لأول مرة مجلس الأمن يُجمع على موقف موحد وقرار بشأن اليمن “وقف الحرب”
نيويورك – المساء برس| أجمع مجلس الأمن المنعقد منتصف ليل الجمعة بشأن اليمن على تنفيذ المطالب التي قدمها السيد مارك لوكوك بشأن اليمن والتي تتضمن “فتح مطار صنعاء ووقف العمليات العسكرية في الحديدة وتحييد الاقتصاد ودعم استقرار العملة اليمنية، وكذلك زيادة المساعدات الأغاثية، وصرف رواتب موظفي الدولة”، كما أيد أعضاء المجلس مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا بشأن وقف الحرب في اليمن.
ومن المفترض أن يعقد المجلس جلسة أخرى الإثنين القادم لاتخاذ قرار بشأن اليمن على خلفية الكلمات التي طُُرحت اليمن والتي تدعو إلى تبني مطالب مارك لوكوك والموافقة على مشروع القرار الذي أعدته بريطانيا والذي يتضمن وقفاً فورياً للحرب في اليمن.
ورصد “المساء برس” كلمات مندوبي الدول المشاركة في جلسة مجلس الأمن المنعقدة فجر اليوم السبت 17 نوفمبر 2018م، نسردها فيما يلي:
كلمة مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن مارتن غريفيث:
سأزور صنعاء الأسبوع المقبل، وسألتقي بقيادة أنصار الله هناك، وسأسطحب معي المفاوضين من صنعاء إن لزم الأمر، وهناك تقدم كبير فيما يخص ملف تبادل الأسرى، ونعتزم عقد مفاوضات سياسية بين الأطراف في السويد قبل نهاية العام الجاري، ونؤكد أن ضرورة إبقاء العمليات العسكرية في الحديدة متوقفة وألا يحدث أي مستجد يأزم من الأوضاع هناك.
وقال غريفيث، إن الحديدة بؤرة ساخنة من النزاع في البلاد، مشيراً إلى أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، معرباً عن امتنانه لجميع من دعا إلى وقف العمليات العسكرية في الحديدة.
وأعلن غريفيث عن نيته زيارة الحديدة الأسبوع المقبل، معلناً أيضاً أنه حصل على ضمانات من الأطراف اليمنية للحضور إلى المشاورات القادمة في السويد، ونوه إلى أن المفاوضات ستبدأ خلال الأسابيع القادمة، وأن المحادثات سترتكز على وثيقة قام هو بإعدادها.
وأضاف أن الوثيقة التي قدمها ترتكز على آليات سياسية وأمنية بضمانات للتنفيذ، وتهدف لوقف إطلاق النار في اليمن، مؤكداً أنه سيزور صنعاء الأسبوع المقبل، وسيلتقي بزعيم المليشيات الحوثية.
كما نوّه إلى أن تدهور قيمة الريال اليمني قد توقفت مؤخرا، وأضاف قائلاً: “جهودنا يجب أن تنصب على الشؤون الإنسانية في اليمن، ويجب اتخاذ التدابير التي تحول دون اجتماع الأطراف اليمنية في السويد”.
كلمة مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية
قال مارك لوكوك وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن اليمن يواجه أخطر أزمة غذائية في العالم، مضيفاً إن الوضع الغذائي في اليمن معرض لتدهور كارثي.
وأكد أن هناك حاجة ضرورية لاتخاذ تدابير عاجلة من أجل تجنب وقوع كارثة إنسانية في اليمن، لافتاً إلى أن المنظمات الإنسانية قدمت مساعدات لنحو 8 مليون يمني.
وأعلن لوكوك “نحتاج إلى مجموعة من التدابير لتجنب شبح المجاعة في اليمن”، ومنها تحييد الاقتصاد وفتح المرافئ وعلى رأسها مطار صنعاء وإعادة تفعيل البنك المركزي كما كان من قبل، وإجلاء الجرحى وتوسيع المساعدات لليمن بما في ذلك المساعدات المالية، والتدخل أكثر لوقف التدهور الاقتصادي وانهيار العملة، ودفع الرواتب للموظفين الحكوميين، ووقف التهديدات في الحديدة واستمرار إبقاء الطرق والميناء الرئيسي مفتوحاً وعدم إعاقة وصول الحملات الإغاثية إلى ميناء الحديدة.
وعن المطالب الخمس التي طالب بها مارك لوكوك، قال المسؤول الأممي إنها تتمثل في:
أولاً: التوصل إلى وقف الأعمال العدائية في المرافق وحول البنى التحتية التي تعتمد عليها أعمال الإغاثة وشركات الاستيراد التجاري، لكن للأسف فمنذ إحاطتي في أكتوبر الماضي استهدفت مدينة الحديدة بـ300 غارة جوية.
ثانياً: طلبت ضمان إيصال السلع الغذائية والأدوية عبر ميناء الحديدة وعبر ميناء الصليف أيضاً بنفس المدينة، ولكن للأسف فقد انخفضت واردات السلع الغذائية والأدوية بسبب تزايد الصراع هناك وإعاقة وصول الشحنات التجارية من قبل الأطراف الإقليمية الداعمة للحكومة اليمنية.
