تباين بمواقف حكومات الغرب من السعودية مؤشراته “حربها باليمن مستمرة”
صنعاء – المساء برس| أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي إن باريس تمارس ضغوطاً مع الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي في اليمن ينهي الحرب.
وقالت بارلي في حديث صحفي لإذعة (BFMTV) الفرنسية أمس الثلاثاء إن حرب اليمن لا مخرج لها وأن الوقت قد حان “لكي تنتهي هذه الحرب”، معلنة أن فرنسا تمارس ضغوطاً بالتعاون مع الأمم المتحدة لكي يتم التوصل إلى حل سياسي في اليمن “كون الحل العسكري لن يؤدي إلى أي مكان”، حسب وصفها.
وتأتي تصريحات الوزيرة الفرنسية بالتزامن مع تصريحات القيادة الأمريكية الأخيرة بأن واشنطن ستستمر في دعم السعودية في حربها على الحوثيين في اليمن، رغم الضغوط الداخلية الأمريكية إعلامياً وسياسياً عبر أعضاء الكونجرس الأمريكي وكبريات الصحف على الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب والمطالبة بوقف دعم السعودية وعدم الاشتراك في الحرب ضد اليمن بسبب ما ارتكب من جرائم ضد المدنيين بينهم الأطفال والنساء.
وهناك تباين في المواقف الدولية الرسمية تجاه استمرار دعم السعودية في حربها ضد اليمن، ففي الوقت الذي أعلنت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وقف مبيعات الأسلحة للسعودية حتى تقدم تحقيقاً شفافاً في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، ذهب الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون إلى انتقاد ميركل لمطالبتها الاتحاد الأوروبي وقف بيع السلاح للرياض على خلفية مقتل خاشقجي واستمرار انتهاكاتها في اليمن ضد المدنيين، وقال ماكرون إن قرار وقف بيع الأسلحة للرياض لا يجب أن يتعلق بمقتل خاشقجي بل بما يحدث في اليمن، لكنه لم يقرر وقف صفقات السلاح مع السعودية، وهو ما يراه مراقبون حقوقيون أنه استخفاف فرنسي بالدم اليمني.
ومع استمرار أزمة السعودية وحليفتها واشنطن بشأن مقتل خاشقجي وما أحدثته الأزمة من ضغط دولي قوي على السعودية وواشنطن لوقف ما يحدث في اليمن، وهو ما كان متوقعاً حدوثه، يأتي الموقف الأمريكي الأخير ليعلن استمرار إدارة ترامب دعم السعودية في الحرب على اليمن ووقوفها إلى جانب حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي حتى إعادة للحكم، في الوقت الذي بات هادي نفسه مقيماً في إحدى ولايات أمريكا هو وعائلته فيما يبدو أنها إقامة بلا عودة.
تباين المواقف الدولية يراه مراقبون أنه ينبئ بأن الحرب في اليمن لن تنتهي قريباً، أو إنها قد تنتهي إذا قبل الحوثيون وحلفاءهم بالتسوية التي طرحها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس السبت الماضي في مؤتمر حوار المنامة الأمني والذي ألمح إلى تقسيم اليمن إقليمياً ومنح مواطني كل إقليم حكماً ذاتياً بما في ذلك الحوثيين مع اشتراطه نزع السلاح الثقيل من كل اليمن بما في ذلك الصواريخ وكذا نزع السلاح من الحدود والاكتفاء بالشرطة فقط، وهو طرح رد عليه الحوثيون بالكشف عن دخولهم مرحلة تصنيع الصواريخ الباليستية الذكية في إشارة إلى أن ما طرحه “ماتيس” والذي من المتوقع أن تسعى واشنطن لترويجه ومحاولة طرحه في المفاوضات اليمنية المقبلة، من المستحيل أن تقبل القوى الحاكمة في صنعاء وعلى رأسها جماعة أنصار الله.
واستناداً إلى ما سبق، يبدو أن الحرب لا زالت مستمرة وأن المفاوضات التي يرتب لانعقادها المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث في نوفمبر المقبل بين الأطراف اليمنية في جنيف أو فيينا لن تفضي إلى حل لوقف الحرب، أو على الأقل سيحاول غريفيث الوصول إلى حل فيما يتعلق بالاقتصاد اليمني وتحييده، حيث تستخدمه السعودية ورقة حرب ضد جماعة أنصار الله وحلفائهم بهدف الضغط على حكومة صنعاء والمجلس السياسي، على الرغم من أن الرياض تستهدف بهذه الورقة الشعب اليمني بالكامل.