“توقعات” 2019 سيشهد ظهور رئيس يمني جديد.. من أبرز المرشحين؟
صنعاء – المساء برس| التنبؤات وتوقع الأمور والأحداث المستقبلية لم يعد مقتصراً على المنجمين والمتنبئين الذين ينشرون تنبؤاتهم المستقبلية نهاية كل عام، بل يتطور هذا التنبؤ إلى السياسيين والمحللين والمهتمين بالشؤون والأحداث الحالية في المناطق الملتهبة في العالم.
اليمن واحدة من هذه المناطق الملتهبة ولهذا فإن المراقبين السياسيين والمتابعين للصراع بين اليمن من جهة والسعودية والإمارات وحلفائهما في الداخل اليمني من جهة مقابلة لهم تنبؤاتهم أيضاً بما سيحدث في العام 2019.
“المساء برس” استطلع آراء بعض المراقبين والمحليين السياسيين اليمنيين وتوقعاتهم بشأن مستقبل اليمن في 2019 وقد خرج “المساء برس” بشبه إجماع أن اليمن ستشهد صعود رئيس يمني جديد يتوافق عليه اليمنيون بكافة ممثليهم من الأطراف السياسية الفاعلة على الأرض، وعلى الرغم من عدم إمكانية توقع من هو الشخصية اليمنية التي سيتوافق عليها الجميع ليكون هو الرئيس اليمني المقبل، إلا أن البعض توقع أن تبرز عدة أسماء لأبرز المرشحين الذين يتوقع أن يكون أحدهم رئيساً لليمن إما في الفترة الانتقالية التي ستشهدها اليمن بعد انتهاء المفاوضات السياسية التي من المتوقع أن تستمر 6 أشهر حسب تصريحات مارتن غريفيث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن أو في الفترة ما بعد الانتقالية والتي ستشهد انتخابات رئاسية، فمن هم أبرز المرشحين للرئاسة في اليمن مستقبلاً؟.
علي ناصر محمد
أكبر شريحة سكانية في اليمن تتواجد في مناطق سلطة صنعاء التي تديرها جماعة أنصار الله وحلفائها عبر سلطة المجلس السياسي الأعلى، وأنصار الله وحلفائهم المؤتمر وباقي الأحزاب السياسية المناهضة للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات ضد اليمن ترى في شخصية علي ناصر محمد الرئيس الجنوبي السابق شخصية مقبولة لتولي الرئاسة خلال الفترة الانتقالية فـ”علي ناصر محمد” لم يؤيد التدخل العسكري للتحالف في اليمن كما أنه كان مرشح أنصار الله والمؤتمر أثناء مفاوضات الموفمبيك في 2014 التي انتهت باتفاق السلم والشراكة بين كافة التيارات السياسية الفاعلة حينها والذي فشل تنفيذه بسبب انقلاب حزب الإصلاح على الاتفاق ومحاولتهم تمرير مسودة الدستور الذي خطُ بقلم احمد عوض بن مبارك الذي يعد رجل واشنطن باليمن في هذه المرحلة.
بالإضافة إلى ذلك فإن “علي ناصر محمد” يحتفظ بعلاقات جيدة مع باقي التيارات السياسية المؤيدة والداعمة حالياً للتحالف السعودي الإماراتي ولهذا فإن اسمه كمرشح لرئاسة المرحلة الانتقالية في 2019 سيحظى وبقوة للقبول به لدى أكثر من طرف أكثر من غيره من المرشحين، رغم ذلك يبقى هذا التوقع رهن موافقة علي ناصر شخصياً لتولي هذا المنصب لأنه سبق ورفض أن يكون رئيساً انتقالياً في 2014 أثناء مفاوضات موفمبيك.
وفي تقرير لموقع “العربي” – صحيفة إلكترونية مستقلة تصدر من خارج اليمن ومهتمة بالشأن الجنوبي والجزيرة العربية – نقل الموقع عن قيادات بـ”أنصار الله” قولهم إن “علي ناصر محمد رفض تولي الرئاسة للفترة الانتقالية في 2014 دون موافقة السعوديين”، ورغم ذلك لا يزال “أنصار الله” متمسكون – فيما يبدو – باسم ناصر محمد لرئاسة انتقالية 2019، وربما رفض علي ناصر الرئاسة دون موافقة السعودية لعلمه أنها لن تدعه يعمل وستحاربه بكل الطرق إذا لم يكن خاضعاً لها وربما تتجاوز محاربة السعودية له لأن يصل الأمر إلى اغتياله كما حدث مع الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي في 1977.
