تحقيق أمريكي: 5 آلاف طفل من دارفور يقاتلون مع التحالف في اليمن
واشنطن – المساء برس| كشف تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” إحدى كبريات الصحف الأمريكية عن أن السعودية تستخدم 14 ألفاً من “المرتزقة” جلبتهم من إقليم دارفور بالسودان بخلاف المقاتلين التابعين للجيش السوداني الرسميين، ومن بين هؤلاء الـ14 ألفاً 5 آلاف طفل من دارفور في الخطوط الأمامية لجبهات القتال باليمن، كما وصلت الصحيفة لأول مرة قوات الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي بـ”المليشيات المحلية المتحالفة مع السعودية”.
السعودية استخدمت ثروتها النفطية لاستغلال فقر أطفال دارفور وزجهم في حرب اليمن
تحقيق الصحيفة الأمريكية المعنون “جنود من أطفال دارفور على الخطوط الأمامية للحرب السعودية في اليمن” كشف أن السعودية استغلت حاجة الناجين من الحرب في إقليم دارفور بالسودان لإغراء العوائل الفقيرة بالأموال مقابل تقديم أبنائهم وإرسالهم للقتال في اليمن، ومن ذلك ما صرح به “هاجر شومو أحمد” الذي انضم للقتال في اليمن وعمره 14 عاماً مقابل وعود سعودية بأن تحصل عائلته على 10 آلاف دولار، ويضيف هاغر: “تعرف العائلات هنا في دارفور أن الطريقة الوحيدة التي ستغير بها حياتهم هي أن ينضم أبناؤهم إلى الحرب ويعيدوا لهم النقود”.
وتسرد “نيويورك تايمز” في تحقيقها إن الحرب في اليمن دفعت 12 مليون مواطن للمجاعة الحقيقية وحولت اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأن الحصار الذي تفرضه السعودية وشركائها الإماراتيين على اليمن تسبب بمقتل 85 ألف طفل بسبب الجوع والمرض والقصف.
وأضافت الصحيفة إن السعودية تقول إنها تقاتل في اليمن من أجل إنقاذه من الوقوع في تيار يوالي إيران، وأضافت: “لكن للقيام بذلك، استخدم السعوديون ثروتهم النفطية الهائلة لإسناد الحرب، من خلال توظيف ما يقوله الجنود السودانيون عشرات الآلاف من الناجين اليائسين من الصراع في دارفور للقتال، والعديد منهم من الأطفال”.
نيويورك تايمز تصف قوات هادي بـ”المليشيات المحلية” وأن 14 ألفاً من مليشيات دارفور السودانية تقاتل معها
وكشف تحقيق الصحيفة الأمريكية نقلاً عن مقاتلين من دارفور عائدين من اليمن ومشرّعين سودانيين إنه ومنذ ما يقارب 4 سنوات “يقاتل ما يقرب من 14000 من أفراد المليشيات السودانية في اليمن بالتوازي مع الميليشيات المحلية المتحالفة مع السعوديين”، مضيفة نقلاً عن المقاتلين إن “المئات على الأقل قتلوا في اليمن”، في إشارة إلى أن المئات من هذه المليشيات الـ14 ألفاً من دارفور قتلوا في معارك اليمن، وكان اللافت في هذه الفقرة أن “نيويورك تايمز” استخدمت توصيفاً جديداً للمقاتلين التابعين لـ”الشرعية” حيث لم تعد الصحيفة تعتبرهم “جيشاً يتبع الحكومة المعترف بها دولياً وهي حكومة هادي” بل وصفت الصحيفة هذه القوات بـ”المليشيات المحلية المتحالفة مع السعوديين”.
كما تكشف الصحيفة إن جميع المقاتلين السودانيين في اليمن جاءوا من دارفور وإن معظمهم ينتمون إلى ما يسمى بـ”قوات الدعم السريع شبه العسكرية” في دارفور “وهي ميليشيا قبلية تعرف باسم الجنجويد”.
ووصفت الصحيفة بعض الجرائم التي ارتكبتها “الجنجويد” في دارفور ضد المواطنين السودانيين، حيث “أُلقي باللوم عليهم في اغتصاب النساء والفتيات بصورة منهجية، والقتل العشوائي وجرائم الحرب الأخرى أثناء صراع دارفور، ويقود قدامى المحاربين المشاركين في تلك الفظائع الآن انتشارهم في اليمن – وإن كان ذلك في حملة أكثر رسمية ومنظمة”.
