اعترافات المعتقل بسجون الإمارات السرية بالجنوب عادل الحسني
الدوحة – المساء برس| أجرت قناة الجزيرة القطرية حواراً مع القيادي فيما يعرف بالمقاومة الجنوبية عادل الحسني المنتمي لحزب الإصلاح والذي اعتقل لأكثر من عام من قبل الإماراتيين في أحد سجونها السرية.
وكشف الحسني لـ”الجزيرة” بعض التفاصيل عن الدور الإماراتي في اليمن وسجونها، متهماً خصوم الإصلاح في الجنوب المتمثلين بالمجلس الانتقالي وقيادته وقواته التي أنشأتها ومولتها الإمارات بأنها مرتبطة بإيران وحزب الله اللبناني.
وقال الحسني إنه حين التقى مع قادة الألوية وقادة المقاومة التقوا بضابط في المخابرات السعودي وأنه أخرج لهم ملف سري يحمل أمرين “السيطرة على كل الموانئ والمرافق في الجنوب وإنشاء مليشيات خارج إطار الدولة لتصفية الإخوان المسلمين” وكان هذا في أغسطس عام 2016 قبل اعتقاله بـ12 يوماً.
وقال الحسني معلقاً على ما كشفه موقع “باز فيد” الأمريكي عن المرتزقة الأمريكيين والفرنسيين الذين يقودهم الإسرائيلي إبراهام غولان في عدن بعد التعاقد مع الإمارات لتنفيذ اغتيالات ومهام عسكرية سرية في الجنوب، قال الحسني إن المعلومات التي لدى السعودية بالاسم عن الشخصيات التي اغتالتها وتريد اغتيالها الإمارات في اليمن وأنها كانت تعلم بمن سيتم اغتيالهم من المنتمين لحزب الإصلاح من السياسيين ورجال الدين والعسكريين.
وأضاف الحسني إن الذين يديرون السجون السرية الإماراتية هم عبارة عن مرتزقة أجانب معظمهم من كولومبيا، مشيراً إلى أنه رأى شعارات شركة بلاك ووتر على ملابس بعض المرتزقة داخل سجن الإمارات بعدن.
وأشار إلى أن بصمات الاغتيالات في عدن والمناطق الجنوبية كلها تحمل اتهامات للإمارات وقواتها ومليشياتها.
عمليات دار المسنين نفذتها عصابة في جنوب اليمن وكان هدفها الرئيسي هو القبض على قس هندي من وساوموا فيه وتدخلت عمان في هذه القضية، هاني بن بريك وجماعته كان عندهم خصومة مع شخص اسمه محمد عبده سلام إمام مسجد السيلة وتورط هذا محمد عبده في عملية دار المسنين بإصداره فتوى تجيهز قتل من فيه، وتم اعتقاله وفي الأخير خرج عبده سلام بعد تبرئته من قبل النيابة وشكري السقاف الذي اعترف أنه نفذ العملية تمت تصفيته من قبل الإماراتيين ومليشياتها كي لا يفضحهم، متحدياً الإماراتيين ومليشياتها أن يظهروا شكري السقاف الآن لا يستطيعون لأنهم قاموا بتصفيته.
وأضاف الحسني إن الاغتيالات لم تقف عند أئمة المساجد وخصوم الإمارات من حزب الإصلاح، كل من خالف السياسة الإماراتية وكان في طور فهو معرض إما للقتل أو الأسر أو التشريد خارج اليمن، حتى المتعاونين مع الإمارات كثير منهم سيتم تصفيتهم كما تم تصفية نديم الصنعاني وهو رجل الإمارات الأول في تعز وهو الصندوق الأسود وقد صفته الإمارات لأنه رجلها في تعز وقائد في كتائب أبي العباس والمسؤول عن اغتيالات تمت لصالحها.
وكشف الحسني عن عمليات تعذيب وإهانات يتلقاها المساجين من قبل الإماراتيين والأجانب المرتزقة، مشيراً إلى أن من أساليب الإهانة التعرية الكاملة للمعتقل أثناء التحقيق وعند تعذيبه يتم إدخال الحديد داخل جسمه في مؤخرته وكنا نرى المعتقلين يعودون إلى الزنازين وهم ينزفون من الدماء بسبب إدخال أجسام صلبة في أجسادهم لإهانتهم وتعذيبهم.
وأضاف إنه لا يوجد أي شخص يمني في السجون التي تديرها الإمارات وجميع القائمين على هذه السجون هم إماراتيون وكلومبيون ومرتزقة من جنسيات أخرى وهم من كانوا يقومون بعمليات التعذيب والإهانات والتحقيق وكان المرتزقة الأجانب هم من يقومون بخدمة المساجين هم من كانوا يقودونهم إلى الحمام ويحضرون لهم الطعام ثم بعد فترة تم استبدال هؤلاء المرتزقة بمجندين إماراتيين وبقي المرتزقة الأجانب في مربعات خارجية لمراقبة أي شخص معتقل يحاول الهرب وفي مرة من المرات حاول أحد المساجين الهرب فتم قنصه من قبل مرتزق كلومبي ومات على الفور.
وأضاف الحسني إنه لا يوجد تعذيب وإهانات في سجن بير أحمد لكن حين يأتي الإماراتيون إلى السجن فإنه يتم ممارسة نفس الأساليب والممارسات التي كان يتم ممارستها في السجون السرية، مضيفاً: “في مرة من المرات نفذ الإماراتيون حملة على سجن بير احمد وقاموا بجمع المساجين جميعهم وقاموا بتعريتهم من ملابسهم بالكامل أمام بعضهم البعض بحجة التفتيش عن تلفونات يخبئونها في مؤخراتهم وكان المنظر مهيناً جداً”.
كما كشف الحسني عن أن جميع من يعملون مع الإمارات في الجنوب من اليمنيين يتم أخذ عائلاتهم إلى أبوظبي لضمان عدم انقلابهم على القوات الإماراتية وضمان عدم تنفيذهم التوجيهات التي تصدر عن قيادة الإمارات لهم، مشيراً إلى أن الإفراج عنه تم بعد أن طلب منه الإماراتيون اغتيال احمد العيسي نائب مدير مكتب الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي لأن الإماراتيين يرون بأنه العقل المحرك لهادي، لافتاً إلى أنه أيضاً طُلب منه أن يرسل عائلته إلى أبوظبي لضمان تنفيذه عملية الاغتيال ضد العيسي حين يعود إلى عدن لكنه رفض إرسال عائلته وخاطبهم بالقول “لن أرسل عائلتي حتى لو وضعتوني تحت جنزير الدبابة”.