هذا ما دار بين المتفاوضين بشأن تعز
جمال عامر – وما يسطرون – المساء برس| نقلاً عن صفحته بالفيس بوك كتب الصحفي المعروف جمال عامر والذي كان أحد المشاركين بمفاوضات السويد كطرف محايد يعمل مع فريق المبعوث الأممي مارتن غريفيث للتوفيق بين طرفي التفاوض في القضايا التي كان المفترض أن يتم مناقشتها والتوصل لاتفاق بشأنها، كتب قبل يومين شهادته عن ما حدث بين طرفي التفاوض (وفد صنعاء ووفد الرياض) بخصوص اتفاق تعز وكيف تحول هذا الاتفاق إلى تفاهمات لم تصل إلى حل نهائي، وفيما يلي ينشر “المساء برس” شهادة جمال عامر كما وردت:
أواصل الحديث عن مشاورات السويد وهذه المرة عن اتفاق كان يقضي بوقف اطلاق النار بتعز وتحول بقدرة قادر إلى تفاهمات.
وفي هذه القضية فإن ما سأتناوله ليس أكثر من مجرد نقل لما دار على طاولة النقاش وخلف الكواليس دون أي تدخل، وكانت البداية حين قدم مكتب المبعوث ورقة بعنوان (اتفاق لوقف اطلاق النار وفتح المعابر والمطار في محافظة تعز)، وفيها تمهيد يؤكد ماجاء في العنوان بالإضافة إلى الإشارة لمعالجة الوضع الإنساني ووقف دائم للأعمال العدائية، وكان مثار الاستغراب في التمهيد الاستناد إلى اتفاق ظهران الجنوب لوقف اطلاق النار وفتح المعابر في تعز الموقع في 10 أبريل 2016، وما عدى ذلك فقد حوى مشروع الاتفاق على إجراءات مرحلية تبدأ بوقف إطلاق النار وخفض التصعيد في كافة جبهات المحافظة ليتلوها تشكيل مجموعة عمل من الأطراف بمشاركة الأمم المتحدة تعمل على مراقبة التنفيذ وفض النزاعات، ثم إعادة فتح الطرق والمعابر والممرات المؤدية من وإلى المحافظة وفتح المطار وفق مرحلتين الأولى فتح المعبر الشمالي عبر الحوبان ومعه فتح المطار وتأهيله أمام العمليات الإنسانية بعد اسبوعين من وقف إطلاق النار، المرحلة الثانية يتم فتح المعبر الشرقي والغربي بعد شهر من وقف إطلاق النار.
وسأنشر الورقة لمن يبحث عن التفاصيل
هذه البنود ناقشها الوفد بكامل عدده وكان الاعتراض الوحيد جاء من كاتب هذه السطور (جمال عامر) على الاستناد إلى اتفاق الظهران وإذ أكد رئيس الوفد محمد عبد السلام على طرحه على المبعوث إلا أنه أوضح: أنه إذا تم الإصرار على بقائه فليس من المنطق التضحية باتفاق يقود إلى سلام شامل في المحافظة مقابل سطر لايترتب عليه شيئ وتم التصويت على ذلك.
إلا أنه وبعد أن ناقش مكتب المبعوث ذات الورقة مع الوفد القادم من الرياض لأكثر من يومين، فوجئنا بتقديم ورقة أخرى تحت عنوان مختلف سماه (إعلان تفاهمات تعز).
حيث خلت من أي إجراءات عملية لوقف الحرب وتم عملياً ترحيل الحل الشامل واستبداله بتشكيل لجنة مشتركة من الطرفين ومنظمات المجتمع المدني ومدنيين بغرض التهدئة خلال أسبوع من انتهاء مشاورات السويد، لتناقش كيفية الوصول إلى نفس آلية الاتفاق المقدم من الأمم المتحدة.
ومع ذلك وافق الوفد القادم من صنعاء على الورقة دون تعديل بما فيها المقدمة التي نصت على أنه “اتفق الطرفان من أجل معالجة الوضع العسكري والإنساني في تعز”، وتمثلت الفاجعة ان الطرف الثاني رفض تضمين الوضع العسكري مكتفياً بمعالجة الوضع الإنساني والأمني فقط.
واعتبر وفد صنعاء أن الموافقة على نزع الوضع العسكري من أي اتفاق فيما هو ركيزة أي نجاح للتهدئة وبوابة أي حلول ليس أكثر من بيع للوهم وسخرية من معاناة أبناء المحافظة وبمثابة وضع العربة قبل الحصان، وهو ماذكرته في حديث جانبي لأخت عزيزة من المحافظة كانت حاضرة المفاوضات، وأجابت أن مسألة القبول بمعالجة الوضع العسكري فيه تنازل عن النصر الذي حققته (المقاومة) وأن الوفد يتعرض لضغوط من أبناء المحافظة بعدم القبول، لتنزل الورقة الثالثة المعتمدة من مكتب المبعوث بذات البنود المتحايلة على الحل ولكن دون مقدمة اتفاق. وهذا ماكان دون أي تدخل من قبلي.