غريفيث من صنعاء يفصل الجدال حول من يتولى إدارة الحديدة
صنعاء – المساء برس| شهدت العاصمة اليمنية صنعاء اليوم مباحثات ولقاءات بين المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث ومسؤولين في حكومة الإنقاذ بصنعاء وقيادات أنصار الله والمؤتمر والوفد المفاوض عن صنعاء.
وحسب مصادر خاصة كانت حاضرة معظم لقاءات غريفيث اليوم فإن المحادثات مع سلطة صنعاء تركزت حول تعزيز وقف إطلاق النار وإعادة انتشار القوات التابعة للطرفين (قوات صنعاء وقوات التحالف) في الحديدة.
وأشارت المصادر لـ”المساء برس” إلى أن المحادثات التي أجراها غريفيث مع رئيس لجنة التنسيق الأممية الجنرال الهولندي باتريك كاميرت والمتواجد في العاصمة صنعاء منذ 4 أيام حيث انتقل إليها بعد ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري للتحالف في الحديدة وعدم الالتزام بوقف إطلاق النار، حسب المصادر فإن اللقاء مع باتريك تركز حول الاطلاع على آخر ما توصلت إليه الأطراف اليمنية في تنفيذ اتفاق الحديدة والخطوات التي قام بها كل طرف.
غريفيث يحسم جدال الاتفاق “اتفاق الحديدة واضح السلطة المحلية وقوى الأمن المحلي وحسمنا النقاش هذا في السويد”
وفيما يرى مراقبون سياسيون إن زيارة غريفيث جاءت بعد فشل كل الجهود الدولية لتثبيت وقف القتال في الحديدة وعدم التزام طرف التحالف بتنفيذ انسحابه من الكيلو 16 وفتح الطريق الرابط بين صنعاء والحديدة وتعز، بسبب ما وصفوه بمحاولة التحالف التنصل من تنفيذ الاتفاق بذريعة أنه لم ينص على أن تُسلم السلطة في الحديدة للسلطة المحلية القائمة حالياً، كشفت مصادر حضرت لقاءات غريفيث بالوفد المفاوض عن صنعاء “الوفد الوطني” إن غريفيث علّق أمام الوفد بخصوص هذه النقطة بالقول إن “اتفاق الحديدة بشأن قوى الأمن المحلية كان واضحاً وتم حسم النقاش حوله في السويد”، وهو ما يأتي تأكيداً لتصريحات سابقة لأعضاء وفد صنعاء وأخرى لقيادات موالية للتحالف ضمن وفد الرياض بأن ما تم الاتفاق عليه في السويد هو استلام السلطة المحلية في الحديدة لإدارة المدينة دون تدخل من المشرفين التابعين لأنصار الله.
ونقلت المصادر إن غريفيث أكد أمام وفد صنعاء اليوم على ضرورة استكمال إعادة الانتشار في الحديدة والتي كان قد بدأ بتنفيذها طرف سلطة صنعاء عبر الانسحاب من موانئ الحديدة واستلام قوات خفر السواحل المحلية للموانئ وانسحاب المشرفين الإداريين لأنصار الله من مؤسسة موانئ البحر الأحمر التي ستتولى إدارة موانئ الحديدة تنفيذياً، مشيرة – أي المصادر – إلى أن غريفيث “أشاد بتمسك وفد صنعاء باتفاق استوكهولم”.
ولفتت المصادر إلى أن وفد صنعاء أبلغ غريفيث خلال اللقاء اليوم بـ”تمسك الوفد بضرورة الموافقة المبدئية على الإطار العام للحل في اليمن من قبل الطرف الآخر قبيل الذهاب لجولة المفاوضات القادمة”.
زعيم أنصار الله يعتبر حل وضع تعز أولوية مقدّمة على الرواتب في الجولة القادمة
لقاءات غريفيث لم تقتصر على وفد صنعاء والقيادات السياسية وقيادات السلطة السياسية لصنعاء فحسب، بل شهدت صنعاء لقاءاً بين غريفيث وزعيم حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي، وحسب ما نقلته وكالة سبأ الرسمية للأنباء فإن الحوثي أشار “إلى العقبات والإعاقات والانتهاكات التي تواجه اتفاق استوكهولم من قبل أطراف في الولايات المتحدة التي تقود وتدعم التحالف السعودي” وفقاً لما نقلته وكالة سبأ الناطقة بالإنجليزية على موقعها على الإنترنت.
وشدد زعيم أنصار الله على “أهمية الإسراع في تنفيذ الاتفاقية والشروع في تنفيذ خطوات أخرى تتعلق بالهدنة في محافظة تعز ودفع الرواتب في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية وفتح مطار صنعاء الدولي وإطلاق سراح السجناء حسب الاتفاق”، مستنكراً “التباطؤ ومحاولة الالتفاف على تنفيذ اتفاق استكهولم وفقاً للفترة الزمنية المتفق عليها”، بالإضافة إلى تطرق اللقاء إلى مناقشة “الاستعدادات لجولة المفاوضات المقبلة والتحضير لها بما يؤدي إلى إنجاح حوار سياسي جاد لإنهاء الحرب”.
غريفيث سيقدم تقريراً لمجلس الأمن الأسبوع القادم
ووفقاً لمصادر “المساء برس” فإن المبعوث الأممي سيجتمع بلجنة التنسيق المشكلة من طرفي صنعاء والرياض “الشرعية”، في مدينة الحديدة التي يتوقع أن يكون غريفيث قد وصل إليها مساء اليوم الأحد، كما تشير المصادر إلى أنه من المتوقع أيضاً أن يلتقي غريفيث بمسؤولين في “الشرعية” في العاصمة السعودية الرياض بعد إنهاء جولته في صنعاء والحديدة.
وحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس” الفرنسية إن غريفيث سيقدم لمجلس الأمن الأسبوع المقبل تقريراً بشأن التطورات في اليمن ومدى التقدم في ملف اتفاق الحديدة.
مفاوضات الملف الاقتصادي ستُعقد في الأردن بحضور غريفيث
ورصد “المساء برس” تصريحات كلاً من سليم المغلس عضو الوفد المفاوض عن صنعاء ومحمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة لأنصار الله بخصوص لقاءات غريفيث بصنعاء.
وقال المغلس في تصريح لقناة “الجزيرة” القطرية إن “المباحثات مع غريفيث كانت حول كافة الملفات التي لم تنجز في مشاورات السويد”، مشيراً أن وفد صنعاء أكد “أنه لا بد من إنجازها قبل الذهاب لمفاوضات قادمة”، وأضاف “وبحثنا عرقلة الطرف الآخر لتنفيذ اتفاق استوكهولم بالحديدة”.
وكشف المغلس في تصريحه أن المبعوث الدولي أكد لوفد صنعاء أن “دور لجنة التنسيق تنفيذي وليس تفاوضي”.
من جانبه كشف محمد علي الحوثي لـ”فرانس برس”، إن المفاوضات بشأن ملف الاقتصاد المنهار في اليمن وتحييده “يمكن أن تجري قريباً في العاصمة الأردنية عمّان”، لافتاً إلى احتمالية أن تتم المفاوضات بين الطرفين إما بشكل مباشر أو عبر دائرة تلفزيونية يشترك فيها المبعوث الأممي شخصياً.