صنعاء تنفذ تهديداتها العسكرية التي أعلنتها قبل أيام
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى الشرفي|
لم تكن التصريحات التي أطلقها المتحدث باسم قوات حكومة الإنقاذ العميد يحيى سريع قبل أيام مجرد مزايدات إعلامية أو أسلوباً من أساليب الحرب النفسية كما زعم محللون من مؤيدي “الشرعية” ووسائل إعلامية تابعة للتحالف بل كانت تلك التصريحات التهديدة بمثابة إيذان ببدء تنفيذها في الوقت الذي مثلت فيه أيضاً رسالة إنذار أخيرة تطلقها صنعاء للتحالف في حال حاول التصعيد العسكري هنا أو هناك.
تهديدات أعقبها تنفيذ على الأرض
قبل أيام قليلة أعلن متحدث قوات صنعاء أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة صينية مقاتلة بدون طيار تابعة للتحالف في محافظة صعدة شمال اليمن، وكشف حينها العميد سريع أن “قادم الايام يسيشهد مفاجئات كبيرة حتي يتم تحييد الطيران الحربي بشكل كامل”.
وفيما يبدو فإن قوات صنعاء بدأت بالفعل بتنفيذ ما وعدت أو هددت به عبر متحدثها الرسمي حيث أعلنت وزارة الدفاع بصنعاء مساء اليوم الأربعاء تنفيذ قواتها عملية مشتركة بين سلاح الجو المسير ووحدة المدفعية استهدفت تجمعات لقوات التحالف ومسلحين موالين لـ”الشرعية” من المتطرفين ينتمي بعضهم لتنظيمات إرهابية محظورة في منطقة قانية بمحافظة البيضاء والتي تشهد معارك بين قوات صنعاء وقوات التحالف والموالين له، وتعتبر البيضاء وسط اليمن إحدى أكثر المحافظات التي تحتضن في بعض المناطق الجبلية النائية منها تجمعات كبيرة جداً من عناصر التنظيم الإرهابي “القاعدة” والذي انخرط في 2015 للقتال في صفوف التحالف ضد مقاتلي “أنصار الله” وقوات صنعاء.
هجوم قانية ليس الهجوم الأول الذي تنفذه قوات صنعاء ضد التحالف ومقاتليه المحليين منذ انتهاء مشاورات السويد بين طرفي صنعاء والرياض التي أفضت إلى اتفاق بوقف القتال بالحديدة وانسحاب قوات الطرفين بوجود مراقبين أمميين، إذ سبق أن أعلن متحدث قوات صنعاء يوم أمس الثلاثاء عن عملية لسلاح الجو المسير استهدفت تجمعاً عسكرياً لقوات التحالف في الجوف شمال شرقي اليمن.
وقال سريع في منشور رصده “المساء برس” بصفحته على الفيس بوك إن قوات صنعاء الجوية أوقفت عملية عسكرية جديدة كانت تحضر لها قوات التحالف في الجوف حيث كانت القوات تتهيأ في معسكر السويقا بمنطقة اليتمة لتنفيذ عملية عسكرية ضد قوات صنعاء إلا أن هجوم سلاح الجو المسير لقوات صنعاء والذي أسفر عن مقتل وجرح العشرات حسب تصريح “سريع” أوقف العملية قبل بدءها.
وقبل ذلك بيوم أعلنت قوات “الإنقاذ” عن تنفيذ قواتها عملية مشتركة بين سلاح الجو المسير ووحدة المدفعية استهدفت تجمعات التحالف في جبهة نهم.
الهجوم المشترك في نهم والذي استخدمت فيه صنعاء تقنيات عسكرية تم تطويرها هذا العام وكان لها دور فاعل في وقف تقدم التحالف في الحديدة بالساحل الغربي، أدى حسب مصادر في “الإعلام الحربي للإنقاذ” إلى تحقيق إصابات مباشرة ودقيقة جداً في صفوف قوات التحالف وتسبب بإحراق العديد من الآليات العسكرية التابعة لهم، في حين أفادت وسائل إعلام محلية نقلاً عن مصادر عسكرية لدى الطرف الآخر أن مستشفى الهيئة بمأرب استقبل عشرات القتلى والجرحى التابعين لـ”الشرعية” والذين سقطوا في ضربة نهم.
