“خصروف” يقر بارتهان قرار “الشرعية” للخارج ويفضح قواته بدون قصد
مأرب – المساء برس| أقر القيادي في قوات هادي، محسن خصروف بأن “الشرعية” لا تملك قرارها ومرتهنة للخارج وأن القوى العظمى تتحكم بها وتوجهها وهي من تقرر إيقاف المعارك في أي جبهة.
جاء ذلك في تصريح له على قناة “بلقيس” التي تملكها الناشطة في حزب الإصلاح توكل كرمان والتي تبث من تركيا، أثناء حديثه للقناة عبر الهاتف عن المستجدات في تعز خاصة بعد تعيين هادي لنبيل شمسان محافظاً للمحافظة وسمير الصبري قائداً للمحور وأسباب استمرار وضع تعز على ما هو عليه رغم سيطرة التحالف على المدينة منذ عامين.
وقال خصروف والذي يشغل منصب مدير التوجيه المعنوي بقوات هادي في مأرب إن “الحكومة والتحالف يذعنان لضغطات خارجية وهو ما أدى إلى فرملة الحسم في أكثر من جبهة ولو أطلق العنان للجيش الوطني اليمني لكان قد حسم معركة التحرير منذ أكثر من سنتين”، مشيراً إلى أن تحركات قوات الشرعية مقيدة من قبل “الدول العظمى” حسب وصفه، حيث قال “الدول العظمى أجهضت انتصارات الحديدة وما حصل في الحديدة كان قد حصل في نهم وصرواح وحصل في الكثير من المناطق ولو أطلق يد الجيش الوطني لكان قد حسم المعركة أمس قبل اليوم”، وهو ما اعتبره البعض بأنه اعتراف واضح وصريح بعدم امتلاك “الشرعية” وقيادتها المنفية خارج اليمن لقرارها العسكري والسياسي، خصوصاً وأن خصروف أكد على ذلك بالقول إنه “على استعداد لدفع ثمن ما أقول وتجربة الحديدة نموذج وعملية الحسم فيها نموذج على ذلك”.
وكشف خصروف معلومات جديدة تتعلق بالعمليات العسكرية التي كانت مشتعلة قبل عامين في جبهة نهم شمال غرب صنعاء، حيث كشف أن “الكثير من القوى فزعت وأقامت الدنيا ولم تقعدها حينما وصل الجيش الوطني إلى فرضة نهم”، ولم يشر خصروف إلى طبيعة هذه القوى وانتماءاتها، وما إذا كانت محلية أو إقليمية.
وبعد تأكيد خصروف لمعلوماته وقوله إنه مستعد لدفع ثمن ما يقوله، يبدو أنه حاول مراجعة ما يقوله أثناء حديثه للقناة، حيث استدرك حديثه بإرجاء “ارتهان الشرعية للقوى الخارجية والدول العظمى” إلى الزعم بأن “الجيش الوطني لا يتصرف بشكل منفرد كمليشيا والدولة والشرعية حين تعرض عليها أفكار ومشاريع تتعلق بعملية السلام لا تستطيع الدولة أن ترفض ذلك فيما المليشيا تستطيع أن ترفض”.
ويرى مراقبون إن تصريحات محسن خصروف تفضح “الشرعية” وتكشف ارتهانها للخارج أكثر من كونها تبريراً لفشلها عسكرياً وسياسياً، حيث أراد خصروف الدفاع عن هادي وقواته لكنه فضحها وكشف حقيقتها بأنها بلا قرار وبلا سيادة وخاضعة لتوجيهات تأتيها من الخارج “الدول العظمى” سواءً كان هذا الاعتراف بقصد أو بدون قصد.
وعلّق محلل عسكري موالي لقوات صنعاء على حديث محسن خصروف بالقول إن “قيادات الشرعية ومنهم خصروف يعترفون بألسنتهم وعلى قنواتهم أن القوى الخارجية هي من تعرقل الحسم العسكري، وهذا اعتراف صريح بأنهم يرتهنون لهذه القوى الخارجية ولو لم يكونوا مرتهنين للخارج لكانوا رفضوا أي توجيهات تأتيهم من واشنطن أو الرياض والتي تطلب منهم وقف التقدم في أي جبهة”.
وأضاف المحلل العسكري في حديثه لـ”المساء برس – فضل عدم ذكر اسمه – أضاف بالقول “أنا سأقول لكم ماذا يحدث في الجبهات التي تشهد تصعيداً كبيراً من قبل التحالف وقواته، حينما يقرر التحالف إشعال القتال في جبهة ما يوظف معظم قدرته الجوية بما فيها المقاتلة والأباتشي والرصد ويستعين بالأقمار الصناعية الأمريكية والأوروبية التي تتجسس في الشرق الأوسط ونحن لا ننكر أن الطرف الآخر يتقدم لكنه يتقدم بفعل هذا الغطاء الجوي الذي يقصف دون تمييز بين العسكري والمدني، وحينما تواجه قوات حكومة الإنقاذ هذا التصعيد تواجهه ببسالة على الرغم من تفوق الطرف الآخر بالطيران وبالتزامن مع ذلك تتجه قوات الإنقاذ إلى استخدام أسلحة ردع أخرى لإيقاف التحالف وللتهدئة من هجماته الجوية وذلك عبر إطلاق الصواريخ الباليستية واستهداف مراكز عسكرية حساسة داخل السعودية مثلاً، وهو ما يدفع بالأخيرة إلى توجيه حلفائها الشرعيين بإيقاف القتال في هذه الجبهة، ولأن هذا الطرف لا يستطيع الاعتراض على توجيهات التحالف فلا يجد أمامه سوى تنفيذ التوجيهات الخارجية، هذه حقيقة ما يحدث، الموالين للتحالف ليس لهم أي قرار لا سياسي ولا عسكري وإذا حدث واعترض شخص ما أو قيادي على أوامر الرياض يتم استهدافه أو استهداف المسلحين التابعين له بالطيران الحربي”.
وحول ما قاله خصروف من أن “الجيش الوطني لا يتصرف بشكل منفرد كمليشيا والدولة الشرعية حين تعرض عليها أفكار ومشاريع تتعلق بالسلام لا تستطيع الدولة أن ترفض ذلك فيما المليشيا تستطيع أن ترفض”، قال المحلل العسكري إن “خصروف يسمي الارتهان والتوجيهات التدخل الخارجي في قرار الشرعية واستلاب سيادتها بأنها أفكار ومشاريع متعلقة بالسلام”، متسائلاً بالقول: “من العجيب أن تنقلب الآية لدى الشرعية والموالين للتحالف، ولا نعرف هل يريد خصروف القول بأنهم يعتبرون أن من يرتهن للخارج ويتحرك وفق أوامره هو من يمثل الدولة، هل مفهوم الدولة لدى الشرعية بأنها من ترتهن للخارج وأن من لا يرتهن للخارج ويمتلك قراره هو مليشيا إذا كان من يملك قراره ومصيره هو مليشيا في نظر الشرعية وقياداتها فعليها أن تعلم أن الشعب اليمني كله يريد دولة تقودها هذه المليشيا”.