شخصية أمريكية بامتياز: أحمد عوض بن مباركblockquote>
سفير اليمن لدى واشنطن أحمد عوض بن مبارك المُعين من قبل الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، هو شخصية مقربة من الأمريكيين، وعلاقاته بواشنطن ممتدة منذ مؤتمر الحوار الوطني في 2013 ودفعت به واشنطن ليكون أمين عام المؤتمر لتمرير ما تريد واشنطن تمريره في مؤتمر الحوار الوطني كمسألة الأقاليم التي فجرت الموقف بين الأطراف السياسية حينها وأنهت مؤتمر الحوار دون التوصل لحل بشأن الدستور والأقاليم وشكل الدولة وأمور أخرى حاولت واشنطن فرضها عبر “بن مبارك” ورفضتها قوى سياسية على رأسها وأبرزها أنصار الله.
ويمكن القول إن “بن مبارك” يعد الشخصية المحسوبة على أتباع الشرعية المتواجدين خارج اليمن، علماً أن الرجل وحسب مصادر يمنية في واشنطن، يحاول تقديم نفسه كرئيس للمرحلة الانتقالية ويحاول التقرب من كل الأطراف بما فيها أنصار الله الذين حاول بن مبارك اللقاء بشخصيات عديدة منهم لطمأنتهم من ناحيته وضمان قبولهم باسمه كمرشح رئاسي انتقالي مستقبلاً.شخصيات تريدها الإمارات والسعودية
تختلف كل من السعودية والإمارات في رغبتها لمن يكون الرئيس خلال المرحلة الانتقالية ففي الوقت الذي تريد فيه الإمارات أن يكون خالد محفوظ بحاح هو الرئيس ونجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح “أحمد علي” نائباً له، يمكن أن تقبل السعودية باسم “علي محسن الأحمر” رئيساً وأحمد علي نائباً، على أن هناك شخصية أخرى جديدة تحظى بقبول السعوديين أكثر من علي محسن، ألا وهو رئيس الوزراء الحالي بحكومة الشرعية معين عبدالملك وهو الصديق المقرب والمطيع للسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر الذي يصفه سياسيون يمنيون موالون لـ”التحالف والشرعية” بأنه الحاكم الفعلي لليمن في المناطق التي يسيطر عليها التحالف.
شخصيات تضع نفسها كطرف محايد
هناك شخصيات آثرت الصمت منذ اندلاع الحرب السعودية الإماراتية المدعومة أمريكياً على اليمن ولم تؤيد أو ترفض تدخل التحالف عسكرياً في اليمن وتقيم حالياً في عدة عواصم ومن هذه الشخصيات:
محمد علي أبو لحوم – شخصية مقربة من واشنطن بقي فيها منذ حرب 94م وحتى 2011 حيث عاد إلى اليمن بعد صعود هادي للرئاسة وقام بإنشاء حزب “العدالة والبناء” وظل على تواصل مستمر بالسفير الأمريكي لدى اليمن وهو ما يجعل الرجل في موضعٍ يُعتقد أن أمريكا كانت وراء عودته إلى اليمن لتهيأته للرئاسة بعد الفترة الانتقالية الأولى، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن أبو لحوم ليس كأحمد عوض بن مبارك الذي يقدم نفسه للأمريكيين بأنه مستعد لتنفيذ كل ما يطلبونه منه مقابل أن يدفعوا به لخلافة هادي لدرجة أنه يقبل بأن تقيم أمريكا قاعدة عسكرية في اليمن في أي مكان تريد، على عكس محمد علي أبو لحوم الذي يعرف كيف يتعامل مع الأمريكيين بحذر.
محمد سالم باسندوة – رئيس وزراء اليمن في فترة رئاسة هادي الانتقالية، يمكن أن يقبل به جميع الأطراف لكن شخصيته ضعيفة جداً لدرجة أنه كان لا يستطيع رفض أي توجيه يصله من قبل رجل الأعمال والزعيم القبلي لحزب الإصلاح حميد الأحمر بعد صعود الإصلاح للحكم في فترة هادي 2013م، بالإضافة إلى ذلك فإن الرجل أصبح كبيراً في السن إذ يبلغ عمره حالياً في السبعينات تقريباً.
بالإضافة إلى تلك الأسماء هناك أسماء يتداولها البعض نظراً لارتباطها منذ عهد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح بدول غربية كانت تعمل لصالحها في المجال المخابراتي رغم علم علي عبدالله صالح نفسه، ومن تلك الشخصيات: رشاد العليمي وأبو بكر القربي.