لأول مرة صحيفة حكومية بصنعاء تحاور “حمدان” نجل عيسى محمد سيف
26 سبتمبر – المساء برس| الشهيد عيسى محمد سيف القدسي قائد حركة الـ 15 من اكتوبر1978 يعتبر من أبرز قيادات التنظيم الوحدوي الناصري وعلى إثر فشل حركتهم الانقلابية ضد النظام السابق حكم عليه وعلى “20 “ من رفاقه بالاعدام , لازالت اسرته تبحث عن جثمانه حتى اليوم دون جدوى.
“ 26سبتمبر” التقت حمدان نجل الشهيد عيسى محمد سيف واجرت معه الحوار التالي :
-
حوار: خالد العبسي
< سنوات وأنتم تطالبون بمصير عيسى محمد سيف الي أين وصلتم في ذلك؟ << نعم .. سنوات ونحن نطالب النظام البائد بالافراج والكشف عن اماكن جثامينهم , ولكن كانت , هناك صعوبات لعدم وجود قنوات تنسيقية مع النظام لايصال مطالبنا باالشكل المطلوب .. لكن استطعنا اطلاق كأسر للشهداء الناصريين العديد من الحملات الالكترونية ونظمنا الاعتصامات المطالبة بالكشف عن اماكن جثامينهم وايضا المطالبة بالكشف عن مصير جميع المخفيين قسرياً إبان الصراعات السياسية في شمال وجنوب اليمن. واول حملة تم تنفيذها عام 2011 والتي تزامنت مع ثورة فبراير الشبابية، وحاولنا ابراز سيرتهم الذاتية ومحطات من حياتهم والتعريف بهم ,بالإضافة إلى المطالبة والكشف عن مصيرهم. للأسف لم نصل لشيء, واصبحت القضية مرتبطة بالحوار الوطني ومخرجاته، حيث تم تشكيل فريق يسمى العدالة الانتقالية وكان ذلك انطلاقة جديدة للتركيز على مخرجات الحوار وتحديداً تطبيق العدالة الانتقالية, التي شملت الصراعات السياسية منذ عام 1962 , ومن ضمنها قضية اغتيال الرئيس الشهيد ابراهيم محمد الحمدي عام 1977 , وقادة الحركة الناصرية عام 1978 , وغيرها من القضايا التي كانت سيتم معالجتها عبر مخرجات الحوار الوطني ولكن للاسف لم يتم تنفيذ تلك المخرجات ولم تطبق العدالة الانتقالية ايضا، برغم هذا حاولنا رفع قضايا في المحاكم الدولية ومازالت المتابعات مستمرة.
-
اعدامات صورية تعسفية
< ماهي المعلومات التي قد حصلتم عليها عن والدكم والمناضلين في انتفاضة اكتوبر؟ << حصلنا على العديد من الروايات والحكايات ولكن للأسف غير موثوقة برغم تفاعلنا مع جميع المعلومات اتضح لنا بأنها غير مؤكدة. فالمعلومات أنه وبعد فشل الحركة في 15 اكتوبر 1978م, وما ترتب عن ذلك من اعدامات بحق واحد وعشرين من أبرز قيادتنا الحزبية المدنية والعسكرية على دفعتين، الاولى، الدفعة العسكرين, والذين تم اخضاعهم لمحاكمة عسكرية واصدارها حكم بتجريدهم من رتبهم العسكرية واعدامهم رمياً بالرصاص، وذلك في اللواء الأول مدرع (سابقاً) والفرقة الأولى مدرع (حالياً) في 27 اكتوبر عام 1978م, وشملت تسع من القيادات العسكريون وهم: (الرائد عبد الله صالح الرازقي أركان حرب قوات الوحدات المركزية، والرائد حسين عبد الله منصر قائد الكتيبة الأولى في اللواء السابع مدرع، والرائد مانع سعيد التام، والرائد قاسم منصر اسماعيل يعمل في القضاء العسكري، والرائد محسن أحمد فلاح قائد لواء الشرطة العسكرية، والرائد احمد مطهر مطير أركان حرب الكتيبة الأولى مدرع في اللواء السابع مدرع ، الملازم أول عبد الواسع الأشعري مدرس في الكلية الحربية، والنقيب مهيوب العرفي قائد اللواء الثالث بقوات الوحدات المركزية، والنقيب عبد العزيز