ثالثاً: دعم الاقتصاد اليمني من خلال ضخ العملة الأجنبية لدفع الرواتب ومعاشات التقاعد.
رابعاً: زيادة التمويل والدعم للعمليات الإغاثية.
خامساً: طلبت من كل الأطراف المتصارعة أن تتعاون مع المبعوث الخاص إلى اليمن لوضع حد للنزاع، وأكرر الدعوة أن نمضي قدماً نحو تدابير بناء الثقة بغية استئناف المشاورات السياسية.
كلمة مندوب فرنسا بمجلس الأمن:
عمليات القصف الأخيرة قد أودت بحياة الكثيرين، ويقربنا تدهور الوضع الإنسانية من وقوع أكبر كارثة في اليمن كل يوم، الهدنات العسكرية ليست وسيلة لتقليل كثافة المواجهة بل وسيلة لتهيئة مناخ .
يجب أن نستجيب للطلبات الخمس التي قدمها مارك لوكوك في أسرع وقت، توصيل المساعدات بين صنعاء والحديدة يجب أن تكون لها أولوية مطلقة، ومن المهم حماية العاملين في المجال الإنساني والطبي.
أكرر كامل دعمنا للعاملين في المجال الإنساني العاملين في ظروف صعبة ونحيي الأمم المتحدة وكافة المنظمات بما يهدف لإعداد خارطة طريق موحدة بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي وخطة لمواجهة المجاعة والتي يجب أن تحظى بتمويل لازم.
وأخيراً أود أن أكرر دعم فرنسا للسيد مارتن غريفيث ولجهوده المتواصلة لاستئناف المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي، هناك بالفعل اليوم فرصة حقيقية لإنعاش مسار سياسي ذي مصداقية وهو الحل الوحيد للأزمة في اليمن، إن الأزمة الإنسانية في اليمن يجب أن تدفعنا للعمل.
إن مسألة إجلاء الجرحى الحوثيين هي مسألة حساسة لضمان حضور الحوثيين للمفاوضات، ولذا نؤيد ذلك ونحث على تلبية هذا القرار.
نؤكد على ضرورة اعتماد المطالب الخمسة لمارك لوكوك مع تأكيدنا على دعم وقف العمليات العسكرية بشكل كامل ودائم.
إننا ندعو الأطراف للتفعال دون شروط وبحسن نية مع المبعوث الخاص وندعو كافة الأطراف لتسهيل هذا العمل، وندعو الأطراف في المنطقة لتسهيل جهود الأمم المتحدة بشأن المفاوضات.
كلمة مندوب روسيا بمجلس الأمن – فاسيلي نيبنزيا:
ندعم جهود المبعوث الأممي لوقف العمليات العسكرية في اليمن، وهذا ليس كافياً لإنقاذ اليمن من الوضع الذي يعيشه، نعرف أن الخلافات لن تحل بسرعة نحن مستعدون لمساعدتكم في مجلس الأمن كوننا عضواً دائماً في مجلس الأمن بما يسهم بعملية سياسية في اليمن، إن سياستنا تتفق مع أن تلتزم جميع الأطراف بضبط النفس ونبذ العنف والعودة للمفاوضات لإنهاء الصراع، نحن نندد بالهجمات العمياء ضد المدنيين والهجمات بالطائرات المسيرة في البلدان المجاورة لليمن.
الوضع الإنساني في اليمن يظل حرجاً فأغلب السكان بحاجة للمساعدة بشكل أو بآخر، الملايين من اليمنيين جاعوا ولا يصلون لما يحتاجون إليه، العملية الإغاثية المشتركة يجب أن تكون شاملة وبدون تمييز بغض النظر عمن يسيطر على الأرض في اليمن.
ندرك أنه لا يمكن تحسين الوضع في اليمن بتدابير إنسانية فحسب، بل يجب تحرك سياسي أيضاً، ونحن نؤكد أنه يجب أن ندعم المبعوث الأممي، فالحرب في اليمن لا تخدم إلا الجماعات الإرهابية لتعزيز تواجدهم جنوب ووسط البلاد.
كلمة مندوب السويد بمجلس الأمن:
استمرار الهجوم في الحديدة سيزيد من المعاناة للمدنيين لأن شبكة توزيع الغذاء والمواد الإغاثية تم قطعها بسبب الأعمال الحربية، نحن نؤيد المطالب الخمس التي طلبها السيد مارك لوكوك ونحن مستعدون للعمل مع الجميع لتنفيذ هذا الالتزام أمام مجلس الأمن، إننا نعتقد أن هناك وحدة قوية لدعم مطالب لوكوك، نحن ندعم ما يلي
أولاً وقف إطلاق النار كخطوة أولى لتمكين توصيل المساعدات الإنسانية والسلع التجارية ولحماية المدنيين والمرافق الإنسانية
ثانياً: التعامل بحسن نية مع مشاورات المبعوث الخاص ومن الضروري ضمان احترام النساء واشتراكهن الفعال
ثالثاً: ضمان الوصول الإنساني والتجاري وإبقاء الطرق آمنة ومفتوحة وعلى كافة
رابعاً: تدابير بناء الثقة وعلى رأسها مطار صنعاء والبنك المركزي وتحرير الأسرى
التطورات الأخيرة تعد فرصة ينبغي اغتنامها، وعلينا تركيز جهود الأمم المتحدة نحو المفاوضات السياسية، وإيصال المساعدات الإنسانية.
