الخازوق التركي ومنشار المراهق
وما يسطرون – هاشم يحيى الدرة – المساء برس| من أعان ظالما أغراه الله به هذه خلاصة ما حدث للتركي الأصل السعودي الجنسية جمال خاشقجي، وأنا هنا لا أتشفى بمقتله بقدر ما تأكد لي يوما بعد الآخر أن النظام السعودي يكتب سطور نهايته بعد أن كتب فصولها بعدوانه على بلادي اليمن، كان مقتل خاشقجي بمثابة الخازوق الشهير الذي كان يستخدمه السلاطين لمعاقبة المعارضين والمجرمين في مختلف البلدان والأزمنة، واشتهر به الأتراك في مصر أكثر من غيرهم. الخازوق اليوم يتم إحياؤه مرة أخرة بمعاقبة النظام السعودي به مع تطور التقنية، ولكنها ما زالت تؤلم المعاقب بالتدريج وتترك نفس الأثر عليه.
فخازوقجي في بدايته اخترق مؤخرة السعودية في الثاني من أكتوبر الجاري ولهذا أحدث ذلك الألم الكبير الذي تعالت بسببه أصوات آل سعود حتى سمع بها من لا يعرفها، وتفاعلت معه كل وسائل الإعلام في العالم، وشيئا فشيئا استطاعت المملكة أن تتأقلم مع الخازوق مع تأقلم الجسم وهدوء الانفعال، لتبلغ مرحلة عدم الإحساس أو الإغماء حيث أن “الخازوقجي” يندفع ببطء مخترقا بقية الجسد صعودا، ومع المهدئات الأمريكية قوية الأثر والابتزاز التركي لمصلحته ومصلحة أقرانه، ظن الجسد السعودي أنه أصبح في مأمن من الخازوق التركي بفضل المهدئ الأمريكي، ولن يكتشف أنه خازوق، إلا عندما يصل الخازوق إلى أعلى الرأس معلنا نهاية الألم للنظام السعودي.
وبغض النظر عن تفاصيل القضية الخازوقجية وملابساتها فإن ما يثير الدهشة أن الخازوق الذي وتده النظام التركي صنعه المراهق محمد ابن سلمان واعتنى بطريقة صنعه بنفسه وعلى مقاس “…..” وبشكل يوضح مدى حمق هذا “البزر” كما يقول الحجازيون، والعنجهية والتكبر الذي يحيط به.
نعم هي جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولكن خاشقجي وملايين الأشخاص من طينته لا يساوون نعل طفل قتله النفاق العالمي بالسلاح الأمريكي بيد المعتوه المراهق ابن سلمان في اليمن، ولهذا فمقتل خاشقجي على يد صانعيه كان بالنسبة للكثيرين تأكيدا للمثل (آخرة المحنش للحنش) حيث وأن يده تلطخت بدماء الأبرياء في اليمن وغيرها طيلة مراحل تجميله للنظام السعودي، ولولا اختلاف أسياده لظل عاكفا لهم يسجد لهم ويسبح بحمدهم بكرة وأصيلا.
هي جريمة باعتبار الطريقة التي قتل بها، ولكنها هبة من الله كشفت وهن العالم الذي نعيش فيه، والحقارة التي ظهر بها من حاول أن يبرر جريمة “البزر” وتعاطي الساسة والإعلاميين ورجال الدين مع هذه الجريمة، كل هؤلاء انكشف عنهم الغطاء وظهرت حقيقتهم، وتعلقهم بالمال مقابل التضحية بالقيم والإنسانية، التي طالما تغنوا بالحديث عنها .. ورغم أن مقتل خاشقجي لم يكن له أي فائدة، إلا أنه سلط الضوء على الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي في اليمن، الأمر الذي لم يكن ليحدث لولا مراهقة المجرم وانتهازية النسور والمتربصين بثروة بلاده.
رأي الكاتب يعبر عن موقفه ولا يعبر عن وجهة نظر “المساء برس”