زعيم أنصار الله يكشف معلومات جديدة بخصوص مفاوضات جنيف
صنعاء – المساء برس| كشف زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي عن معلومات جديدة بخصوص محاولات المبعوث الأممي مارتن غريفيث لعقد مفاوضات سياسية بين أطراف النزاع في اليمن في العاصمة السويسرية جنيف.
وقال الحوثي في كلمة بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد إن “المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث فشل من جديد في الترتيب للقاء آخر لانعقاد مشاورات سياسية في جنيف”، مشيراً إلى أن “التحالف يرفض أي حلول سلمية منصفة وعادلة ويعمل على تقويض كل جهود السلام”، معتبراً إن “التنازلات التي قدمها الوفد الوطني المفاوض للمبعوث الدولي غريفيث بشأن الإشراف الأممي على ميناء الحديدة”، كانت “تنازلات مجحفة” وأنه رغم ذلك إلا أن التحالف “واجه كل الحلول المنصفة بالرفض ورفض التعاطي معها إطلاقاً ورد عليها بالمزيد من التحشيد والمزيد من الجرائم والسلاح والعنف وتضييق الخناق على الشعب اليمني”، مضيفاص إن “التحالف لا يريد سلاماً بل يريد استسلاماً”.
واتهم الحوثي الإمارات والسعودية باستغلال أوضاع المواطنين في المحافظات الجنوبية “لتحويلهم إلى أدوات للموت بثمن بخس لا يتجاوز ألف ريال سعودي”، مؤكداً إن “الإماراتيين يبقون في الخلف في عدن والمخا والأمريكي على مستوى أبعد وأبناء الجنوب يُزج بهم في المعركة ويُقصفون إذا تراجعوا من الميدان”.
ولفت زعيم أنصار الله إلى أن “دول التحالف التي تحاصر الشعب اليمني منذ ثلاث سنوات ونصف، وتسيطر على المنافذ البرية والبحرية والجوية في الجنوب، تسعى اليوم إلى احتلال الحديدة بهدف إلى تضييق خيارات العيش الكريم لأبناء الشعب اليمني”.
كما علق الحوثي على الإهانات التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً للسعودية وملكها سلمان بن عبدالعزيز، وقال إن “تلك الإهانات تؤكد أن الشعب اليمني الذي يقارع الطاغوت الأمريكي والإسرائيلي والنظام السعودي والإماراتي، هو في الطريق الصحيح، وكل من يحاول حرفنا عن المواجهة مع الطاغوت فهو يريدنا أن ننحرف إلى الذل (…) فطرنا الله على أن نكون أحراراً وأعزاءً وكرماء في هذه الحياة، ولا نقبل بأن يتحكم بنا أي طاغوت”.
وفيما يتعلق بـ”حملة رياح السلام”، وهي حملة تقودها السعودية عبر مؤسسة أجنبية تعاقدت معها الرياض أواخر العام 2017 تهدف لزعزعة الوضع الداخلي في مناطق سيطرة حكومة صنعاء ووقف تدفق المقاتلين التابعين لقوات حكومة الإنقاذ إلى الجبهات للقتال ضد التحالف، حذر الحوثي من الانجرار وراء الحملة، مؤكداً إن “التحالف يقف وراءها بهدف دعوة الناس إلى النفور من المواجهة وعدم الالتحاق بالجبهات تحت عنوان السلام”، لافتاً إن من يقف خلفها يدعو في نفس الوقت “للتحشيد باستمرار لقتال الشعب اليمني ويرفض كافة الحلول المنصفة”، مشيراً إلى أن السلام “لا يعني القعود في المنزل مكبل الأيادي في حين أن العدو يقتل أبناء شعبك”.
وخصص زعيم أنصار الله جزءاً كبيراً من كلمته للحديث عن الوضع الاقتصادي والارتفاعات السعرية التي تشهدها السلع الغذائية والتجارية، حيث اتهم “التحالف بالوقوق وراء تدهور القيمة الشرائية للعملة بشكل رئيسي، وقيام حكومة هادي بطباعة كميات كبيرة من العملة من دون غطاء، والقيام بسحب العملات الصعبة من السوق”، كما طالب الشعب اليمني والتجار إلى “الاتجاه نحو الاقتصاد المقاوم والإنتاج الزراعي والمشاريع المحلية والمنتجات التابعة لمبادرات فردية”.
وأشار الحوثي إلى أن تشجيع المنتج المحلي يقلل من الاحتياج للعملة الصعبة، مطالباً المجتمع بـ”الاقتصاد في استهلاك المنتجات النفطية”، داعياً إلى “الاهتمام بالجانب الإنساني وإعانة المعوزين كون معظم أبناء الشعب “أصبحوا يعانون بشكل شديد في الحصول على الغذاء”.
كما جدد زعيم أنصار الله دعوته التي أطلقها سابقاً بخصوص تحييد الاقتصاد اليمني عن الصراع.
وفي الوقت الذي حذر فيه الحوثي من محاولات جر الشارع اليمني في المحافظات الواقعة تحت سلطة حكومة الإنقاذ لتوجيه سخط الشارع ضد الحكومة، ذهب إلى تأييد الاحتجاجات الشعبية في المحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة لسيطرة التحالف، مؤكداً إن “الثورة في الجنوب هي فعل صحيح لأنها ثورة على من تسبب بالمشكلة الاقتصادية في كل اليمن”، مشيراً إلى أن “العملة منهارة في المحافظات المحتلة وهذا دليل على أن الذي يقف خلف الأزمة هو المعتدي وليس الذي في صنعاء”.
كما دعا إلى “ثورة جياع” على العدو الذي نقل البنك المركزي واحتل منابع الثروات النفطية ومنع حركة الموانئ والمطارات، وقال “علينا أن نثور ثورة الجياع إلى الجبهات وعلى العدو، لا أن نثور على أنفسنا كما يحاول العدو توجيه سخط الشارع في المناطق الشمالية”.