تعز المحررة: مقابر جماعية سرية.. ما رأي نخبة تعز من هي المليشيا الآن؟
تعز – المساء برس| البعض والبعض القليل جداً من نخبة تعز لم ينفكوا يوماً من الصراخ والمناداة للتحالف لاستكمال “تحرير تعز من المليشيات الحوثية”، وفي الوقت ذاته يكشفون يوماً بعد آخر ويعترفون بأنفسهم عن جرائم مروعة تحدث في مناطقهم “المحررة” ليتبين فيما بعد إن المليشيات ليست من تسيطر على المناطق الشمالية الغربية لليمن والمتمثلة بجماعة أنصار الله وإنما هي التي تقاتل قوات صنعاء في محافظات خاضعة لسيطرة التحالف وجماعاته المسلحة.
القوات التي تصف نفسها بأنها “قوات المقاومة” الموالية للشرعية والتحالف تمارس أبشع أنواع القتل والتعذيب والانتهاكات ليس ضد خصومها الحوثيين التي تقول إنها تقاتلهم في الجبهات بل ضد جماعات مسلحة أخرى مماثلة لها وتشترك معها في قتال الحوثيين وتتلقى دعماً عسكرياً ومالياً من التحالف، وهو ما يراه مراقبون وناشطون وسياسيون من أبناء تعز ومن المؤيدين للشرعية بأن المليشيا ليست الجماعة التي تسيطر على صنعاء وتحكمها بل التي تقاتل مع التحالف والشرعية والتي حولت مناطق تعز ومدينتها الخارج عن سيطرة الحوثيين إلى بؤرة الجماعات المليشاوية والمسلحة والجماعات غير النظامية التي تستحق بالفعل تسميتها بالمليشيا.
آخر ما كشفته الأيام عن المناطق التي تسيطر عليها المليشيات التابعة للتحالف هو الكشف عن مقابر سرية لجنود من قوات الشرعية تم دفنهم من قبل جماعة مسلحة هي الأخرى تقف إلى جانب الشرعية وتقاتل معها ضد الحوثيين منذ سنوات، هذه الجماعة هي “كتائب أبي العباس” المدعومة من الإمارات والتي وجدت قوات الشرعية بتعز في المناطق التي كانت تسيطر عليها “أبي العباس” مقابر لجنود “الشرعية” يبدو أنهم كانوا معتقلين لدى كتائب “أبي العباس” فبالأمس تم الكشف عن مقبرة في منطقة العرضي وجد فيها ثلاثة جنود واليوم تم الكشف عن مقبرتين في كل واحدة تم العثور على 5 جثث وجميع هذه المناطق كانت تحت سيطرة “أبو العباس”.
في رصد لموقع “العربي” لآراء بعض نخبة تعز بشأن ما تم كشفه مؤخراً قال الصحافي عبد الرحمن الشوافي، معلقاً على الحادثة بمنشور عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك”: “كانت أجساد هؤلاء الجنود الثلاثة تتلقى الرصاص في المعركة من دون سقوط، وهم يحمون ثغور المدينة من العدو الخارجي، غير مدركين أن ظهورهم مكشوفة لعدو الداخل، وفي لحظة غدر طُعنوا من الظهر، ودُفنت جثثهم بصمت في قلب المدينة المُحرر”. ويتساءل “كيف يمكن تخيل مشهد أم خَرَج ولدها ذات يوم للدفاع عن تعز، ثم اختفى ليظهر اليوم في صورة بقايا عِظام مهشمة، وخوذة عسكرية التصقت بجمجمته؟”.
عمر الحميري وهو محامي، استهجن “أداء مؤسستي الجيش والأمن في تعز”، مشدداً على “ضرورة تتبع الجناة، وكشف الحقائق، وإدانة المجرمين ومحاكمتهم ولو غيابياً، إنصافاً للضحايا وذويهم”.
وتسائل الحميري في منشور بصفحته على “الفيس بوك”: “هل تستوعب الدوائر القانونية لمؤسستي الجيش والأمن فداحة التقصير في هذه القضايا وأثرها في معنويات الجنود وثقة المجتمع الذي ينتظر العقاب الرادع عبر القضاء؟ أين وصلت تحقيقات المقبرة السرية السابقة؟”.
كما اعترف الناشط الحقوقي ربيع المحمدي – وهو من مؤيدي الشرعية – بأن هذه الجرائم ليست الوحيدة فقط بل هي من واحدة “من إفرازات الصراع المسلح بين رفاق السلاح والنضال في مدينة تعز”، معترفاً بأنه وغيره كناشطين حقوقين رصدوا “عشرات العمليات المتعلقة بالإعدامات الميدانية خلال الفترة الماضية من قبل فصائل مسلحة ووحدات عسكرية تتبع الشرعية وسط المدينة”.
كما أكد المحمدي وجود “جرائم اختطافات وسجن واغتيالات وقتل وتصفيات جسدية”، معتبراً أن هذه الحوادث جميعها “تعد انتهاكاً لمواثيق الحرب وقوانين حقوق الإنسان”، كما أشار إلى أنه “سبق وأن تم الكشف عن مقبرة جماعية لـ7 جثث، في نفس المنطقة”.