بعد بيان مهدي المشاط بساعات.. السعودية ترد على تهديدات ترامب
الرياض – المساء برس| يبدو أن المملكة السعودية أخذت تصريحات القيادة السياسية بصنعاء بشأن تهديدات وابتزازات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض ومطالبتها بدفع الأموال لواشنطن لقاء حماية الأخيرة للمملكة وأمرائها، يبدو أنها أخذت تلك التصريحات على محمل الجد.
فبعد ساعات من إلقاء رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، خطابه المتلفز بمناسبة الذكرى الـ55 لثورة 14 أكتوبر والذي أعلن فيه استعداد اليمن الوقوف إلى جانب المملكة السعودية والقتال مع السعوديين للدفاع عن الحرمين الشريفين إذا قررت قيادة المملكة الانتصار لكرامتها وكرامة الشعب السعودي وحفظ ملياراتها لشعبها، أمام إهانات ترامب، ردت السعودية على لسان “مصدر مسؤول”، على تلك التهديدات الأمريكية والتي بلغت مطالبة الرياض بتخصيص 30 من إنتاجها النفطي للولايات المتحدة لمدة 20 عاماً دون أي مقابل أو قيد أو شرط، حسب تسريبات تداولتها وسائل إعلام أمريكية.
السعودية في ردها على ترامب والذي تم نشره في وكالة الأنباء السعودية “واس” أكدت “رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواءً عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة”، مشيرة إلى أن “مآل هذه المساعي الواهنة كسابقاتها هو الزوال، وستظل المملكة حكومة وشعباً ثابتة عزيزة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط”.
الرياض أكدت – على لسان المصدر المسؤول – إنها “إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر وأن لاقتصاد المملكة دور مؤثر وحيوي في الاقتصاد العالمي، وأن اقتصاد المملكة لا يتأثر إلا بتأثر الاقتصاد العالمي”.
وما يؤكد أيضاً أن السعودية اطمأنت لموقف صنعاء والحوثيين وعلى إثر ذلك أصدرت رداً على تهديدات ترامب، هو ما كتبه المدير العام لقناة “العربية” التابعة للحكومة السعودية، تركي الدخيل ونشرته القناة على موقعها الرسمي والذي تحدث فيه عن “معلومات تدور في أروقة اتخاذ القرار السعودي للرد على العقوبات المنتظرة”، ومن هذه الردود حسب “الدخيل”: إمكانية تصالح السعودية مع إيران، وتحول حماس وحزب الله من عدوين إلى صديقين، بالإضافة إلى استبدال بيع النفط السعودي باليوان الصيني بدلاً من الدولار الأمريكي، واحتمال رفع سعر البرميل إلى 100 أو 200 دولار بدلاً من 80 دولاراً للبرميل الواحد والتي يطالب ترامب بتخفيضها.
وأشار الدخيل إلى أن السعودية من ضمن إجراءاتها في حال تعرضت لعقوبات اقتصادية غربية، ما سبق وقاله الرئيس ترامب بنفسه، وهي توجه الرياض نحو روسيا والصين كبديلين جاهزين لتلبية احتياجات الرياض العسكرية، غير مستبعد أن تتجه الرياض للسماح لروسيا بإنشاء قاعدة عسكرية في تبوك شمال غرب المملكة، واصفاً تلك المنطقة بأنها “المنطقة الساخنة لمربع سوريا وإسرائيل ولبنان والعراق”.
الرد السعودي وهو الأول من نوعه على عجرفة واشنطن، لم يرق للولايات المتحدة والتي فيما يبدو أنها تدخلت مباشرة في توجيه أول ضربة اقتصادية للسعودية تمثلت بخسارة الرياض اليوم الأحد 50 مليار دولار وهبوط مؤشر البورصة السعودية بنسبة 7% لأول مرة منذ عدة سنوات، هذا الانهيار الذي حدث بشكل مفاجئ اليوم الأحد تسبب بخسارة السعودية كل ما كسبته خلال العام الجاري في يوم واحد.
وتأكيداً على إشعار السعودية لواشنطن بإمكانية تقاربها مع خصومها في المنطقة ومن ذلك إنهاء حربها في اليمن ضد الحوثيين، رصد “المساء برس” التغطية الإعلامية لقناة “العربية الحدث” لخطاب هادي مساء أمس، حيث لوحظ تركيز القناة على حديث الرجل في جزئية الجنوب فقط ولم تتطرق القناة لما قاله هادي عن أنصار الله “الحوثيين”، وقد تعمدت القناة السعودية إعادة خطاب هادي في جزئيته الخاصة بالجنوب فقط أكثر من عشرين مرة منذ صباح اليوم في مقابل تجاهلها لبث جزئية الخطاب المتعلق بالحوثيين، وهو ما يشير إلى أمرين الأول: هو جس نبض لإمكانية إنهاء الحرب في اليمن والتصالح مع صنعاء وكسبها إلى صف السعودية تجاه واشنطن، والثاني: يؤكد وجود رفض سعودي كبير لما تسعى الإمارات تحقيقه جنوب اليمن، ما يعني أن الرياض تشعر أنها ستخرج خاسرة في كل شيء من هذه الحرب بينما ستجني المكاسب أبوظبي وحدها في ظل التهديدات الأخيرة الأمريكية للسعودية وإرغامها على دفع الأموال لقاء الحماية.