قصة أيمن عسكر صديق “تنظيم القاعدة” والمسؤول البارز بـ”الشرعية”
لندن – المساء برس| كشف تقرير بريطاني موسع نشرته صحيفة الجرديان البريطانية عن قصة أحد أبرز القيادات الأمنية التابعة لـ”الشرعية” في عدن جنوب اليمن والذي كان في السابق مسجوناً مدى الحياة بتهمة جناية قتل وهرب من السجن مع أصدقائه من تنظيم القاعدة بعد دخول القوات الإماراتية إلى عدن وسيطرتها على المدينة.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الحرب في اليمن لم تعد بين طرفين “الحوثيين والتحالف” وإنما تحول إلى صراع أطراف عدة “لكل منها أجندته المستقلة ومصالحه الخاصة”، مشيرة إلى أن السبب في ذلك “التدخل الأجنبي بالقوة والمال وخاصة من الإمارات التي حولت الصراع إلى صراعات محلية أصغر وقسمت اليمن إلى مناطق فوضوية تسيطر عليها فصائل مختلفة ويتكسب من ورائها عدد من الزعماء والقادة والمنتفعين من الحرب”.
وكشفت الصحيفة إلى أن من هؤلاء القادة المنتفعين من الحرب والدور الإماراتي في اليمن القيادي البارز في “الشرعية” أيمن عسكر، والذي أصبح اليوم مسؤولاً أمنياً وتاجراً كبيراً وصاحب أموال ومزارع وصاحب ثروة هائلة كونها منذ عمله مع الإمارات في قيادة مجاميع مسلحة للقتال ضد الحوثيين في 2015.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن “عسكر” وأثناء وجوده في السجن قبل أربع سنوات كان صديقاً لأعضاء تنظيم القاعدة المسجونين معه وأنه كان يصلي معهم ويحضر دروسهم ويربي لحيته كما يفعل أعضاء التنظيم، مشيرة إلى أنه ورغم ذلك لم ينضم عسكر إلى التنظيم الإرهابية كونه – أي عسكر – شخص انتهازي وانتهازيته تمنعه من إعلان ولائه للتنظيم.
وأضافت الصحيفة إنه وفي أعقاب الفوضى التي نشأت حين اجتاح الحوثيون الجنوب وتدخل التحالف في المدينة نشأ الصراع المسلح بين الطرفين وفي ذلك الوقت هاجم تنظيم القاعدة السجن وقام بتحرير أعضائه المساجين، مشيرة إلى أن أيمن عسكر هرب مع أعضاء تنظيم القاعدة من السجن وانضم للقتال ضد الحوثيين إلى جانب أصدقائه الجهاديين من تنظيم القاعدة، مضيفة “أثبت عسكر كفاءته مع الوقت كقائد ميداني شرس، وكان يقضي وقته بين القتال والنهب والسرقة”.
ولفت تقرير “الجارديان” إلى أن عسكر وسع من نطاق عمله ونفوذه بعد انسحاب الحوثيين من مدينة عدن وسيطرة التحالف، “ففرض إتاوة لحماية الميناء والحصول على عمولات من السفن، رغم أوامر الاعتقال العديدة التي صدرت بحقه، وسرعان ما صادق القوات الإماراتية وأصبح محسوباً على الإمارات بالمدينة، وتطورت علاقته بها وقواتها، وأصبح يسافر إلى أبوظبي بشكل مستمر وتكافئه الإمارات للمهام التي يقوم بها لصالحها بمنحه عقود مشروعات مختلفة يقوم بتنفيذها ويستفيد منها”.
وفي نوفمبر الماضي طالبت الهيئة العامة للمنطقة الحرة عدن من مدير أمن عدن اللواء شلال علي شائع وهو محسوب على الإمارات، القبض على أيمن عسكر، بتهمة الاستيلاء على أراضي وممتلكات الدولة منها البسط على أراضي القطاع (j) التي صُرفت لشركة عدن للتطوير العقاري، كما تناقلت وسائل إعلام محلية تصريحاً عن مسؤول أمني بعدن والذي كشف عن عشرات الشكاوى من مستثمرين ورجال أعمال ضد أيمن عسكر يتهمونه بالاعتداء على أراضيهم وابتزازهم ومن ضمن ما قام به مؤخراً “الاعتداء على أراضي خاصة بمؤسسة الصم والبكم وحين تدخلت قوة أمنية تتبع الطوارئ بناءً على أوامر قضائية قام مسلحون يتبعون عسكر بإطلاق الرصاص على جنود الطوارئ وسقط أحدهم قتيلاً”.