بخصوص “غاز شبوة” الكشف عن تحركات إماراتية خطيرة
شبوة – المساء برس| تشهد مناطق حقول الغاز والبترول الواقعة بين مأرب وشبوة جنوب اليمن والمناطق القبلية في جردان وبيحان وعسيلان في شبوة حراكاً إماراتياً كبيراً هذه الأيام، حيث تقوم أبوظبي بتوزيع كميات كبيرة من الأموال على مشائخ قبليين لشراء ولاءاتهم وكسبهم لصفها.
وكشف تقرير لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، عن “وصول حقائب من الأموال الإماراتية إلى عدن تم توزيعها عبر قيادات من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي في جردان وبيحان وعسيلان، توازياً مع إعادة تفعيل سياسة احتواء القبائل الساكنة في المناطق الواقعة بين محافظتي شبوة ومأرب من خلال فتح أبواب التجنيد للمئات من أبنائها في إطار قوات النخبة الشبوانية”.
وحسب مصدر محلي رفيع في شبوة تحدث لـ”المساء برس” فإن أبوظبي تسعى منذ فترة إلى السيطرة على منابع الغاز الطبيعي في شبوة، مضيفاً: “تفعل أي شيء يمكنها من توسع سيطرتها على ميناء تصدير الغاز في بلحاف، رغم إدراكها أن الموقف الشعبي لا يزال رافضاً لأي سيطرة إماراتية على شبوة وثرواتها النفطية والغازية ومنافذها الاستراتيجية البحرية”.
وأكد المصدر أن الصراع الذي تخوضه الإمارات حالياً يتمحور حول استبعاد الشركات العاملة في مجال تنقيب واستخراج الغاز والشركات المساعدة المحلية التي تتبع شخصيات نافذة في حزب الإصلاح وحكومة الشرعية وعلى رأسهم الجنرال علي محسن الأحمر، واستبدال هذه الشركات بشركات أخرى تابعة للإمارات.
وبالعودة إلى تقرير “الأخبار” اللبنانية، يكشف التقرير عن مخطط إماراتي لإثارة الفوضى في مديريات النفط والغاز في شبوة بهدف استدراج القوات العسكرية التابعة لـ”الشرعية” والمكلفة بحماية المنشئات النفطية والغازية هناك للاصطدام ببعض هذه القبائل لإعطاء مبرر لإخراجها من شبوة واستبدالها بالنخبة، رغم أن هذه القوات – أي قوات الشرعية – أصبحت قليلة وسبق للإمارات نشر قواتها في مناطق حساسة في بلحاف ومناطق أخرى.
وحسب التقرير اللبناني الذي رصده “المساء برس” فإنه وبالتزامن مع أحداث مساء الإثنين الماضي، حيث انتشرت قوات النخبة في منطقة حرشفان بعسيلان وقامت بنصب نقاط تفتيش واستحدثت معسكراً ودعت أبناء المديرية للالتحاق به، بالتزامن مع ذلك اندلعت بشكل مفاجئ مواجهات بين قوات تابعة للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي وعشرات المعتصمين من أبناء شبوة في منطقتي العقلة والظاهر بمديرية جردان، ويضيف التقرير: “اندلعت المواجهات عقب قيام عشرات الشبان، الذين يُعتقد بوقوف الإمارات وراء تنظيمهم بالاعتصام بالقرب من خط أنبوب الغاز في الظاهر تحت ذريعة المطالبة بتجنيد 300 شاب من أبناء المنطقة، واحتجاز عدد من الناقلات التابعة لشركة الحثيلي المقرّبة من الجنرال علي محسن الأحمر، والتي تتولّى مهمة نقل النفط الخام من حقل العقلة النفطي إلى أنبوب عياذ”.
المعتصمون الذين تبين أنهم يمتلكون أسلحة متوسطة وخفيفة اشتبكوا مع قوات هادي المكلفة بحماية حقل العقلة والتي حاولت تحرير الناقلات النفطية المحتجزة لدى المعتصمين، وقد أدت الاشتباكات إلى إحراق طقم عسكري وأسر جميع أفراده.
قوات هادي اعتبرت ما حدث بأنه “محاولة إماراتية لتفجير الأوضاع بالقرب من حقول النفط، وإعاقة الإنتاج في شركة (OMV) النمساوية”، وقامت بتعزيز قواتها لتحرير الجنود المحتجزين في الوقت الذي تدخلت فيه وساطة قبلية قضت بتسليم الطقم الذي لم يكن قد احترق كلياً وتسليم الأفراد المحتجزين والإفراج عن ناقلات النفط المحتجزة.
مديريات عرما ودهر والطلح، شهدت هي الأخرى حراكاً مشابهاً بما حدث في العقلة حيث “نُظّمت اعتصامات مماثلة بدعوى مطالبة الشركة النمساوية بمنح السكان المحليين مزيداً من الوظائف فيها، ونقل النفط بقاطرات المواطنين بدلاً من الاستعانة بشركة الحثيلي”.
وعن مصادر قبلية موالية لهادي والإصلاح، يقول التقرير إن ما حدث هي محاولة لإيجاد ذريعة جديدة “تتيح لقوات النخبة الشبوانية التوسع شمالاً في المحافظة والسيطرة على حقول العقلة وعياذ وجنة هنت النفطية ومنع تصدير النفط الخام منها”.