من الـ14 ألفاً من مليشيات دارفور “الجنجويد” 5 آلاف طفل أعمارهم بين 14 -17 يتقدمون الخطوط الأمامية
وتحدث التحقيق عن قيام العوائل برشوة قيادات الجنجويد بالسودان للقبول بإرسال أبنائهم للقتال في اليمن وأن الهدف من ذلك هو حصول هذه العوائل على الأموال، كما نقلت عن 5 من العائدين من اليمن قولهم إن الأطفال يشكلون 20 – 40 في المائة من إجمالي حجم المشاركين.
كما كشفت الصحيفة إن القوات السعودية سعت للحفاظ على قواتها الأمامية عبر تقديم “مليشيات دارفور” في الخطوط المتقدمة وأن الضباط السعوديين والإماراتيين يتواصلون بهذه المليشيا عبر الهاتف ويأمرونهم بالتقدم أو التراجع.
مقاتل سوداني عائد من الحديدة: يعاملنا السعوديون كأننا حطب
ويضيف التحقيق ((وقال محمد سليمان الفاضل، 28 عاماً، وهو أحد قبيلة بني حسين، الذي عاد من اليمن في نهاية العام الماضي: “أخبرنا السعوديون ماذا نفعل من خلال الهواتف والأجهزة”. “لم يقاتلوا أبدا معنا”.
ويتفق أحمد (25 عاما)، وهو من قبيلة أولاد زيد التي قاتلت بالقرب من الحديدة هذا العام، والذي طلب عدم نشر اسمه بالكامل خوفاً من رد الحكومة عليه: “سيمنحنا السعوديون مكالمة هاتفية ثم ننسحب”. “يعاملون السودانيين مثل حطبهم”.
يقول حافظ إسماعيل محمد، وهو مصرفي سابق، ومستشار اقتصادي وناقد للحكومة: “الناس يائسون، إنهم يقاتلون في اليمن لأنهم يعلمون أنه في السودان ليس لديهم مستقبل”، “نحن نقوم بتصدير الجنود للقتال كما لو كانوا سلعة نقوم بتبادلها بعملة أجنبية”)).
وتضيف الصحيفة إنه “يتم نشر السودانيين في بعض الأحيان للدفاع عن أجنحة الميليشيات اليمنية الذين يقودون الهجمات، لكن المقاتلين السودانيين يصرون على أنهم أيضاً العائق الرئيسي أمام الحوثيين”، كما نقلت عن مقاتل عائد من اليمن “السيد فاضل” قوله “بدوننا، سيأخذ الحوثيون كل المملكة العربية السعودية، بما في ذلك مكة المكرمة”.
قيمة المليشيات السودانية المبتدئ بـ480 دولار وصاحب الخبرة بـ530
وتكشف الصحيفة نقلاً عن 5 مقاتلين عائدين واثنين من أشقاء من قتلوا في اليمن قولهم إن السعوديين يقومون بتوزيع المقاتلين السودانيين إلى مجموعات تتراوح بين 500 – 750، وأنهم ينتشرون في كل من “صحراء ميدي، ومعسكر خالد بن الوليد في تعز، وحول عدن، والحديدة”.
وتضيف الصحيفة “وقال الجميع انهم قاتلوا من اجل المال فقط. وكانوا يحصلون على رواتبهم بالريال السعودي، أي ما يعادل نحو 480 دولارا في الشهر لمبتدئ يبلغ من العمر 14 عاماً إلى حوالي 530 دولارا في الشهر لضابط من الجنجويد ذوي خبرة”، وإذا احتدم القتال في أي شهر بإحدى الجبهات فإن السعودية تقوم بصرف مبالغ إضافية لهذه المليشيات الدارفورية تتراوح بين 185 و 285 دولارًا للفرد.
ويتم إرسال هذه المبالغ إلى بنك فيصل الإسلامي السوداني، وتقول الصحيفة إن هذا البنك “مملوك جزئياً للسعوديين”، وأن السعودية تصرف لكل فرد ينهي فترته القتالية في اليمن ويعود إلى السودان مبلغ 10 آلاف دولار ما يعادل 700 ألف جنيه سوداني، وتضيف أن السودان يستفيد من هذه الأموال التي ترفع من حجم السيولة بشكل غير مباشر، كما ترى الصحيفة إن استمرار تدفق المليشيات السودانية التابعة لـ”الجنجويد” بدارفور يعود بالفائدة المالية على السودان من ناحية ويسمح للسعودية والإمارات باستمرار حربهما في اليمن من ناحية ثانية.