كلمة مندوب البيرو في مجلس الأمن:
إن كل 3 من أصل 4 يمنيين بحاجة للمساعدة ويزداد ذلك بسبب انهيار الاقتصاد، الوضع مثير للقلق خاصة في الحديدة، آخر تصعيد للعنف شهدنا ظروفاً مأساوية في تلك المدينة خاصة فيما يتعلق بالرعاية الصحية ، الكثير من المدنيين العالقين في المدينة والبالغ عددهم 300 ألف يسعون لللبقاء على قيد الحياة، كثير من الاشتباكات خلال الأسابيع الماضية هددت حياة الكثيرين معظمهم من الأطفال ودمرت البنية التحتية بما فيها البنية الصحية.
يجب أن نكون على قدر المسؤولية من أجل حماية المدنيين وضمان مساءلة المنتهكين، نعبر عن دعمنا الكامل لكل العاملين الإنسانيين في اليمن، ونشير مرة أخرى إلى الالتزام والواجب القانوني والأخلاقي للسماح للعاملين بالوصول إلى المحتاجين للمساعدات في كل المناطق.
على الأطراف أن توجد أولوية لحماية المدنيين بشكل دائم، نرحب بقرار التحالف والأطراف الأخرى المعنية بالنزاع أن تدعم التحضير للمشاورات التي تجري في السويد خلال الأيام المقبلة، أعضاء المجلس يدعون إلى حل سياسي ونرى أن هذا الحل ممكن.
على مجلس الأمن أن يلبي المطالب التي طالبها السيد مارك لوكوك، كما نرحب بالخطوات التي تم اتخاذها من أجل بناء الثقة بين الأطراف للوصول إلى المفاوضات في أقل وقت ممكن.
كلمة مندوبة بولندا بمجلس الأمن:
اليمن على شفير أسوأ مجاعة منذ مائة عام، ومع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية واحتمال وقوع كارثة إنسانية نجد أنفسنا على شفير أزمة حقيقية ولا يمكن لهذا النزاع أن يستمر ومخطئ من يظن أنه يمكن التوصل إلى حل بالطريقة العسكرية.
لا يجب أن نكتفي بالاجتماعات في هذه القاعة وبإجراء نقاشات من دون اتخاذ تدابير عملية، فالبيانات والتصريحات لن تنقذ حياة اليمنيين الذين يموتون من الجوع والأمراض بشكل يومي.
يعلمنا التاريخ بأنه لا يأس مع الحياة ولذلك نحث كل الأطراف على ضرورة تنفيذ تدابير بناء الثقة بين الأطراف، وأنتهز هذه الفرصة لكي أؤكد دعمنا الكامل للسيد غريفيث ورؤيته السياسية للحل في اليمن.
نحن مستعدون للمشاركة بشكل بناء في المشاورات حول مشروع القرار الذي اقترحته المملكة المتحدة، ونؤكد دعمنا للنقاط الخمس التي طرحها السيد مارك لوكوك في جلسة المجلس السابقة في تشرين الثاني.
وندعو إلى وقف العمليات العسكرية في المدن ومحيطها، ونشعر بالقلق جراء تصاعد العنف في مدينة الحديدة ونحث الحوثيين والتحالف على وقف القتال هناك لأن الحديدة تمثل خط إمداد أساسي لشريان الحياة في اليمن وأي قطع لهذا الخط سيؤدي إلى تعريض حياة الملايين للخطر.
نشدد على أهمية اتخاذ التدابير من أجل ضمان وصول المساعدات والسلع التجارية من الحديدة إلى باقي البلاد بكاملها وإبقاء الطرق والموانئ مفتوحة، ونؤكد على ضرورة إعادة فتح مطار صنعاء وضمان إشراك كل المجموعات المعنية في المجتمع اليمني للمشاركة في المشاورات المقبلة.
كلمة مندوب الولايات المتحدة في مجلس الأمن:
هذه الحرب يجب أن تتوقف فوراً في اليمن، على الأطراف أن تتحرك نحو المفاوضات،
الولايات المتحدة سوف تواصل دورها، نذكر كل أطراف النزاع التزامها باتخاذ تدابير الحذر والحيطة للحد من وقوع خطر على المدنيين، لسنا منقسمين اليوم بشأن اليمن فكلنا نشدد على ضرورة التوجه نحو حل سياسي ونؤكد على تنفيذ مطالب مارك لوكوك، ونؤكد أن العمليات العسكرية يجب أن تتوقف، وعلى الأطراف تسهيل وصول المساعدات إلى المناطق كافة في اليمن.