تعز تشهد أكبر صراع بين حلفاء التحالف والموقف قد ينفجر في أي لحظة
تعز – المساء برس| يبدو أن بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة الموالية للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات ضد اليمن في محافظة تعز وسط اليمن ستتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات بين حلفاء التحالف.
-
مظاهرة لتحرير المحرر
يحيى اسماعيل مدير مديرية المسراخ والمحسوب على حزب الإصلاح، متهم بإطلاق مسلحين يتبعونه – بينهم اثنان من أبنائه – النار على عدد من المتظاهرين أثناء توجههم للمشاركة في المظاهرات التي خرجت اليوم الخميس في مديرية الشمايتين من أبناء الحجرية وصبر بالمحافظة والمدعومة من العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع المحسوب على الإمارات.
وحسب مصادر في تعز فإن إطلاق المسلحين التابعين للقيادي الإصلاحي أدت إلى إعطاب عدد من السيارات، وأن من بين المتظاهرين من تعرضوا للضرب بالعصي من قبل مسلحي القيادي الإصلاحي، الذين اعترضوا المتظاهرين وقاموا بتمزيق لافتاتهم.
المتظاهرون بما فيهم المشائخ والمتحدثين الذين ألقوا كلمات في التظاهرة اتهموا نائب الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، اللواء علي محسن الأحمر وحملوه المسؤولية الكاملة عمّا يحدث في تعز من مساعي إشعال الفتنة بين قيادات المحافظة العسكريين، كما اتهموه بأنه يتبنى تفخيخ “الجيش الوطني وملشنته” وجعله جيشاً مليشاوياً وحزبياً يخدم أجندات سياسية.
-
لـ”علي محسن”.. ارفع يدك عن تعز
الشيخ سيف نعمان – من مشائخ التربة – طالب في كلمة ألقاها أمام المتظاهرين، علي محسن بـ”رفع يده ووصايته عن محافظة تعز”، واتهمه بتأجيج الفتنة وإشعال الصراع المسلح بين رفقاء السلاح.
التظاهرة التي بدت مدفوعة من أطراف سياسية موالية للإمارات في تعز، تبنت الإعداد لها “الهيئة المجتمعية لأبناء الحجرية وصبر” وهي هيئة أنشئت مؤخراً، وحسب مصادر موثوقة في تعز تحدثت لـ”المساء برس” فإن هذه الهيئة مهمتها إصدار مواقف باسم أبناء الحجرية وصبر تتبنى الرغبات الإماراتية للوضع الذي تسعى لتحقيقه أبوظبي وقواتها في تعز، وهو تمكين قوات اللواء الحمادي والمسلحين الموالين لأبوظبي من السيطرة على المناطق التي تتواجد فيها قوات من حزب الإصلاح، ولهذا فقد رفع المتظاهرون شعارات “الاصطفاف الوطني والشعبي مع الجيش الوطني” وهو الجيش الذي يمثله عدنان الحمادي وقواته فقط دون أن يعتبر المتظاهرون أن القوات الأخرى في “الشرعية” المنتمية لحزب الإصلاح هي أيضاً قوات فيما يسمى “الجيش الوطني”.
وبدعوى “استكمال التحرير” طالب المتظاهرون بتمكين قوات الجيش “قوات الحمادي” من السيطرة على المناطق التي تتواجد فيها القوات المحسوبة على الإصلاح في مديريات الحجرية وصبر، وهو ما علق عليه ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي بأنها دعوات لـ”تحرير المحرر”.
-
شغل سياسي
تحت مسمى “مجلس حكماء تعز” يدعم المحافظ أمين محمود مجموعة من الأشخاص المحسوبين على الحزب الناصري والاشتراكي في المحافظة، مهمتهم العمل سياسياً لتهيئة الظروف والأرضية لتمكين العسكريين في تعز من الموالين للإمارات من استكمال سيطرتهم على كامل المديريات التي لا تزال خارج سيطرة قوات حكومة الإنقاذ بصنعاء والتي تنتشر فيها حتى اليوم قوات عسكرية تتبع “الشرعية” لكنها محسوبة هي وقياداتها على حزب الإصلاح، وهو ما يعتبره مراقبون أنه عمل سياسي ممول للتمهيد والتهيئة لسيطرة الإمارات عبر أذرعها العسكرية في تعز على المناطق التي تتواجد فيها قوات الإصلاح.