رسام قائد لواء المدفعية في الوحدات العسكرية، والنقيب محمد مبخوت الفليحي يعمل في الشرطة العسكرية). والدفعة الثانية المدنيون، تم محاكمتهم صورياً في محكمة أمن الدولة العليا برئاسة القاضي غالب عبدالله راجح، وأصدرت حكم الإعدام بحقهم في5 نوفمبر 1978م، حيث شملت كل القيادة التنفيذية العليا من المدنيين تقريباً عدا واحد فقط، بمن فيهم عيسي محمد سيف الامين العام وسالم محمد السقاف الامين العام المساعد وعبدالسلام مقبل المسؤول السياسي ومحمد أحمد إبراهيم المسؤول الثقافي وغيرهم من اعضاء القيادة, إضافة الى عدد من الكوادر الحزبية في مستويات تنظيمية مختلفة، وهم: (عبد الكريم المحويتي، على محمد السنباني، وعلي صالح الردفاني، وأحمد سيف حميد، وحسين عبد الباري الأديمي، ومحمد محسن الحجاجي، وناصر محمد اليافعي)، بالإضافة إلى الحكم المؤبد على “مثنى سالم ثابت”، وهروب مجموعة من منفذي الحركة الناصرية أثناء حملات الاعتقالات وهم: (نصار علي حسين، وعبدالله سلام الحكيمي، وعبداللطيف علي الشرجبي، وهاشم علي عابد، وعبدالغني ثابت محمد، وعلي محمد الحبيشي، وعلي عبدربه القاضي) لكن مازالت المعلومات للاسف غير موثوقة وغير واضحة.
-
مصير مجهول
< هل لديك مطالب غير الكشف عن مصير والدك؟ << اعتقد الكشف عن مصير القائد الشهيد عيسى محمد سيف , ومعرفة مكان دفن جثمانه يعتبر اهم مطلب لنا كأسرة, وأيضاً هذا مطلب جميع أسر الشهداء الناصريين الاخرين, فالكشف عن مكان جثامينهم ونقلهم ودفنهم في اماكن تليق بهم اكراما لهم يعتبر أهم مطلب. فالشهداء الناصريون منفذو حركة 15 اكتوبر 1978 وضعوا أرواحهم على أكفهم، وانطلقوا للوفاء بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم أن يسقطوا المؤامرة، وأن يعيدوا الحق إلى نصابة وارتضوا الإقدام على التضحية مهما كانت باهظة،.. واوفوا .. وما أعظم وفاءهم.. وعلى هذا فهم يستحقون التكريم ودفنهم بشكل لائق لمكانتهم ولما قدموه من تضحيات من أجل إعادة تصحيح مسار ثورة 26 سبتمبر عام 1962م الخالدة الذي انحرف على مساره بقياده النظام الغاشم، والعمل من أجل استكمال تحقيق الاهداف الستة الخالدة لثورة شعبنا التي قامت من أجلها وناضلت في سبيلها وقطعت شوطاً على طريقها حركة 13 يونيو 1974م التصحيحية ومواصلة النضال الثوري من أجل انجاز مهمات التحرر السياسي والتقدم الاجتماعي .. وغيره، وصولاً إلى خلق دولة جمهورية عصرية مدنية، وبناء مجتمع ديمقراطي تعاوني تزول فيه الفروق الطبقية. ورترتقي بمستوى الجماهير اليمنية ثقافياً وسياسياً واجتماعياً.
-
سلطة مستبدة
< هل ابلغتم من السلطات بموعد ؟الاعدام ومايؤكد وقوع الاعدام من السلطة وقتها؟ وحضور الاعدام؟ << لا.. للأسف لم يتم ابلاغنا من السلطات آنذاك بموعد الاعدام , وليس لدينا اي معلومات تؤكد وقوع الاعدامات من عدمه , ولم يحضر أحد من أسر الشهداء الإعدامات , ولم يتم تسليم جثامينهم حتى هذه اللحظة وهذا ما كان يعزز لدى جميع أسر الشهداء بأنهم مازالوا أحياء نظراً لعدم تأكيدهم ولم يتم ابلاغهم بوقوع الاعدامات خاصةً ان السلطة في ذلك الوقت لم تسلم جثامينهم , ولم تكشف عن أماكن دفن جثامينهم في حالة وقوع الاعدامات.. ومازالت أسرهم تؤمن بوجودهم حتى هذه اللحظة.