صنعاء تتمكن من تحييد طائرات الدرون المقاتلة
ليس ذلك فحسب، بل يبدو أن قوات صنعاء تمكنت بالفعل من تطوير أو إنتاج منظومة دفاع جوية تمكنت من خلالها من تحييد الطائرات بدون طيار المقاتلة والتي تستخدمها الرياض وأبوظبي في أجواء اليمن لتنفيذ مهام مراقبة ورصد ومهام قتالية ضد قوات صنعاء، ذلك ما تؤكده تصريحات “مصدر عسكري بوزارة الدفاع” نقلتها وكالة “سبأ” الرسمية والذي أكد أن الدفاعات الجوية تصدت اليوم الأربعاء لطائرة مقاتلة من دون طيار تابعة للتحالف في مديرية نهم شمال شرق صنعاء.
قريباً صنعاء تُحيد الطيران الحربي للتحالف
المصدر العسكري قال إن “الدفاعات الجوية أجبرت الطائرة المعادية على مغادرة الأجواء قبل تنفيذ مهمتها في مديرية نهم”، وهو ما يعني أن التحالف لم يعد بإمكانه استخدام الطائرات “الدرون” الكبيرة والتي يمكنها حمل صواريخ لعمليات عسكرية قتالية في اليمن.
ويرى مراقبون إن الأحداث التي شهدتها الجبهات القتالية مؤخراً تترجم تصريحات متحدث قوات صنعاء يوم إعلان إسقاط طائرة الدرون (CH-4) المقاتلة في صعدة والتي أعلن فيها أن الأيام القادمة ستشهد مفاجئات كبيرة، مؤكداً أن هذه المفاجئات ستستمر حتى يتم تحييد الطيران الحربي بشكل كامل، الأمر الذي يشير إلى أن صنعاء اقتربت من إشهار منظومة الدفاع الجوي القادرة على إسقاط مقاتلات التحالف، وقد تكون هذه المنظومة المحلية إما أنها (منتجة أو مطورة مما تبقى من المنظومة السابقة التي تمكن التحالف من تحييدها في الساعات الأولى لحربه باليمن).
البادي أظلم.. صنعاء أوقفت تصعيد التحالف من بداياته
ويرى مراقبون عسكريون إن مؤشرات التطورات العسكرية المتسارعة التي تظهرها قوات حكومة الإنقاذ مرتطبة بشكل مباشر باتفاق السويد بين طرفي المفاوضات (طرف صنعاء وطرف الرياض) والذي انتهى بتحييد الحديدة من الحرب، وهو ما يعني أن التحالف لم يعد بإمكانه استخدام التصعيد العسكري في الحديدة كما كان في السابق للضغط على أنصار الله وحلفائهم، وأن ذلك سيدفع به – أي التحالف – إلى التصعيد في جبهات أخرى.
وأشار المراقبون العسكريون – استطلع “المساء برس” آراءهم – إلى أن قوات صنعاء كانت تدرك أن التحالف قد يتجه للتصعيد في جبهات أخرى بعد توقف القتال بالحديدة وهو ما حدث بالفعل إذ بالتزامن مع الفترة التي سبقت مشاورات السويد الأخيرة وأثناء المشاورات وبعدها شهدت جبهات الحدود والبيضاء ونهم ومأرب تصعيداً عسكرياً كبيراً جداً من قبل التحالف وقواته بمشاركة مكثفة للطيران الحربي والأباشي والاستطلاعي بشقيه (الاستطلاعية والقتالية)، ولهذا سعت – قوات صنعاء – إلى إيقاف هذا التصعيد في بداياته الأولى وما إن يعمل التحالف على إعداد قواته للتصعيد في هذه الجبهة أو تلك حتى تباغته قوات صنعاء بعملية عسكرية تفقد التحالف وقواته توازنهم في الميدان والقيادة.