رئاسة “الشرعية” تتعرض لهزة كبيرة.. أنباء بوفاة هادي وتمرد ضد “محسن”
واشنطن – المساء برس| أفادت مصادر سياسية مقيمة في الولايات المتحدة، بتداول بعض المقربين من أروقة حكم الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي تسريبات بصراع قوي تعيشه رئاسة “الشرعية” بالتزامن مع تسريبات أخرى تتحدث عن وفاة هادي إثر تصاعد أزمته الصحية بشكل مفاجئ.
وتحدثت المصادر لـ”المساء برس” إن التسريبات بشأن وفاة الرئيس هادي والتي لا تزال حتى اللحظة غير مؤكدة، تسببت بحالة اضطراب وصراع بين عدة أطراف وقيادات في “الشرعية” من بينها قيادات خارج اليمن مقربة من البيت الأبيض، والسفير الأمريكي لدى اليمن، لافتة إلى أن جزءاً من هذا الصراع تمثل في رفض قيادات عسكرية ومسؤولين بارزين لتوجيهات يصدرها نائب هادي، اللواء علي محسن الأحمر، بعد أن وصلتها تسريبات وفاة هادي وأن محسن يمارس صلاحيته دون أي توافق سياسي، وأيضاً بالتزامن مع أنباء تفيد بإصدار جلال هادي برقيات ورسائل تعزية باسم أبيه من قصر معاشيق بعدن وهو ما أدى إلى إحداث انقسام بين مؤيدين لجلال ومؤيدين لمحسن وآخرين ينتظرون الموقف الأمريكي، فيما القرارات يصدرها التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، وتشير المصادر إلى أن الانقسام يأتي بالتزامن مع الالتباس في المواقف بين تنفيذ توجيهات محسن بحكمه نائباً لهادي أم بحكمه رئيساً مؤقتاً في الوقت الذي لا يزال فيه محسن مشككاً من موقف الولايات المتحدة التي يعتقد بأنها لا تستيغ بقاءه في السلطة نظراً لتقدمه في السن، وهو ما دفع بآخرين مقربين من الأمريكان لتقديم أنفسهم كمرشحين لخلافة هادي.
وحسب المصادر فإن السفير اليمني لدى واشنطن أحمد عوض بن مبارك والذي كان قد تم تعيينه سفيراً لليمن لدى الأمم المتحدة واستبداله مؤخراً بشخص آخر مع بقائه سفير لدى واشنطن، يبذل جهوداً قوية لدى أصدقائه المقربين من البيت الأبيض والسفير الأمريكي لدى اليمن لتعيينه نائباً للرئيس هادي بدلاً عن اللواء محسن، وهو ما يرجح صحة الأنباء المتداولة بشأن تدهور صحة الرئيس هادي وما تبعها من أنباء بوفاته.
وأفادت المصادر إن التسريبات في أروقة “الشرعية” تفيد أيضاً بأن إعلان وفاة هادي ستتأخر حتى يتم ترتيب وضع الشرعية من جديد لضمان استمرار قانونية ومشروعية التدخل العسكري السعودي الإماراتي في اليمن، وهو ما سيتطلب إما إصدار قرارات باسم هادي في القريب العاجل، أو الإبقاء على النائب علي محسن في مكانه ليتولى قيادة الشرعية.
الجدير بالذكر أن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى كان قد كشف قبل عدة أيام أن علي محسن قد يعود لقيادة البلاد من جديد، وأضاف المعهد إنه وإلى جانب ضغوط الكونغرس لإنهاء دعم الرياض في الحرب على اليمن والمشاكل الدبلوماسية مع السعودية وتصاعد الدعوات الدولية لإنهاء الحرب المدمرة، فإن هناك عاملاً آخر دفع بواشنطن نحو تحريك الملف اليمني والبدء بمحادثات في اليمن بعد محاولة كسب ورقة عسكرية جديدة، هذا العامل تمثل في “تدهور صحة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي يبلغ من العمر ثلاثة وسبعين عاماً ويعاني من مشاكل قلبية مزمنة. فقد تم علاجه في مستشفى في مدينة كليفلاند الأمريكية في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد أسابيع فقط من علاجه السابق في إحدى المستشفيات. ويشير بعض المراقبين إلى أن نائب الرئيس اليمني اللواء علي محسن الأحمر، الذي مثّل الحكومة في حوار المنامة الأخير الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين، هو المسؤول – حالياً عن إدارة الأمور – في الوقت الذي يتعافى فيه الرئيس اليمني”.
وأكد المعهد على البيت الأبيض في توصياته التي وردت في التقرير الذي اطلع عليه “المساء برس” وصدر في 9 نوفمبر الجاري، أكد أن “على الولايات المتحدة أن تتوقع بأن علي محسن قد يصبح القائد الفعلي في اليمن خلال مفاوضات السلام، حتى لو كان ذلك على أساس مؤقت فقط. فإذا تدهورت صحة هادي وأصبح عاجزاً عن القيام بمهامه، يدعو الدستور اليمني إلى ترقية نائب الرئيس لفترة قد تصل إلى ستين يوماً (يجب أن تُجرى بعدها انتخابات، إلّا أن هذا الموضوع الشائك يفوق نطاق هذا المرصد السياسي). وعلى الرغم من أن لدى واشنطن والإمارات شكوك قوية بشأن علي محسن، إلّا أن التحالف أكّد مراراً وتكراراً دعمه للحكومة اليمنية الشرعية، لذا سيتعرض لضغوط شديدة من أجل رفض حقه الدستوري في القيادة المؤقتة”.
وتوقع معهد واشنطن أن يقوم صناع السياسات في الولايات المتحدة بفك معضلة الرئاسة في اليمن قبل حدوثها ومعالجتها مع شركائهم في التحالف، مشيراً إلى أن واشنطن عليها أولاً أن تدفع بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث لإحياء المقترحات التي طُرحت في المفاوضات السابقة والتي تضمنت تشكيل مجلس رئاسي لفترة انتقالية والتي وافق عليها وفد صنعاء نظرياً.
كما نبه المعهد إلى أن مسألة إدراج هادي وعلي محسن في هذا المجلس ستكون حتماً جزءاً صعباً من المفاوضات، كما حدث في المفاوضات السابقة – مفاوضات الكويت – التي انتهت بالفشل بسبب تعيين هادي لعلي محسن نائباً له قبل أسبوع واحد من بدء المفاوضات وجعله على رأس الوفد المفاوض.