معلومات خطيرة جداً كشفها الناشط في الإصلاح مروان الغفوري
القاهرة – المساء برس| كشف الناشط السياسي المقرب جداً من حزب الإصلاح مروان الغفوري عن معلومات في غاية الخطورة عن تعامل السعودية والإمارات مع الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي وحكومته ومسؤوليه المتواجدين خارج اليمن.
وقال الغفوري في منشور على صفحته بالفيس بوك عنونه بـ”عن الحليف والأسير والعبد” ويقصد به هادي وحكومته، قال إنه – أي الغفوري – التقى خلال الأشهر القليلة الماضية في عدد من المدن الأوروبية المختلفة بعدد من كبار رجال مسؤولي الدولة التابعين لـ”الشرعية”، وكان يطرح عليهم عدد من الأسئلة وأن الإجابات حسب وصف الكاتب “ليست مأساوية وحسب بل يصعب تخيلها فضلاً عن تصديقها”.
وسرد الغفوري ما جرى من حديث بينه وبين أحد هؤلاء المسؤولين الذين التقاهم على فترات متباعدة في واحدة من مدن أوروبا، وقبل أن يبدأ الغفوري حديثه عن الحوار الذي دار بينه وبين المسؤول الرفيع، كشف معلومة خطيرة جداً تتعلق بوضع هادي حالياً، حيث قال إن الإمارات استخدمت السعودية لتجريد هادي من صلاحياته كرئيس دولة، وأنه تم إحضار هادي إلى “جهاز سيادي” في السعودية واحتجاز معاونيه خارج المكتب الذي دخله هادي وطُلب منه التوقيع على وثيقة، كانت الوثيقة، حسب الغفوري، “تنص علانية على نقل صلاحياته إلى نائبه”، مضيفاً إن هادي ظل داخل الغرفة لمدة ساعتين وبعد أن خرج من المكتب وأثناء عودته إلى مقر إقامته أجاب معاونيه أنه طُلب منه التوقيع على وثيقة عادية ووقع عليها، وفي مساء ذات اليوم طلب هادي من معاونيه الاتصال بالجهاز السيادي الذي تم استدعاؤه إليه صباح اليوم ذاته للاستفسار عن طبيعة الوثيقة التي وقع عليها، مشيراً إلى أنه كان منفعلاً ومتوتراً “كما لو أنه أفاق للتو”، وأن معاوينه سألوه: ولكن كيف وقعت على ورقة لا تعلم محتواها؟ فأجابهم: ظننتها وثيقة عادية.
وقال الغفوري إن هادي حصل على نسخة من الوثيقة بعد أن تم التوقيع عليها من شخصين آخرين إلى جانب توقيعه هو، وهما توقيع الملك سلمان بن عبدالعزيز وتوقيع محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، مشيراً إلى أن هادي، ورغم توقيعه على الوثيقة التي نصت على نقل صلاحياته لنائبه، إلا أنه “استطاع مع الأيام تجاوز تلك الوثيقة بعناد وإصرار”، وأن الثمن كلفه كثيراً وتحديداً مع الإمارات.
واستمر الغفوري في الكتابة بعد ذلك عن اللقاء الذي جرى بينه وبين المسؤول الكبير في “الشرعية”، يعيد “المساء برس” نشر فحواها، بتصرف، وصياغة حوارية.
القول للغفوري: في واحد من أشهر هذا العام الجاري تلقيت اتصالاً من أحد رجال هادي الكبار، كان في زيارة قصيرة لواحدة من دول أوروبا. اتفقنا على اللقاء في واحدة من المدن. كنت أعاني من وعكة صحية حادة وكان اللقاء أشبه بجلسة إبر صينية. جاء الرجل بسيارة فخمة، مستأجرة، وعلى الفور بدأنا الحديث. كان بالنسبة لي كنزاً معلوماتياً هائلاً، بالنظر إلى مكانه. غير أن وضعي الصحي آنذاك شوش علي بعض الشيء. ذكرني بما كتبته عنه من قبل، فقلت له: “الكتابة ليست مسألة شخصية”.
المسؤول وهو يصرف نظره عن الغفوري: ما كتبته عني كان شخصياً، هذا هو الإحساس الذي وصلني.
المسؤول: نحن أسرى، هذه حرب عبثية يطلب منا أن نشترك فيها ونحن عبيد وأسرى.
الغفوري: هذا قول صادم.
المسؤول: هذه هي الحقيقة، هذه الحرب لن تنتهي، أصبحت الحرب مجرد عملية استثمارية، هناك فئة صغيرة مستفيدة على الجانبين اليمني والسعودي، ويهمها استمرار الحرب بتلك الطريقة.
الغفوري: ماذا تقصد بتلك الطريقة؟
المسؤول: حرب من المفترض أن تأخذ أسابيع قليلة طالت سنين، هذا نشاط تجاري وليست حرباً، لا يوجد أي نجاح حقيقي حتى الآن.
