مفاوضات استوكهولم تنتهي بهذا الاتفاق وترحيل الباقي
استوكهولم – المساء برس| توصل طرفا التفاوض في العاصمة السويدية استوكهولم طرف صنعاء وطرف الرياض إلى اتفاق بشأن مدينة ومحافظة الحديدة بشكل نهائي قضى بوقف القتال كلياً في المحافظة وانسحاب الطرفين من محيط المدينة والمحافظة وتولي السلطة المحلية الموجودة من قبل بناءً على ما كان قائماً العام 2014 إدارة المدينة أمنياً وإدارياً وتولي الأمم المتحدة الإشراف والرقابة على موانئ الحديدة بما يضمن تحييدها وتحييد إيراداتها.
وجاء الاتفاق على تشكيل لجنة لإعادة الانتشار في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة، كما تم الإعلان عن الاتفاق بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي أعلن أن الأمم المتحدة ركزت على موضوع الحديدة نظراً لأهميته وحساسيته، كما أعلن أيضاً أن الاتفاق لن يتم التوقيع عليه من قبل الطرفين وأن الأمم المتحدة لم تخطط لأن يكون هناك توقيع على أي اتفاق بين الطرفين.
واعتبر مراقبون إن استمرار الخلاف في معظم النقاط المتفاوض عليها من قبل وفد صنعاء ووفد الرياض وعدم اتفاقهما دفع بالأمم المتحدة إلى التركيز على موضوع الحديدة للخروج بهذه المفاوضات بشيء إيجابي أفضل من الخروج من لا شيء.
وقال المبعوث الأممي مارتن غريفيث إنه سيتم إنشاء لجنة برعاية الأمم المتحدة لرفع الحصار عن تعز، وفيما يتعلق بمدينة الحديدة فإن الأمم المتحدة ستشرف وتراقب ما يصل إلى الميناء بعد انسحاب الأطراف من المدينة والمحافظة
واعتبر رئيس وفد صنعاء محمد عبدالسلام إن اتفاق التهدئة في محافظة الحديدة جزء مهم لليمنيين وانتصار للإنسانية في اليمن، وقال إن الحل في اليمن لن يكون إلا سياسياً ولن يكون عسكرياً أبداً.
-
صنعاء توافق على إطار سياسي مقدم من الأمم المتحدة
وعقد عبدالسلام مؤتمراً صحفياً تحدث فيه عن مجمل ما حدث في المفاوضات وما تم القبول به، معلناً عن قبول وفد صنعاء للورقة التي تقدم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الإطار السياسي خلال الفترة المقبلة في اليمن والتي رفض وفد الرياض مناقشتها نهائياً، مضيفاً إنه تم أيضاً مناقشة فتح مطار صنعاء الدولي أمام الملاحة الدولية وإجراءات بناء الثقة الاقتصادية وموضوع بناء الثقة في محافظة تعز.
وقال عبدالسلام “في هذه القضايا إذا ما بدأنا نتحدث عن الإطار العام كمسألة أولى، في الإطار العام قدمت الأمم المتحدة عدد من المسودات، الأولى والثانية والثالثة وكان هناك نقاش مستمر لها، في هذا الإطار تم اختصاره من 3 صفحات إلى صفحة ونص وكنا نحن كوفد وطني ممثل سلطة صنعاء نحمل كامل المسؤولية لوقف الأعمال العسكرية بشكل كامل وأن ندخل إلى المرحلة السياسية، ومساء يوم أمس قدم المبعوث إطاراً جديداً، في هذا الإطار الموجود أمامنا فيه مقدمة وترتيبات أمنية انتقالية وترتيبات سياسية انتقالية أيضاً وبعض الآليات الضرورية، على أساس أن نذهب إلى المشاروات وقد اتفقنا على وجود حل سياسي ندخل به إلى المرحلة القادمة، للأسف الطرف الآخر رفض الحديث والنقاش حول هذا الإطار”.
وأضاف كبير مفاوضي وفد صنعاء “نحن في اجتماعنا بالرغم أن القيادة والمجلس السياسي في صنعاء كان لها تحفظات على بعض القضايا لكن حرصنا أن نخوض في هذا الإطار، الأمم المتحدة اعتبرت هذا الإطار هو إطار خاصاً بها استخلصته بعد نقاشات طويلة، نحن كوفد صنعاء الممثل للمجلس السياسي الأعلى وافقنا على هذا الإطار المقدم من الأمم المتحدة”.
