هادي يحتفل بـ14 اكتوبر من الرياض ويقول لخصومه باليمن “نحن هنا أين أنتم؟”
الرياض – المساء برس| أصبحت إيران شماعة كل من يفشل عسكرياً في اليمن، حيث فشل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من العودة إلى أي محافظة تمت السيطرة عليها من قبل قوات التحالف كما فشل في القضاء على الجماعات المسلحة التي أنشأتها ومولتها وتديرها حالياً الإمارات في المحافظات الجنوبية، كما فشل مسبقاً في تحقيق أي تقدم عسكري حقيقي على الأرض ضد قوات حكومة صنعاء.
وأمام هذا الفشل سواءً في صنعاء أو عدن لم يكن أمام هادي سوى العودة إلى شماعة إيران واستخدام ذريعة الدعم الإيراني للمتمردين ضد شرعيته وشرعية حكومته المنفية خارج اليمن والتي تخضع قيادتها بما فيها هو نفسه لما يشبه الإقامة الجبرية داخل السعودية.
يتهم هادي هذه المرة المتمردين ضده في الجنوب والذين تدعمهم الإمارات باسم “المجلس الانتقالي الجنوبي” بأنهم مسنودين ومدعومين من إيران، وقال زاعماً إن قيادات جنوبية تمتلك حسابات في بيروت وميزانيات معتمدة من إيران.
وبما أن إيران هي الشماعة التي تُعلق عليها الذرائع وتُلصق بها تهمة دعم خصوم كل من لديه أطماع توسعية في اليمن من دول الإقليم والعالم، فهي بالتالي ستكون شماعة التحالف للقضاء على خصومه اليمنيين المعارضين لمشاريع أبوظبي والرياض داخل اليمن.
فالجنوبيون الذين اشترت الإمارات ولاءاتهم وجندتهم لشرعنة ما تفعله جنوب اليمن ممثلين بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” يقول هادي عنهم إنهم مدعومين من إيران ويريدون الانقلاب على شرعيته جنوب اليمن، في الوقت ذاته تتهم الرياض وأبوظبي الشيخ علي سالم الحريزي زعيم قبائل المهرة وأحد أبرز المعارضين للمجلس الانتقالي الجنوبي وحلفاء الإمارات جنوب اليمن، تتهمه دول التحالف بأنه يتلقى دعماً من إيران، ذلك لأنه يعارض مشاريع التحالف في اليمن، وهذا التحالف هو ذاته الذي يدعم جماعات جنوبية ضد هادي وحكومته، وهي الجماعات التي اتهمها هادي نفسه بأنها تتلقى دعماً من إيران.
وبعد ما يقارب الـ4 أعوام من الحرب على اليمن، يقول هادي من مقر إقامته شبه الجبري في العاصمة السعودية الرياض، في خطابه بمناسبة الذكرى الـ55 لثورة 14 أكتوبر التي اندلعت جنوب اليمن، ضد المستعمر البريطاني، يقول لخصومه داخل اليمن المسيطرين على الأرض: “نحن هنا أين أنتم؟” قالها هادي بالإنجليزية نهاية خطابه موجهاً بها لجماعة أنصار الله “الحوثيين”، وهو ما يثير السخرية والاستهزاء والتساؤل في وقت واحد.. إذ كيف لمن لا يملك القرار في أن يعود إلى بلاده ليحكم منها رغم اعترافه بسيطرته على ثلاثة أرباع مساحتها أن يخاطب خصومه متفاخراً “نحن هنا أين أنتم؟”، ومن البديهي أن يجيب أي مواطن يمني على عبارة هادي بالقول: أنت في الرياض وهم يحكمون البلاد في صنعاء، أنت خاضع للإقامة الجبرية ولو بشكل غير معلن، وهم يتحركون من محافظة إلى أخرى بكل حرية، أنت لا تستطيع إصدار قرار واحد دون أخذ الإذن من الرياض وحتى إن حدث ذلك فإن لم تكن أبوظبي موافقة على هذا القرار فلن يكون له أي قيمة، أنت لم تتمكن من إقامة احتفال واحد بذكرى ثورة 14 اكتوبر داخل المحافظات التي تزعم سيطرتك عليها، وهم يحتفلون بهذه المناسبة بالعروض العسكرية والحشود وفي كل المحافظات التي يحكمونها وعلى رأسها العاصمة صنعاء.