واشنطن تحذر التحالف: تهديدات الحوثيين بشأن الطيران حقيقية
واشنطن – المساء برس| كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن أن واشنطن حذرت كلاً من السعودية والإمارات من جديّة تهديدات قوات حكومة الإنقاذ وجماعة أنصار الله بشأن المجال الجوي لكلا الدولتين واستهداف المنشئات الحيوية والاستراتيجية الهامة في الرياض وأبوظبي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر غربية وصفتها بـ”رفيعة المستوى” قولها إن “إدارة الطيران الفيدرالية التابعة لوزارة النقل الأمريكية (FAA) دعت، أخيراً، كلاً من السعودية والإمارات إلى تحذير الطائرات التي تستخدم مجالهما الجوي، من خطر وقوع هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة ضدّهما، انطلاقاً من اليمن”.
وأكدت مصادر “الأخبار” إن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أبلغت الرياض وأبوظبي إنها تعتبر تهديدات “الحوثيين” جدية وأنها طلبت أكثر من مرة من الدولتين بأن تصدران بيانات تحذيرية لشركات الطيران التي تمر طائراتها فوق المجالين الجويين للسعودية والإمارات، وأن تنبه الدولتان هذه الشركات باحتمالية تعرض طائراتها المارة فوق أجواء البلدين “السعودية والإمارات” لهجمات بالصواريخ الباليستية أو سلاح الجو المسير التابع لقوات صنعاء وأن “تطالبها بالاستعداد الكامل حين المرور في الأجواء السعودية والإماراتية وأخذ أعلى درجات الحيطة لمنع وقوع الكوارث المؤسفة”.
ونقلت الصحيفة عن المصادر الغربية رفيعة المستوى قولها إن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية “تطلب عادة من الدول التي تتعرض لهجمات كهذه إصدار التحذير المذكور كخطوة أولى وإذا رفضت هذه الدول تحذير شركات الطيران التي تمر طائراتها فوق أجواء هذا البلد المُهدد بالهجمات وإصدار تلك التعليمات الحيوية التي تضمن الأمان، فإن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية تقوم هي بنفسها بإصدار بيانات تحذيرية لجميع شركات الطيران”.
ويرى مراقبون إن السعودية والإمارات قد لا تقدمان على خطوة كهذه وهي تحذير شركات الطيران التي تستخدم أجواء البلدين للطيران فيها كون ذلك سيدفع بهذه الشركات إلى التوقف عن استخدام هذه الأجواء وهو ما سيتسبب بكارثة اقتصادية كبيرة جداً على الرياض وأبوظبي جراء خسارتهما حجم الأموال التي تتحصلها الدولتان من مرور طائرات العالم في أجوائها، إضافة إلى ذلك فإن معظم الشركات العالمية قد تلغي رحلاتها إلى السعودية والإمارات خوفاً من تهديدات تعرضها لهجمات بسبب الحرب في اليمن واستمرار تهديدات قوات صنعاء باستهداف الدولتين الخليجيتين الأمر الذي قد يجعل أي طائرات مدنية تمر عبر أجواء البلدين معرضة في أي لحظة للاصطدام بصاروخ باليستي يطلقه اليمن باتجاه أي أجواء أحد البلدين، وهو ما سينعكس سلباً على الاقتصاد السعودي والإماراتي، خصوصاً الأخيرة والتي تعتمد بشكل رئيسي في عائداتها على إيرادات مطار دبي الدولي والأجواء الإماراتية التي تعتبر ممراً جوياً دولياً بين شرق العالم وغربه.
وحسب موقع شركة الملاحة الجوية السعودية على الإنترنت فإن عدد الطائرات التي مرت مروراً فقط في الأجواء السعودية واستخدمت مجالها الجوي أثناء رحلاتها بلغت في شهر نوفمبر الماضي فقط 9 آلاف و616 طائرة وجميعها طائرات لشركات طيران غير سعودية وهو ما يجعل هذه الطائرات معرضة للخطر خلافاً لتعرض الطائرات الخاصة بالسعودية سواء الحكومية أو شركات الطيران الخاصة التي تكون رحلاتها بنسبة 90% رحلات داخلية ووفقاً للموقع ذاته فإن عدد رحلات الطيران التي استخدمت الأجواء السعودية سواءً الرحلات الداخلية أو الخارجية أو المرور فقط بلغت في نوفمبر الماضي 53 ألفاً و73 رحلة طيران.