بلومبيرغ: لا الرياض ولا الشرعية أمريكا هي من قررت قبول اتفاق السويد
واشنطن – المساء برس| كشف موقع “بلومبيرغ” عن أن اتفاق العاصمة السويدية استكهولم بين طرفي وفد صنعاء ووفد الرياض المتفاوضين بشأن اليمن لم يكن ليتحقق لولا الضغط الأمريكي الذي مورس على السعودية.
وكشف الموقع إن ما حدث مؤخراً يؤكد أن قرار الحرب في اليمن ليس بيد “الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً” ولا بيد السعودية ذاتها التي تقود تحالفاً عسكرياً ضد اليمن منذ مارس 2015 بل إن القرار بيد الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن ذلك ما تبين من خلال ضغوط البيت الأبيض على السعودية لتمرير اتفاق السويد وعدم عرقلة جهود الأمم المتحدة وعدم عرقلة المفاوضات ودفع وفد “الشرعية” للقبول بما ستخرج به المفاوضات لما يمثله ذلك من تحسين لصورة السعودية المهزوزة إنسانياً أمام العالم بسبب الحرب في اليمن.
وأشار الموقع إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم برعاية أممية في السويد الأسبوع الماضي خطوة مهمة في إطار الجهود المبذولة لوقف الحرب في اليمن وإنهاء معاناة ملايين البشر نتيجة الحصار الذي تفرضه دول التحالف بقيادة السعودية على البلد الأكثر فقراً في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من عدم وجود أي أدلة ملموسة تؤكد وجود دور إيراني في الحرب باليمن، سوى ما ترفعه دول التحالف على رأسها واشنطن ووسائل إعلامها من شعارات محاربة إيران في اليمن، إلا أن الموقع الأمريكي قال إن الضغوط المتواصلة هي وحدها من ستجعل السعودية وإيران تنهيان حربهما بالوكالة في اليمن، علماً أن الموقع ذاته كان قد نشر أكثر من تقرير إخباري وتحليلي في أوقات سابقة هذا العام تحدث فيها عن عدم وجود ما يثبت مزاعم دول “التحالف السعودي” من أن جماعة الحوثيين يعملون لحساب إيران أو أن الحرب التي تقودها الرياض وأبوظبي هي ضد التوسع الإيراني في المنطقة.
وأضاف الموقع الأمريكي إن الضغوط الأمريكية كانت حاسمة للغاية في مفاوضات السويد بين اليمنيين، بكونها أدت إلى دفع وفد الرياض للموافقة والقبول بما طرحته الأمم المتحدة عبر مبعوثها من حل بشأن الحديدة ينهي القتال ويعيد انتشار قوات الطرفين ويجنب المدينة التي تحتوي على أهم مرفئ مائي في البلاد، القتال وإخراجها من الصراع من جانب الإنساني.
كما أضاف الموقع في المقال الافتتاحي، إن التصويت في الكونجرس الأمريكي على سحب المساعدات العسكرية الأمريكية للحملة السعودية على اليمن هو أمر مرحب به وأنه جلب مزيداً من الاهتمام المحلي والدولي بوحشية القصف، لافتاً إلى أنه يجب على أعضاء الكونجرس أن يلفتوا إلى أن أي أعمال عدائية غير مبررة من جانب السعوديين ستجلب مزيداً من الإدانة لهم.
ويتأكد يوماً بعد آخر أن وفد الرياض الذي مثل حكومة “الشرعية” الموالية للسعودية قدِم إلى مفاوضات السويد وهو لا يملك قراره بالمطلق، وفيما كانت تصريحات أعضاء وفد صنعاء المفاوضين ورئيس الوفد محمد عبدالسلام بأن الوفد الآخر ويقصد وفد الرياض لم يكن متجاوباً مع الملفات المطروحة للنقاش والتفاوض للبت فيها بحل نهائي ويقبل به الطرفان، وأنه كلما كان يتم التقدم في نقاط معينة في أي ملف يلجأ الوفد الآخر للتنصل عن تأكيد موافقته ويتحجج بضرورة إجراء اتصالات مع قيادة الشرعية في الرياض، في الوقت الذي كانت فيه تصريحات أعضاء وفد صنعاء محل شك تبين مصداقيتها بعد انتهاء جولة المفاوضات والتي كشفت وسائل إعلامية دولية وتصريحات لشخصيات يمنية معنية بالمفاوضات وحضرتها من الطرفين بأن وفد الرياض لم يكن يملك قراره بالفعل، وفي سياق ذلك تأتي المعلومات التي تكشفها وسائل إعلام غربية لتؤكد عدم امتلاك وفد الرياض لقراره في المفاوضات وهو ما تسبب بعرقلة الاتفاق على عدد كبير من الملفات الهامة التي كانت محل نقاش على رأسها الملف الاقتصادي وما يتعلق بالبنك المركزي، وكذا مطار صنعاء.