الغفوري: وماذا عن تحرير عدن وما حولها؟
المسؤول: أنت لا تعرف شيئاً عن حروب المدن، إنها أصعب الحروب على الإطلاق. توصلت الإمارات وصالح إلى اتفاق على الانسحاب من عدن وما حولها لذلك كانت المعركة خاطفة.
الغفوري: وما الذي عرضته الإمارات على صالح لكي يقبل مثل تلك الهزيمة؟
المسؤول: أن تقف قواتها عند الحدود الشطرية، أن تترك له تعز وما خلفها. ألا تلاحظ أن قواتها تركت الحوثيين على بعد رمية حجر منها وتوقفت عند الحدود الشطرية.
الغفوري: وأين كان الحوثيون من اتفاق كهذا؟
المسؤول: كانت عدن هي معركة صالح، كان الحوثيون قليلي العدد، وقد قاتلوا وانتهوا هناك.
الغفوري: لماذا تُركت تعز وحيدة؟
المسؤول: تعرف دبابة سوفيتيل؟ هل تصدق أننا رفعنا أكثر من أربعين طلباً إلى التحالف لاستهدافها ولم يتعاملوا مع كل طلباتنا، قس على ذلك باقي المعركة. سمعت شخصياً محمد بن زائد وهو يتحدث عن تعز بوصفها وكر الإرهاب والقاعدة والإخوان. أتذكر أني قلت له آنذاك هل تعلم أن تعز هي المدينة الوحيدة التي لا يوجد فيها أميون، فرد بعصبية: المعلومات التي لدينا أنها وكر للإرهاب ونحن لسنا مستعدين حالياً لتحرير مثل هذه المدن.
الغفوري: أليس لديكم غرفة عمليات مشتركة؟
المسؤول: لدينا مندوب في غرفة العمليات لا يهش ولا ينش، وأحياناً كان يعطي التحالف إحداثيات تتعلق بخصوماته هو مع أناس بعينهم.
الغفوري: لايمكن أن يكون مثل هذا الحديث صحيحا؟
المسؤول يجيب بثقة: كلامي صحيح.
الغفوري: هل تتحدثون إلى التحالف عن الحرب، رجل إلى رجل: ماذا أنجزتم، ومتى ستنتهون منها؟
المسؤول: قلت لك، نحن أسرى، أو سمنا عبيداً. لا حيلة لنا ولا احترام.
الغفوري: هل هو تحالف أم احتلال؟
المسؤول: اتفقنا على الحرب، لكنه صار احتلالاً.
الغفوري: هذا كلام خطير.
المسؤول يعلق: هذا كلام حقيقي للأسف.
الغفوري: أنت بهذا الحديث تتهم كل رجال الدولة، عسكريين ومدنيين، بمساعدة دول أجنبية على احتلال بلدهم، أي بالخيانة.
المسؤول وهو يهز رأسه: أتفهم مواقف بعضهم ونوايا البعض الآخر. في الأخير نحن بلا قرار ولا سيادة.
الغفوري: وماذا تعرف عن المعركة التي ستجري في الحديدة؟
المسؤول: لا أنا ولا الرئيس ولا غيرنا نعرف عنها شيئاً.
الغفوري: ما الذي يجري إذن؟
المسؤول: جيوش استعمارية تتحرك في البلاد كما تشاء.
الغفوري: منذ متى تشكلت لديك هذه القناعة؟
المسؤول يستدير نحو الغفوري وبيده كوب نسكافيه: هل سمعت عن مذبحة العبر؟
الغفوري: ما الذي حدث في العبر؟
المسؤول: فقدنا فيها ٨٥ من أفضل “قادة” الجيش، كانت الطليعة الأولى للجيش وكانت احترافية. قدمنا تصوراً شاملاً عن جيش وطني للتحالف، وكان الجيش في العبر هو نواة التأسيس. انتظرنا تعليقاً من التحالف حول المشروع المقدم، أرسلوا مندوبين عسكريين إلى العبر، التقوا القادة وعاينوا ما يجري هناك، وفجأة أغارت المقاتلات على الجيش. هاجمت أول الأمر مقر القيادة، كل المباني، وسقط القادة. ثم هاجمت المقاتلات مخازن الوقود كلها، وجاءت طلعة ثالثة وهاجمت مخازن الذخيرة المتواجدة على مسافات متباعدة.
الغفوري: لماذا؟
المسؤول: يريدون وضعاً مائعاً يسهل السيطرة عليه، ميليشيات بلا قادة عسكريين محترفين ولا تاريخ عسكري ولا ضباط مستقلين، أنظر إلى عدن وشبوة، يريدون مثل تلك الحالة.
الغفوري: ما هو الوضع الميداني للحوثيين حالياً؟
المسؤول: لا يزال قوياً، حصلوا مؤخراً على صواريخ مضادة للدروع موجهة بالليزر وأجهزة للقتال الليلي. في واحدة من المواجهات بالقرب من صرواح استطاعوا إعطاب ٢٥ مدرعة إماراتية خلال نصف نهار، وكانت صدمة للإماراتيين.
