هذا ما نشرته 26 سبتمبر مع اقتراب الذكرى الأولى لمقتل “صالح”
صنعاء – المساء برس| لا تزال التحقيقات التي تجريها جهات مختصة في العاصمة صنعاء جارية بشأن كشف خفايا ملف اغتيال الشهيد الرئيس إبراهيم محمد الحمدي في أكتوبر 77م.
وفي هذا الصدد كشفت صحيفة “26 سبتمبر” الناطقة باسم وزارة الدفاع في صنعاء في عددها الصادر اليوم عن معلومات جديدة بشأن قضية اغتيال الشهيد الحمدي، قالت الصحيفة إنها معلومات توصلت إليها الجهات المختصة القائمة على كشف ملف اغتيال الحمدي والمتهمين فيها ومنفذيها المباشرين ومن وراءها من القوى الخارجية.
وبحسب مصادر الصحيفة “فقد توصلت الجهات المختصة إلى تورط المملكة العربية السعودية في التخطيط والتمويل والإشراف على الانقلاب الدموي الذي استهدف قيادة الوطن في تلك الفترة وأن هناك الكثير من الأدلة الدامغة التي لا يمكن التشكيك فيها وجميعها تشير إلى الدور السعودي في عملية اغتيال الزعيم الشهيد إبراهيم الحمدي وما تبع ذلك من جرائم استهدفت الكوادر الوطنية المخلصة عبر الاغتيالات والإعدامات والإخفاء القسري”.
وأضافت الصحيفة “حول طبيعة ما توصلت إليه من معلومات ووثائق بشأن الدور الخارجي كشفت المصادر أن اليمن قبل اغتيال الزعيم الشهيد إبراهيم الحمدي واجه عدواناً إسرائيلياً سافراً يستهدف الساحل الغربي والجزر اليمنية في البحر الأحمر ومنطقة باب المندب وأن هذا الأمر ليس ادعاءات أو افتراءات، بل حقائق تؤكدها الوثائق والأدلة التي سيتم الكشف عنها خلال الفترة المقبلة”.
كما أشارت الصحيفة إلى أن المصادر أكدت أن الحمدي وسالم ربيع بذلا جهوداً كثيرة في سبيل توحيد الصف العربي لمواجهة الخطر الإسرائيلي الذي كان يتهدد منطقة البحر الأحمر وأن تلك الجهود لم تلقَ صدى في تلك الفترة الأمر الذي دفع الزعيمين إلى اتخاذ خطوات جريئة وكانوا على مشارف اتخاذ قرارات تاريخية لولا التحرك الإسرائيلي السعودي بمباركة أمريكية للحيلولة دون وصول الشطرين إلى مرحلة تنفيذ تلك التفاهمات السرية ومنها ما لم يكشف عنه حتى اللحظة غير أن الاستخبارات الأجنبية تمكنت من خلال عملائها من الوصول إلى معلومات حول تلك التفاهمات.
اللافت فيما كشفته مؤخراً “26 سبتمبر” كان فيما يتعلق بالأدوات المحلية التي تولت تنفيذ عملية اغتيال الحمدي، حيث كشفت الصحيفة نقلاً عما توصلت إليه تحقيقات الجهات المختصة بهذا الشأن قائلة: “كشفت المصادر عن معلومات جديدة مصدرها الوثائق تتضمن أسماء من تولى تنفيذ العملية الانقلابية حيث أوكلت المهمة إلى قائدين عسكريين كانا من المقربين للزعيم الشهيد الحمدي وهما نائب القائد العام المقدم أحمد حسين الغشمي وقائد لواء تعز الرائد علي عبدالله صالح وقد عمل هذان تحت إشراف الملحق العسكري السعودي بصنعاء في تلك الفترة العقيد صالح الهديان وذلك لتنفيذ خطة الإطاحة بالزعيم الشهيد الحمدي بانقلاب دموي مكتمل الأركان فقد كانت أهدافه اغتيال قائد قوات العمالقة المقدم عبدالله الحمدي واغتيال رئيس مجلس القيادة القائد العام للقوات المسلحة إبراهيم الحمدي واغتيال أو اعتقال قائد اللواء السابع علي قناف زهرة ومدير مكتب رئيس مجلس القيادة عبدالله الشمسي وقائد حرسه الخاص عبدالخالق معوضة إضافة إلى عدد من القيادات العسكرية الموالية للزعيم الشهيد إبراهيم الحمدي وكذلك المسؤولي”.
وفيما أشارت الصحيفة – حسب المصادر – إلى أن التخطيط للانقلاب الدموي الذي خططت له السعودية كان قد تم الإعداد له قبل شهرين كاملين من 11 اكتوبر 77م وأن رغبة الرياض للإطاحة بالحمدي كانت قد سبقت تلك المدة بعدة أشهر، رجحت في الوقت ذاته إن “قرار اغتيال الزعيم الحمدي بتلك الطريقة البشعة لم يتم اتخاذه إلا بعد أن أفصح الشهيد الزعيم الحمدي عن الموقف اليمني من الانتهاكات الإسرائيلية للمياه الإقليمية اليمنية وتحركه رحمه الله للتصدي للعدوان الإسرائيلي الذي تزامن مع خلافات حادة شهدتها العلاقات اليمنية السعودية على خلفية مواقف الحمدي الاستقلالية وسياساته الداخلية والخارجية وإصراره على الاتجاه نحو بناء الدولة ورفضه الشروط والمطالب السعودية التي تمس السيادة الوطنية وتصادر الحقوق التاريخية لليمنيين ومساعي السعودية لأن تجعل من نفسها حاكماً أعلى ومرجعاً ينبغي العودة إليها في كل صغيرة وكبيرة”.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها “الرسمية” قولها إن “الأهمية بالنسبة للجهات المختصة ليس التطرق إلى أسماء الأشخاص المشاركين في الجريمة المروعة ولا الدخول في جدال حول من شارك ونوعية مشاركته بل إن الأهمية في معرفة الدور السعودي والمتورطين الرئيسيين في تنفيذ مخطط الانقلاب إضافة إلى معرفة أبعاد وأسباب ما حدث لارتباط ذلك بواقعنا الحالي ناهيك إلى أن إنصاف الشهيد الزعيم المظلوم إبراهيم الحمدي مسؤولية تاريخية تقع على عاتقنا جميعاً فالرجل ضحى بحياته من أجل الاستقلال والكرامة ومن أجل تحقيق مستقبل أفضل لكافة اليمنيين قبل أن تطاله أيادي الغدر والخيانة التي قتلت الزعيم الحمدي لصالح الكيانين السعودي والإسرائيلي”.