جمال عامر يكتب عن متغيرات ستحدث بعد هادي
وما يسطرون – جمال عامر – المساء برس| هناك متغيرات امر واقع بدأت مؤشراتها وستصبح اكثر وضوحا خلال الاسابيع القادمة فيما له علاقة باعادة تشكيل تحالفات الرياض وابوظبي بالقوى المنضوية تحت التحالف وأولها حزب الاصلاح ومؤتمر الخارج، وهي موجبات فرضتها مخاوف غياب هادي ومعها ذريعة الشرعية التي تقوم عليها الحرب على اليمن.
ويشتغل التحالف على محاولة تحقيق شرعيتين بديلتين: الأولى شرعية السيطرة على الأرض ومسألة تحقيقها تحتاج لكلفة عالية ولأمد لايمكن التنبؤ بنهايته وبالذات مع ارتفاع الصوت الدولي الضاغط لوقف تدخل التحالف.
الثانية تتمثل بمحاولة جمع مجلس النواب وبأغلبية لاقرار الشرعية البديلة لهادي وشرعنة التدخل العسكري وكل ماتم خلال سنوات الحرب
وهذه لايمكن الوصول اليها الا بتوافق الاصلاح ومن خلفه السعودية ومؤتمر الخارج الذي انتقلت قيادته الفعلية عقب اجتماع القاهرة الى احمد علي ومن خلفه الامارات.
وبين هؤلاء ومعهم، يقف المجلس الانتقالي كممثل مفروض للجنوب بقوة المليشيات المسيطرة على المحافظات المهيمنة عليهم ابوظبي
وبعيد عن هذا كله يأتي مكون انصار الله المستهدف من هؤلاء جميعا وبمباركة امريكية غربية والذي عليه ان يواجه كل هؤلاء إما عسكرياً في الميدان، أو على طاولة الحوار السياسي في ظل مايراد تقديمه كأقلية متمردة، عليها ان تقبل بالممكن مما يتم طبخه والذي بدأت رائحته تتجاوز جدران مطبخه.
ولعل أهم مايراد له ان يكون واقعا بحسب المعطيات الأولية هو، جعل دولتين في الشمال والجنوب أمراً واقعاً وإن تحت مسمى الجمهورية اليمنية، وبحيث يهيمن على إدارة الجنوب المجلس الانتقالي برئاسة عيدروس بمنصب نائب، بينما يدير الشمال علي محسن باعتباره الرئيس ويدخل معه تحالف الاصلاح والمؤتمر الجديد في اعادة لتحالف قديم، وبحيث يتقاسم الجنوب والشمال بما فيهم انصار الله والمؤتمر والاصلاح وبقية القوى، الحكومة.
وبالتأكيد فإن ماسبق سيتم رفضه من الحوثيين ومؤتمر الداخل والقوى المتحالفة معهم وهو مايسعى إليه التحالف كإحدى الذرائع لإفشال الحل السياسي كي ينتقل الى تنفيذ خطته الرئيسية المتمثلة بنقل المعركة بكاملها إلى الداخل باعتبارها حرب يمنية خالصة يتولى التحالف السعودي الاماراتي إدارتها وتمويلها دون حاجة لتدخل معلن يؤلب عليه المجتمع الدولي كما هو حاصل اليوم.
بينما ستحقق أسرة ال سعود حلمها بيمن ممزق ضعيف وفقير وتحصل مع اسرة زايد على ثروات الجنوب والهيمنة على مواقعه الاستراتيجية
والسؤال المفترض هل يمكن ان يسمح اليمنيون بسيناريو مدمر لبلدهم ووجودهم وتاريخهم كهذا؟.
من صفحة الكاتب على الفيس بوك