بريطانيا تستخدم أسلوب “أنصار الله” بإسقاط الحُجة سفيرها يغرّد لعبدالسلام
صنعاء – المساء برس| المتتبع لمسيرة حركة “أنصار الله” بدءاً من الحروب الست وما تخللها من هدنات ووساطات داخلية وخارجية ومن ثم انتشار الحركة بعد 2011 وتوسعها جغرافياً واقتناع الفئات المجتمعية بمختلف انتماءاتها بالمنهج السياسي للحركة ووصولاً إلى أحداث ديسمبر 2017 التي أطاحت بالرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وما تخللها من وساطات قبلية.
المتتبع لكل تلك الأحداث يدرك أن “أنصار الله” يتفوقون على خصومهم بإسقاط الحجة عليهم وإشهاد الوسطاء بذلك وتقديم هؤلاء الوسطاء لإقناع خصوم “أنصار الله” بالمنطق والمعقول من الحلول في أي خلافات وهو ما يجعل الخصوم يقفون عاجزين ويتحولوا بعدها إلى خصوم لهؤلاء الوسطاء أو الشهود.
حتى على المستوى الدولي استطاعت الدبلوماسية اليمنية التابعة لصنعاء أن تحرف بوصلة الرأي العام الدولي المؤثر وصانعي القرار السياسي الدولي وتمكنت من إظهار مواقف القوى الدولية المؤثرة على القرار السياسي عالمياً أمام الشعوب الغربية وهي المواقف الانتهازية والقائمة على المصالح المادية مع النظامين السعودي والإماراتي على حساب دماء وأشلاء الأطفال والنساء في اليمن، وهو ما جعل هذه الدول تقف محرجة أمام شعوبها وأمام منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية.
اليوم ربما تستخدم بريطانيا نفس الأسلوب الذي يتبعه “أنصار الله” وهو إسقاط الحجة، وذلك ما تبين من خلال تغريدة للسفير البريطاني لدى اليمن والذي حضر اليوم في مدينة المكلا بحضرموت مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر واللذين قاما بتسليم ميناء المكلا لقوات خفر السواحل اليمنية التي أشرفت على تشكيلها القوات البحرية الملكية البريطانية.
التغريدة وجهها مايكل آرون إلى المتحدث باسم أنصار الله ورئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام قائلاً: “سوف تقام مشاورات السويد التي يقودها المبعوث الأممي في الأسبوع القادم. لقد حجزت رحلتي وأتطلع إلى رؤيتك هناك مترئساً لوفدكم”.
وأضاف “آرون”: “الحل السياسي هو السبيل للمضي قدماً وهذه المشاورات تعتبر خطوة كبيرة لتحقيقه”.
السفير البريطاني تعمّد في تغريدته وضع الرابط الخاص بصفحة محمد عبدالسلام “@abdusalamsalah” وعند كلمة “المبعوث الأممي” وضع “آرون” رابط حساب مكتب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن غريفيث ” @OSE_Yemen”، وهو ما يفُهم على أن السفير يريد أن يقول “ها أنا أدعو أنصار الله للمفاوضات وأؤكد لهم أن الحل لن يكون إلا سياسياً وأمامك أيها المبعوث الأممي”.
ويرى مراقبون أنه سيتعين على رئيس الوفد محمد عبدالسلام الرد على السفير البريطاني بنفس الأسلوب وإشهاد غريفيث على هذا الرد لعكس الحجة التي يريد “آرون” إسقاطها على الحوثيين.
@abdusalamsalah سوف تُقام مشاورات السويد التي يقودها المبعوث الأممي @OSE_Yemen في الأسبوع القادم. لقد حجزت رحلتي و أتطلع إلى رؤيتك هناك مترئساً لوفدكم. الحل السياسي هو السبيل للمضي قدماً وهذه المشاورات تعتبر خطوة كبيرة لتحقيقه.
— Michael Aron (@HMAMichaelAron) November 29, 2018