقوى في البلاد بتلك الفترة وهو تيار حزب البعث الذي كان الأنشط من حيث الاستقطاب والتأثير والتوسع مستفيداً من دعم العراق بل كان على مشارف القيام بانقلاب عسكري للاستيلاء على السلطة قبل حركة الحمدي بأشهر.
وبما أن البعثيين وقفوا إلى جوار الحمدي فقد أصروا على تعيين محسن العيني المحسوب عليهم رئيساً للوزراء وقبل أن يصدر الحمدي القرار قام الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بإبلاغ الملحق العسكري السعودي الذي تطرق إلى هذا في مذكراته وقال إنه سارع إلى اللقاء بالحمدي معترضاً على تعيين العيني إلا أن الحمدي برر ذلك بالقول: إن التعيين كان رداً على مساندة آل أبو لحوم له في ذلك الظرف الحساس.
ونلاحظ هنا كيف أن الأحمر المحسوب على المملكة سارع إلى إبلاغ ملحقها العسكري بما ينوي الحمدي فعله وكيف أن الملحق اعترض على تعيين العيني باعتبار العيني محسوباً على التيار البعثي وكانت علاقته بالمملكة غير جيدة.
أبو لحوم..
يتحدث الملحق أن اعتراضه باسم المملكة على اسم محسن العيني أزعج الشيخ سنان أبو لحوم مؤكداً أن الحمدي أبلغ أبو لحوم بما دار بينهما وان الأخير انتقل إلى الرياض والتقى بوزير الداخلية فهد بن عبدالعزيز محتجاً ومطالباً بتغيير الملحق الذي قال عنه انه يثير أحياناً الإزعاج وهنا قررت القيادة السعودية استبدال الملحق إرضاءً للشيخ سنان أبو لحوم.
ويورد الملحق ما تحدث به العيني في كتابه خمسون عاماً من الرمال المتحركة بشأن تغييره والرسالة التي تلقاها من الأمير فهد بن عبدالعزيز .. بعد ذلك تولى الهيبلي منصب رئيس الاستخبارات وأصبح العقيد صالح الهديان ملحقاً عسكرياً للسعودية في اليمن.
لم يعزمني أحد
تطرق الملحق في مذكراته القصيرة إلى كرم اليمنيين وعاداتهم وتقاليدهم منها مجالس القات وكذلك مآدب الغداء معاتباً بأنه لم يتلق أي دعوة لأي منزل يمني وعلى ما يبدو أن الملحق هنا شمل العتاب كل اليمنيين بما في ذلك المحسوبين على المملكة السعودية وهو ما نستنتجه مما أورده عن أسباب عدم تلقيه أي دعوة لأي منزل يمني حيث قال: أنه بحث عن أسباب ذلك ووجد أن الخوف لدى اليمنيين من أن يتهم أي منهم بالعمالة للسعودية وراء عدم دعوته.
وبهذا يكشف لنا الملحق عن حقيقة المزاج الشعبي أو الموقف الشعبي تجاه السعودية وكل من يمثلها في اليمن لدرجة عدم تلقي الملحق طوال فترة بقائه باليمن أي دعوة لحضور مأدبة غداء أو جلسة مقيل أو أي مناسبة وذلك حتى لا يتعرضوا للتهم بالعمالة للسعودية.
خزانات الصواريخ
في إحدى الجولات التي قام بها الملحق في العاصمة صنعاء وضواحيها استوقفته ما قال أنها صواريخ موجهة صوب المملكة كانت في معسكر قوات الاحتياط وعلى الفور سارع الملحق إلى قائد تلك القوات علي أبولحوم وقال له كيف تدعي صداقتنا وأنت موجه صواريخ معسكرك صوب المملكة؟!
فرد عليه أبو لحوم بالقول أتقصد خزان وقود إحدى الطائرات المقاتلة الذي يشبه الصاروخ؟ وبالتأكيد أن هذا الرد أحرج الملحق الذي ظن أن خزانات الوقود ليست إلا صواريخ موجهه على المملكة.