سلاح الشرعية الدولية وطاعون أمريكا
وما يسطرون – نضال العياش* – المساء برس| قبل سنوات كانت عمليات (صليل الصوارم ) الداعشية بأجزائها الخمس تملأ اليوتيوب والفيس بكو مشاهداتها بالملايين وبلا قطع أو مونتاج وهكذا تم التمكين للإرهاب بحيث ان حضوره الدامي في الشارع والتلفزيون والانترنت جعل منه نجماً يوميا بلا منازع.
هذا جزء من برنامج ادارة التوحش الذي أسّسه الأميركان في ذلك الوقت وكان له الدور الأبرز في الظهور السريع لداعش واعلان خلافتها وتمددها لتشمل 38 ولاية في العراق والشام ومصر والمغرب العربي وغيرها.
كان هذا البرنامج في ولاية اوباما (الصامتة ) وكان ظهور داعش وارهابها مادة استثمارية مهمة تمهيداً لوصول ترامب (عهد الأتاوات المباشرة) وكل مايلوح به ذلك الأشقر المجنون من تهديدات مرة لايران واخرى للسعودية يمكن ترجمتها بجملة ( داعش في يدي ودويلاتكم من ورق).
الارهاب الإسلامي المصنوع بطريقتين تمويل عقدي اسلامي وتعليب مخابراتي اميركي هو شركة حماية خاصة تابعة بطريقة التوجيه عن بعد لمطابخ المخابرات الأميركية.
الان انتفت الحاجة من الارهاب السني واغلقت المواقع الأميركية ابوابها بوجه اصداراته بعد أن أسهمت في نشر الرعب في كل العالم وبدأت السعودية بتبديل جلدها السلفي وتبني اجراءات جديدة لتغيير البنية الثقافية للمجتمع السعودي بتوجهات مدنية مع التشديد على ان هذا الإرخاء يجب ان يزامنه شدّ قوي باتجاه الموقف من ايران ومشروعها في المنطقة.
داعش اللقيط الذي تخلى عنه أبواه السعودي الأميركي.
اذن المشهد صار بحاجة لتفعيل عدو جديد لادامة زخم الصراع في المنطقة لضمان حركة المال والسلاح.
ان أهم سلاح وضعوه واستخدموه في خلخلة الدول والتلاعب بمقدرات الشعوب وهو (الشرعية الدولية) هذا المفهوم الذي ظهر بُعيد حرب الخليج الثانية 1991 وتم اعتماده في حصار العراق وضريه واسقاط نظامه 2003 وكذلك مع ليبيا وسوريا. كلما ازددنا تخلفاً وهمجية كلما منحناهم شرعية أكثر للتدخل والتلاعب بنا.
بنت اميركا سجونا في العراق وأشهرها (بوكا ) في البصرة وسجن المطار هي اقرب لمراكز تدريب للجماعات الارهابية فلا احكام ولاتُهم واضحة فقد كان السجين يودع لسنوات مع اطلاق يد الجماعات الجهادية التي شكلت دولة عميقة داخل تلك المستودعات البشرية لدرجة ان البيعة وادارة العلميات الارهابية تتم من هناك احيانا.
كما كانوا يوفرون للسجناء كتبا دينية تتحدث عن التوحيد والجهاد وغيرها من المفردات اللازمة للتعبئة العقدية وهكذا وجدنا من دخل سجون الأميركان وهو لايجيد الصلاة وخرج سلفياً جهاديا ومنهم من كان اول الملتحقين بصفوف التنظيمات الإجرامية.
واهم من يظن ان الأميركان يريدوننا مدنيين حضاريين ديمقراطيين فهذه المنجزات ان تحققت فستسلبهم شرعية التدخل والهيمنة والشعارات البرّاقة اللازمة لها.
لذلك لن يسمحوا لنا بأن نكون غير مانحن عليه من التردي غبر الدعم الباطن والظاهر لكل الأفكار والأشخاص الذين يضمنون تخلفنا وردّتنا الحضارية.
*كاتب سياسي وشاعر عراقي.
المصدر: من صفحة الكاتب على الفيس بوك