الغفوري: ومن أين يحصلون على السلاح؟
المسؤول: لديهم طرقهم، ولا تنس أن التحالف لم يدمر حتى الآن سوى جزء يسير من مخازن السلاح.
الغفوري: هل هذا معقول؟
المسؤول: اليمن جبال وتضاريس صعبة والحوثيون حصلوا على سلاح دولة.
الغفوري: ما الذي يجري في الجنوب؟
المسؤول: فوضى تصعد وتهبط بحسب حاجة صاحب الأمر والنهي، هي منطقة محتلة بمعنى الكلمة.
الغفوري: وأين رئيس الجمهورية مما يجري؟
المسؤول: الرئيس مختطف، كلنا أسرى، لا يريدون أنداداً، سيطردونك وستفقد كل شيء.
المسؤول بعد أن تذكر هاتفه وأخرجه من جيبه ووضعه داخل السيارة ثم عاد إلى مقعده، قال وهو مرتبك: يتجسسون علينا في كل مكان.
الغفوري: أرى رئيس الأركان العقيلي وهو يبذل جهداً كبيراً، ويبدو مقنعاً ومحترفاً، أليس كذلك؟
المسؤول بعد أن سكت قليلاً: على المستوى الشخصي هو رجل طيب، كما قلت لك هم لا يريدون جيشاً محترفاً. هناك قادة كبار لكنهم اختاروا العقيلي، رفعوه من قائد كتيبة إلى رئيس الأركان، هذه إهانة للجيش، العقيلي يقول لهم نعم ويقدم نفسه كجندي يعمل معهم لا كرجل يقود جيشاً مستقلاً، لهذا فهو رجل جيد بالنسبة لهم.
الغفوري: وما الذي يجري مع هاشم الأحمر؟ مرة يلبس البزة العسكرية ومرة يخلعها؟ مرة يقود منطقة عسكرية وفجأة يذهب للعيش كمغترب في السعودية.
المسؤول: الأحمر يريد جيشاً لنفسه وأسرته، سمعته في مرة يقول أمامي: هكذا نحن آل الأحمر، يعاني الآباء ثم يحكم الأبناء، هكذا دواليك على مر التاريخ. هو يتطلع كإبن للحكم طبقاً لهذه النظرية. خاض صراعاً مع رئيس الأركان السابق مما دفعه للتخلي عن الجيش، قلنا له لا يمكن أن نعيد الوضع السابق فغضب وترك الجيش. مؤخراً أعاده السعوديون، هم يبحثون عن أصحاب المشاريع الصغيرة والناس الذين بلا خبرة ولا استقلال ويقلدونهم الأمور.
الغفوري: هل صحيح أن الحوثيين دفنوا جثة صالح؟
المسؤول: دفنوه منذ فترة، الرئاسة والتحالف كما أسرته يعرفون هذا الأمر.
الغفوري: أين تضع صالح داخل هذه الجريمة التاريخية، وأين تضع الجائفي؟
المسؤول: للجائفي ظروفه، وهو في تقديري غير خائن.
الغفوري مقاطعاً: سيقول كل شخص تخلى عن مهمته: “لي ظروفي”.
المسؤول: لا أدري، دعها للتاريخ، أعرفه جيداً وأتفهم حساباته. أما صالح فلم تكن لعبته لوحده. أدركنا مبكراً إنها لعبة إقليمية وكنا نرى كيف تعمل دول الإقليم على دفع الحوثيين لخوض معركة اعتقدوا انها ستكون مدروسة. لم يكونوا يتوقعون أن الحوثي في النهاية سيذهب إلى إيران وليس إلى الرياض، وهذا ما أغضبهم. هم الآن ينتقمون من حليفهم الخائن ولا يعنيهم أمر الدولة اليمنية لا من قريب ولا من بعيد. قرارات هادي خاصة العسكرية ساعدت على اقتحام صنعاء.
الغفوري: حتى الآن نتحدث عن ظنون مفادها إن الإمارات والسعودية دفعتا الحوثي للهجوم على الدولة وتصفية الجمهورية، أنت من موقعك الهام تقول إنها ليست ظنوناً بل حقيقة.
المسؤول: هذه ليست ظنوناً، هذه حقائق وأخطاء كبيرة، سيعضون يد الندم على فعلها، هم الآن يعضون يد الندم.
الغفوري: ومتى ستنتهي هذه الحرب التي وصفتها بالعبثية؟
المسؤول: إذا امتلكنا استقلالنا كيمنيين وتعاملنا مع التحالف كأنداد وحلفاء لا كأسرى وعبيد.
واختتم الغفوري ما كتبه بنقطتين، الأولى أن المسؤول طلب منه عدم الإفصاح عن اسمه، والثانية قال فيها الغفوري إنه ليس بالضرورة أن تكون المعلومات التي حصل عليها من المسؤول الرفيع صحيحة وأنها قد تكون تصوره الخاص لما يحدث، مضيفاً إنه – أي الغفوري – لا يستطيع تأكيد أو نفي هذه المعلومات.