مقرب من محسن الأحمر: هادي خرج نهائياً وتسريبات الحوثيين صحيحة
الرياض – المساء برس| بشكل مفاجئ غادر الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي العاصمة السعودية الرياض متجهاً إلى إحدى ولايات أمريكا، لكن هذه المرة لم يخرج هادي وحده حيث أخرج معه عائلته، وهو ما يشير إلى أن الرجل ربما قد انتهى دوره.
في هذا السياق ورغم أن الحديث الرسمي لـ”الشرعية” عن مغادرة هادي وعائلته للرياض وسفره لأمريكا جاءت لغرض العلاج إلا أن مصدراً سياسياً رفيعاً مقرباً من نائب هادي، اللواء علي محسن الأحمر، كشف عن وجود مؤشرات قوية تؤكد أن خروج الرئيس هادي من السعودية هذه المرة هو خروج نهائي من المشهد السياسي برمته.
المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، أكد في تصريح لـ”المساء برس” إن التصريحات التي أدلى بها “نائب وزير خارجية حكومة الحوثيين حسين العزي بشأن وضع حكومة الشرعية أمام المجتمع الدولي، صحيحة”.
كان العزي قد نشر في تغريدة مطلع الأسبوع الجاري أن جهات دولية أبلغت سلطات صنعاء بأنها ستوقف التعامل مع سلطة الشرعية بعد أن أصبح وضعها القانوني غير سلم وبعد أن أصبحت غير ممثلة لمصالح الشعب اليمني.
وقال المصدر في “الشرعية” إن حديثاً يدور في أروقة النخب السياسية اليمنية المتواجدة في الرياض عن موقف المجتمع الدولي من “الشرعية” والتي، حسب المصدر، “لم تعد تحظى بقبول دولي واسع وباتت شبه منتهية”، مشيراً إلى أن دول الرياض وأبوظبي ورغم ما تواجهه الرياض من أزمة سياسية بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي إلا أنها لم تغفل الوضع السياسي لحكومة “الشرعية” وقيادتها المتواجدة في السعودية والتي “بات التمسك بها يؤثر على الرياض نفسها”، وهو ما دفعها إلى إحداث تغيير إداري في الشرعية يستعيد عافيتها ومكانتها أمام المجتمع الدولي الذي بات يائساً من هادي ومسؤوليه.
وأكد المصدر المقرب من محسن الأحمر إن الرياض تحركت بشكل سريع لترتيب أوراق “الشرعية” من جديد عبر إقالة رئيس الحكومة السابق احمد عبيد بن دغر وتعيين المهندس معين عبدالملك بدلاً عنه، مضيفاً: “وهو مقرب جداً من السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر”.
وأشار المصدر إلى أن “الرياض رأت في معين عبدالملك شخصية مقبولة لها وللولايات المتحدة الأمريكية كون الرجل تربطه علاقات جيدة مع السفارة الأمريكية منذ سنوات”، وهو ما قد يسهّل دفع الرياض بمعين عبدالملك لأن يكون الرجل الأول في “الشرعية اليمنية”، وأيضاً “تمهيداً لخلافة الرئسي هادي”، الذي بات يشكل عبئاً سياسياً وحقوقياً على السعودية التي تريد إغلاق ملف حقوق الإنسان والانتهاكات في اليمن والذي يدين الرياض وأبوظبي تحديداً بارتكاب جرائم ضد المدنيين.
كما أكد المصدر لـ”المساء برس” إن خروج هادي من السعودية هذه المرة “يبدو أنه فعلاً خروج نهائي بلا عودة وخروج من المشهد السياسي أيضاً لكن من دون إعلان حتى لا تفقد الرياض شرعية تدخلها العسكري في اليمن”، حسب ما أفاد المصدر نقلاً عن تسريبات من مسؤولين يمنيين بالسعودية، لافتاً إلى أن خروج هادي مع عائلته أتى ليؤكد الشكوك حول رغبة التحالف إنهاء دوره في”السلطة الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً”.
وأشار المصدر إلى أن الشأن اليمني لم يعد بيد أي مسؤول يمني في السعودية وأن المتحكم الفعلي بالقرارات والتوجيهات هو مركز القيادة المشتركة لدول التحالف والسفير السعودي آل جابر والذي “سيستفيد كثيراً من صديقه معين عبدالملك في تسهيل العديد من التعقيدات التي واجهت السعودية في اليمن خلال العامين الماضيين”.
مغادرة هادي وعائلته المفاجئة جاءت بعد ساعة واحدة من انتهاء انعقاد اجتماع لسفراء الدول الرباعية المشاركة في حرب اليمن، وهو الاجتماع الذي عُقد، حسب وكالة الأناضول التركية، بطلب من المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، ووفقاً لمصادر في صنعاء، أضافت “هو اجتماع متعلق بالشأن الاقتصادي اليمني والترتيبات لإنهاء الحرب على اليمن”.
ما يؤكد المعلومات التي كشفها المصدر المقرب من محسن الأحمر، بشأن قرار إقالة بن دغر وتعيين عبدالملك خلفاً له قرار سعودي، هو ما نقله موقع “الخبر اليمني” عن مسؤول حكومي يمني، لم يسمه، والذي قال إن “قرار الرئيس عبدربه منصور هادي المفاجئ بإقالة رئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر وإحالته للتحقيق فرض عليه من قبل السلطات الملكية السعودية ولم يكن باختيار منه”.
ونقل الموقع عن مصدره إن قرار إقالة بن دغر وصل مكتوباً إلى مقر إقامة هادي وأتبعه اتصال هاتفي من السفير محمد آل جابر أبلغ هادي من خلاله أن القرار “صدر حسب أوامر ملكية صارمة”.