-
أماكن دفنهم مجهولة
< ماهي الروايات التى وصلتكم عن اعدام المناضل عيسى محمد سيف ورفاقه ومكان الاعدام ومكان الدفن؟ << كما قلت تم اعدامهم على مجموعتين مجموعة العسكريين ووفقاً لما تم نشره بشكل رسمي في صحيفة “الثورة “ في عددها الصادر بتاريخ 27 اكتوبر 1978م العدد (3496) بانه تم محاكمة مجموعة العسكريين أما محكمة عسكرية , وأصدرت حكماً بتجريد كل منفذي الحركة من رتبهم واعدامهم رميا بالرصاص ولم تشر الى مكان دفنهم ولم يتم تسليم جثامينهم الطاهرة لأسرهم حتى هذه اللحظة لا تعرف اسرهم باماكن دفنهم لكن المعلومات تؤكد بأنه تم تنفيذ حكم الاعدام بحقهم في اللواء الأول مدرع “الفرقة الأولى مدرع حاليا, وقد حضر الصريع علي عبدالله صالح لحظة الاعدام وقد تم دفنهم هناك. اما المعلومات الخاصة بمجموعة المدنيين فهي متعددة. فهناك من يؤكد بأنه تم قتلهم ودفنهم احياء في حفرة واحدة بجوار كلية الطيران العاصمة تحديداً في المكان الذي يقع فيه منزل الرئيس هادي، وبعضهم يؤكد بأنه تم دفنهم في منطقة الروضة بداخل مدرسة الشرطة العسكرية , والبعض يطرح دفنهم في مقبرة خزيمة. وقد اعلن نظام صالح بشكل رسمي في صحيفة “ الثورة “ ما بعد 2011 بانه تم اعدامهم ودفنهم في مقبرة خزيمة لكن لا يوجد اي تأكيد او معلومات موثوقة تؤكد مكان جثامينهم وهل بالفعل تم تنفيذ حكم الاعدامات بحقهم او لا.
-
مذكرات لم تكتمل
< هل هناك كتاب او توثيق يخلد ذكرى والدكم؟
نعم … توجد العديد من الاصدارات التوثيقية لحركة 15 أكتوبر. واهم ما نشر هو كتاب بعنوان “حركة 15 أكتوبر – الحدث والرجال، مطبوعات الوحدوي/ التنظيم الوحدوي الناصري/ جبهة 13 يونيو للقوى الشعبية اليمنية في أكتوبر 1987، وايضا توجد بعض الحوارات والمقابلات التوثيقية للحركة لبعض من عناصر تلك المرحلة أو كان جزء منها ولكنها ليست مكتملة ولا تتطرق لكافة لكل مضامين الحركة الناصرية وخطواتها وصولاً لنتائج فشلها.
وقد استطعنا طوال السبع السنوات الماضية تجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات التي تخص الشهيد عيسى محمد سيف ورفاقه والتي تستعرض حياتهم ونشأتهم منذ الولادة وحتى تنفيذ الحركة الناصرية واعدامهم وقد تم نشرها عدة مرات في شبكات التواصل الاجتماعي للتعريف بهم وبما قدموه من تضحيات جسام من أجل المشروع الوطني الذي حلم بتحقيقه الشهيدين ابراهيم الحمدي وعيسى محمد سيف ورفاقهم.
أيضاً يمكن القول أنه مازال توثيق مراحل تنفيذ حركة ١٥ اكتوبر في غياهب مذكرات من شاركوا وعاصروا ذلك الحدث الثوري الذي يتناول مرحلة مهمة من مراحل التنظيم الناصري ونضاله الوطني.. وهنا فإننا نؤكد على ضرورة تقديم الحقائق المجردة مهما كانت لهذه الحركة الثورية والتي تعتبر أول فعل ثوري سلمي باليمن..!