واليوم اجتمع وفد مجلس حكماء تعز بقائد اللواء 35 عدنان الحمادي في منطقة العين بتعز، وهي منطقة ريفية تحتوي معسكرات تدريب وتجنيد أنشأتها الإمارات ودفعت تكاليف تمويلها بهدف تجنيد عدد من أبناء تعز ليكونوا عما قريب “الحزام الأمني للمحافظة”.
الاجتماع وحسب ما أفادت مصادر مطلعة تم فيه مناقشة بعض المشاكل والاختلالات الأمنية التي تحدث في مناطق التماس بين قوات الحمادي وقوات الإصلاح، وكان اللافت أن حديث “مجلس حكماء تعز” للحمادي ركز على ضرورة أن يدعم الأخير بقوات من عنده المناطق التي تحدث فيها مشاكل أمنية واختطافات وقتل، على الرغم من أن هذه المناطق تتبع عسكرياً الوحدات التي يقودها ضباط من الإصلاح، وهو ما يراه مراقبون أنه عمل سياسي منظم ومدروس يهدف إلى خلق حاضنة سياسية لتواجد أي قوات محسوبة على الإمارات في المناطق المحسوبة على الإصلاح، وكان اللافت أيضاً أن العميد الحمادي أبدى استعداده وتأكيده على أنه سيعزز من تواجد قوات اللواء في أي منطقة جغرافية في تعز بما يساهم في حفظ الأمن والاستقرار حسب قوله، بما في ذلك المناطق التي ليست تحت النطاق الجغرافي للواء 35.
-
الإصلاح في مأزق كبير.. أبوظبي تضربه بعباءة الشرعية وهو لا يستطيع الاعتراف
وفقاً لمصدر في المجلس المحلي بتعز تحدث لـ”المساء برس” فإن أحد أبرز أسباب الصراع الأخير بين الإصلاح وحلفاء الإمارات بتعز يتمثل في مساعي الإمارات لبسط نفوذ حلفائها عسكرياً وإدارياً وتمكينهم من مديرية المسراخ، وعلى الرغم من أن هناك قرارات باسم “الشرعية” تقضي بتعيينات إدارية مدنية وأمنية وتنفيذ ترتيبات عسكرية لصالح طرف معين إلا أن الطرف المتمرد على القبول بهذه القرارات – وهو حزب الإصلاح – يرى بأنها قرارات لا شرعية لها.
وحسب المصدر: “يدرك الإصلاح أن القرارات المتخذة بشأن محافظة تعز ومنها تعيين مدير عام لمديرية المسراخ وهو عبدالقوي الوجيه والذي تم تعيينه بدلاً عن يحيى اسماعيل المحسوب على الإصلاح، وتعيين مدير جديد للأمن في المديرية بدلاً عن المدير الحالي المحسوب على الإصلاح، يدرك الحزب أن هذه القرارات ليست صادرة عن الشرعية، إذ لم يعد هناك أي وجود للشرعية والإصلاح يدرك أن من يتخذ القرارات هم الإماراتيون والسعوديون من الضباط الصغار المتواجدين في اليمن وتحديداً من الموجودين في مقر قيادة قوات التحالف بعدن كما أن السفير السعودي بعلم الضباط الإماراتيين هو من يدير الأمور في المحافظات التي تمت السيطرة عليها من التحالف وهو يديرها باسم الشرعية.
كما أضاف المصدر إن العلاقة بين الإصلاح من جهة وباقي الفصائل الموالية للإمارات من جهة ثانية في تعز هي عبارة عن “حرب باردة بين الطرفين فالإمارات وحلفاءها تسعى لتوسيع نفوذها في تعز والسيطرة على أكبر قدر ممكن من المحافظة مستغلة في ذلك سيطرتها وتمكنها من اتخاذ القرارات باسم الشرعية، والإصلاح يحاول قدر الإمكان وقف نفوذ الإمارات وفي نفس الوقت لا يستطيع رفض القرارات التي تتخذها أبوظبي باسم الشرعية، لأنه لو فعل ذلك فسيكون اعترافاً من الحزب بأن الشرعية انتهت ولم يعد لها وجود إلا الاسم فقط”.
كما يفيد المصدر بأن الإصلاح لم يعد أمامه سوى المقاومة المسلحة لمساعي الإمارات واستخدام القوة ضد حلفاء أبوظبي العسكريين في تعز، وهو ما يفسر ظهور عشرات المسلحين مؤخراً في المديرية والذين تم استقدامهم من مناطق أخرى في تعز وبعضهم من محافظات أخرى أيضاً، الأمر الذي قد يبدوا مؤشراً لانفجار الموقف عسكرياً بين الحزب ومسلحيه من جهة وقوات الحمادي ومن معه من جهة ثانية، في أي لحظة.