أنصار الله يطالبون بتنفيذ القرار 2216 بشأن اليمن
هاشم الدرة – وما يسطرون – المساء برس| بعد الفشل العسكري الذريع في محاولة غزو اليمن والقضاء على مكون أنصار الله بالقوة العسكرية، انخفض مستوى الطموح الذي كان يسعى النظام السعودي لتحقيقه عبر غزو سهل في وقت وجيز لتصل طموحات السعودية إلى التعامل بشكل واقعي أكثر من ذي قبل، فتحولت الأهداف المعلنة من القضاء على الحوثيين إلى تدمير الصواريخ البالستية، وحفظ حدود المملكة أمنة، إلى إرغام الأنصار على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، وأخيرا الجلوس على طاولة الحوار والانصياع للشرعية الدولية، وكأن النظام السعودي لم يكن يعلم أن مكون أنصار الله ومن دار على فلكه هم الوحيدون الذين بقوا على كراسي المفاوضات في صنعاء لأن الطرف الآخر كان يتسابق أطرافه على تباين توجهاتهم السياسية للحجز على غرف لفندق في ضيافة الملك وولي عهده في الرياض، بدليل أن المبعوث الأممي الأسبق إلى اليمن جمال بن عمر قال في آخر إحاطة له إن اليمنيين كانوا قاب قوسين أو أدنى من اتفاق لولا التدخل العسكري السعودي.. ومن خلال المفاوضات السابقة في جنيف والكويت وأخيرا في المشاورات المنعقدة هذه الأيام في السويد، عاد ممثلو ما يسمى الشرعية ليعيدوا عجلة المفاوضات السابقة المتعثرة أساسا إلى نقطة الصفر مجددا بمطالبتهم بتقديم الجانب الأمني والعسكري على بحث الجانب السياسي، في دلالة واضحة على أن وفد الرياض لم يأت إلى السويد إلا استجابة لضغوطات غربية مورست على التحالف بقيادة السعودية لا سيما بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وما صاحبه من فضائح للنظام السعودي، والإدارة الأمريكية التي تواجه اليوم حملة من مجلس الشيوخ الأمريكي.
كما أثبت هذا التعاطي من قبل موفدي الرياض صحة ما ذهب إليه الأنصار بأنهم باحثون عن السلام وأنهم من يطالب بتطبيق بنود القرار 2216، القاضي بتسليم السلاح للحكومة التي يجب أن تنتخب وفقا لمخرجات الحوار الوطني.
وفد الرياض بمطالبته بتقديم بحث الحل الأمني العسكري قبل تنفيذ مخرجات الحوار وقرار مجلس الأمن 2216، بين مدى تعنت السعودية التي لا تمتلك نية حقيقية لإنهاء الصراع في اليمن، وإن امتلكتها فلن تسمح لها الولايات المتحدة بفعل ذلك لأنها تستفيد من بيع السلاح لها، ولأنه أيضا من خلالها -وفقا للخطة المرسومة للشرق الأوسط الجديد الذي يتسيده الكيان الصهيوني- سيتم القضاء على كل من يناهض هذا المشروع ومن ضمنهم أنصار الله الرافعون لشعار الموت للكيان، وهذا ما صرح به رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مرارا وتكرارا، بأنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن يتوقف دعم السعودية، و أن توقف مبيعات السلاح إليها لأن أمريكا ستخسر ملايين الوظائف ومليارات الدولارات، فالحرب المدمرة لليمن والمتسببة في قتل الآلاف من اليمنيين وحدوث المجاعات، هي بالنسبة للولايات المتحدة فرصة سياسية وعسكرية واقتصادية، لن تسمح بأن تفوتها، مهما كانت النتائج الكارثية على اليمنيين، وهذا يعني بلغة بسيطة بعيدة عن التعقيدات أن الحرب في اليمن لن تنتهي بمفاوضات هنا أو هناك، بل هي مسألة متعلقة باقتصاديات دول كبرى، ولكي تنتهي الحرب فلا بد من أن تقتنع القوى الموازية للاقتصاد الأمريكي بأن الحرب اليمنية ستكلفهم الكثير من الخسائر ما لم يتم إيقاف النزيف اليمني، وهذا الخيار ليس بعيدا عن أنصار الله ولكنه يتم تأجيله حتى تستنفد كل الخيارات الأخرى.