-
المسيرة ماضية
< كيف يتم اعادة الاعتبار لابيكم وهل وثقتم شهادات من كانوا في المحكمة والسجن مع ابيكم؟ << إن أولئك الشهداء الذين شاهدهم شعبنا اليمني على شاشة الاذاعة المرئية , وهم صامدون وصابرون ورؤوسهم مرفوعة إلى السماء، بالرغم من أساليب التعذيب الوحشية التي لاقوها إلى حد أن البعض منهم كان قد كسروا أرجله بطبقات الرصاص أثناء التحقيق وآخر كسروا أضلاعه وآخرون قلعوا اظافرهم وغيرها من أساليب التعذيب غير الإنسانية, وبالرغم من تلك الاساليب التي تمت على أيدي رجال المخابرات السعوديين كان الابطال صامدين .. وكانوا أوفياء حقاً للمبادئ الوحدوية الناصرية التي ارتضوها عقيدة سياسية، وبقوا أوفياء للتربة اليمنية. نعم أنهم أولئك الأبطال الذين صفقوا للموت! وضربوا مثلاً رائعاً في البطولة والفداء.. هكذا واجهوا الموت بكل شجاعة ورجولة قلما نجد أبطالاً في التاريخ مثل أولئك الأبطال، شهداء حركة التغيير في 15 أكتوبر 1978 الوحدوية الناصرية. لقد مات الشهيد عيسى محمد سيف وبقية زملائه الـ 20 شهيداً, وكان لهم شرف الشهادة في سبيل الوطن والأمة والمبادئ والقيم والاخلاقيات التي مثلوها. فهي لم تمت فقد حملها زملاؤهم وشعبهم وأمتهم، وتوارثها جيلاً بعد جيل، وستمضي المسيرة قدماً رغم التضحيات إلى ان تتحقق أهداف الحرية والاشتراكية والوحدة .. وستظل تلك التضحيات راسخةً وقادرةً لقيادة جماهير شعبنا اليمني لتحقيق أهدافها العادلة، وتبقى هنالك حقيقة ثابتة وهي: أن الحرية لا تعطى هبة للشعوب، لكن الشعوب تصنعها بدمائها .. وتقاس الحرية بمدى ما تقدمه الشعوب من تضحيات جسيمة.. وأقل ما يمكن تقديمه لهم هو الكشف عن مصير جثامينهم ودفنهم بشكل يليق بهم اكراما لما قدموه من تضحيات، واعتبارهم شهداء للوطن، وتعويضهم عما لحق بهم وبأسرهم من تهميش واقصاء حتى هذه اللحظة. أيضا فتح هذا الملف وكشف أسراره, والكشف عن مصير شهداء الحركة الناصرية - أما ما يخص هل تم توثيق شهادات من كانوا بالمحكمة والسجن مع الشهيد عيسى محمد سيف ورفاقه.. للاسف ما هو موجود من توثيق لا يوضح بشكل كامل. فهناك اجزاء من تسجيلات صوتية للمحاكمة لكنها ليست مكتملة ولم نستطع الحصول على الأشرطة الفليمية التي تم بثها تلفزيونياً والتي ستوضح الكثير من الاحداث باعتبارها توثيقاً مهماً وذلك بسبب سيطرة الخوف على من لديهم مثل هذا التوثيق.
-
حدث ثوري بارز
< هل بالامكان إعاده تفاصيل احداث 15 اكتوبر ووصول الي اعتقال ابيكم؟ << لا يخفى على الجميع بأن احداث الفعل الثوري الذي نفذته الطلائع الثورية والوحدوية وقواته المسلحة في اليمن وتحديداً في ١٥ اكتوبر ١٩٧٨ مثل حدثاً وطنياً بارزاً .. وفعلاً ثورياً خالداً في ضمير جماهير شعبنا اليمني .. والوطن العربي .. وفي وجدان الاجيال الفتية المتعاقبة. فحركة ١٥ اكتوبر الناصرية كانت أول حدث أو فعل ثوري يهدف للتغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي .. تقوده قيادات ناصرية في الوطن العربي – اليمن - بعد رحيل القائد جمال عبد الناصر. فعملية التوثيق وإعادة تفاصيل أحداث الحركة صعب جداً لن تستطيع أسر الشهداء تجميع كل المعلومات بدون اتخاذ هذه الخطوة المهمة من التنظيم الناصري، حيث وأن المعلومات تؤكد بأنه مازال هناك وثائق بحوزة أشخاص , ومازالوا محتفظين بها , ولن يتم الحصول عليها إلا بقرار من التنظيم وتشكيل لجنة تقوم بتجميع كافة الوثائق , والبدء في توثيق تلك المرحلة المهمة.