-
تفاصيل الاتفاق بشأن الحديدة
وحول موضوع الحديدة قال عبدالسلام “في موضوع الميناء استخلصنا إلى نقاط أساسية متمثلة في وقف لإطلاق النار في محافظة ومدينة الحديدة وكذلك في موانئ الحديدة والصليب ورأس عيسى وكل المنشئات الحيوية والإنسانية، كذلك أن يكون هناك – فيما يخص العمليات العسكرية – أن يكون هناك إعادة انتشار مشترك لكل الأطراف وأن يكون للأمم المتحدة دوراً رقابياً وإشرافياً في تلك الموانئ لإزالة المبررات التي تحدثنا خلال الأشهر الماضية، كذلك أن يكون هناك دور للأمم المتحدة فيما يخص الرقابة والإشراف وتفتيش السفن وأنه لم يعد هناك مبرر لأن تعود السفن إلى جيبوتي وإلى أي مكان آخر وأنه من المفترض أن يكون الدور الرقابي الأممي كافياً في ميناء الحديدة، كذلك أن يكون هناك تعزيز لدور الأمم المتحدة فيما يخص المنشئات الإنسانية، لأنه لم يعد فقط ميناء الحديدة ذات أهمية لوحدة، الممرات المتجهة إلى كل المحافظات محافظة تعز وصعدة وصنعاء وحجة وهذه الممرات الإنسانية اتفقنا على أن يتم وقف استهداف كل ما هو متعلق بالممرات الإنسانية والوضع الإنساني في محافظة ومدينة الحديدة، كذلك فيما يخص بعض التفاصيل كيف تتم إيقاف العمليات العسكرية في مدينة ومحافظة الحديدة والتي تم الاتفاق فيها على مرحلتين، المرحلة الأولى حددت زمنياً في الاتفاق والمرحلة الثانية كذلك حددت زمنياً في الاتفاق بحيث نصل لإيجاد حالة مستمرة تكون فيها الحديدة في حالة تحييد كامل عن الصراع العسكري وعن خطورة استمرار العمليات العسكرية، نحن فيما يخص الحديدة قدمنا تنازلات كبيرة جداً وهذه التنازلات التي قدمناها التزاماً أمام شعبنا اليمني بأن مدينة الحديدة هي الممر الوحيد والمتبقي حالياً لإنقاذ اليمن من المجاعة ومن الآثار الكارثية التي ممكن يتعرض لها في حال استمرت العمليات العسكرية”.
-
موضوع مطار صنعاء ومبررات وفد صنعاء
وفيما يخص مطار صنعاء، قال عبدالسلام “سمعتم أن هناك طروح مختلفة، وهو أن يكون هناك نقل للطائرات من صنعاء إلى مطار عدن، ونحن طرحنا ما هي الأسباب التي تجعل من أن تذهب الرحلات من مطار صنعاء مباشرة إلى الجهات الدولية وطرحنا مقترحات، كان آخرها أن تذهب هذه الطائرات المدنية من صنعاء إلى الأردن وإلى القاهرة باعتبارهما منطقتان أيضاً تتبعان تحالف دول العدوان وأنه لم يعد هناك مبرر أن هذه الطائرات قد تحمل أشياء غير مدنية أو مطلوبين باعتبار أنهم سيصلون إلى مطارات محسوبة ضمناً على الطرف الآخر، وإذا كان هناك مخاوف من أن مطار صنعاء غير مؤهل من الناحية الأمنية أو اللوجستية مع إدراكنا أن هذا الطرح غير منطقي، قلنا أننا مستعدون أن يكون للأمم المتحدة دوراً لوجستياً للتأكد من أن المطار يعمل بشكل جدي، للأسف كان الطلب أن تنتقل الرحلات من صنعاء إلى عدن طلب تعسفي وتعسفي بشكل كامل، لأن الطرف الآخر غير موجود في عدن ولا يحظى بالأمن في عدن وهو غير مسيطر على مطار عدن، ومنطقة عدن تخضع لسيطرة أطراف مختلفة وهذا بمعرفة الجميع، فأن تأتي لتطلب من طرف في صنعاء التي تمثل العاصمة اليمنية والكثافة السكانية الموجودة هناك فأنت لم تقم بحل المشكلة، هناك أكثر من 12 ألف يمني عالقون في الخارج لم يستطيعوا أن يعودو عبر مطار عدن، مع أن هناك وجود رحلات إلى سيئون، لماذا لأن هناك مخاوف من العتقال والتعسف بحقهم، هناك معتقلين تم اعتقالهم في مطار عدن بتهمة الاسم أو المنطقة، بل قامت اللجنة الاقتصادية بتحديد عدد من الأشخاص للمغادرة ليذهبوا بترتيب مع الأمم المتحدة إلى الأردن أو نيروبي لنقاش الملف وللأسف تم اعتقال أعضاء الوفد هناك في عدن ولم يخرجوا إلا بعد مفاوضات”.
كما تطرق عبدالسلام إلى عدد من النقاط التي جرى مناقشتها ولم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها شارحاً ما طرحه وفد صنعاء وما يرفضه وفد الرياض.