-
وثائق في غياهب الجب
< ماهي الاسباب التى ادت الى فشل الحركة 15 اكتوبر؟ << مازالت الاسباب والمعالم لفشل الحركة غير واضحة بالشكل المطلوب ولكن ممكن أن أقول بأنه وبالرغم من الامكانيات والتجهيزات البسيطة لتنفيذ الحركة إلا أنه كانت الخطوات والاعمال الخاصة بالتمهيد للقيام بالحركة تمت على افضل وجه وكذا الخطة التنفيذية العامة كلها تمت في ظل اقصى درجات التكتم والسرية والتمويه برغم النطاق الواسع للحركة ولكن الخلل الاكبر كان في مجال التنفيذ الميداني للمهام والادوار ليس كلها جميعا وانما في بعض منها، فبعض القادة إما لم يحسنوا ويتقنوا تنفيذ مهامهم ومسؤولياتهم , أو أنهم لم يقوموا بتنفيذها بأنفسهم أصلا وأوكلوها الى زملائهم دون ان يحيطوا غرفة العمليات علماً بذلك، وهناك من كان يرسل بلاغات لغرفة العمليات غير حقيقية ومضللة عن سير وتنفيذ أدوارهم ومهامهم في حين كانوا قد انسحبوا من الميدان وبدأوا بالهروب. وبعض القادة وبرغم قيامهم بتنفيذ كل المهام والادوار والمسؤوليات المناطة بهم بشكل ناجح وكامل، إلا ان تنفيذهم لها تم في ظل تعامل حسن النية وبالغ المثالية الى حد غير معقول ولا مقبول، فهم بعد سيطرتهم على المواقع المكلفين بها تعاملوا مع ضباطها وجنودها سواء منهم اطقم دبابات ومدرعات أو مدفعية أو مشاة باسلوب عاطفي أخوي وأكدوا لهم انهم جميعاً موقوفون احتياطياً أو نقلهم الى اماكن أو مواقع أخرى خارج معسكراتهم ومواقعهم السابقة، ولهذا فما ان بدأ التحرك المضاد، برغم ان بدايته لم تكن قوية أو واسعة، حتى سيطر أولئك الضباط والجنود على مواقعهم واسلحتهم من جديد وانضموا الى التحرك المضاد عند بدايته مما اعطاه المزيد من القوة والاندفاع. كما كانت الخطة التنفيذية العامة تقضي بأنه فور السيطرة على مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة وغرفة العمليات والاتصالات فيها، ان يقوم احد كبار قادة الحركة بمهمة فتح شبكة الاتصالات مع كافة وحدات وتشكيلات الجيش المرابطة في كافة المناطق والمحافظات على امتداد البلاد، وابلاغها بقيام الحركة الانقلابية ويزودها بالبيان رقم «1»، ويصدر لها الاوامر العسكرية اللازمة، غير ان شيئا من هذا لم يحدث بسبب عدم مجيء ذلك الاخ المكلف بالمهمة لاداء مهمته، وهو ما اثر تأثيراً سلبياً خطيراً على قدرة الحركة على الصمود والاستمرار اذ بقي التحرك محصوراً او مقصوراً داخل اطار العاصمة وحدها. وعلى هذا فإنه مازالت أسباب فشل الحركة تحتاج الى تحليل أكثر مسنود بالوثائق التي مازالت في غياهب الجب لم يتم اظهارها والتي ستوضح الكثير من علامات الاستفهام وتجيب على الكثير من الأسئلة.