تطورات عسكرية خطيرة في المهرة بعد تعزيزات عسكرية سعودية بطوف شحر
المهرة – المساء برس| شهدت محافظة المهرة جنوب شرق اليمن تطوراً عسكرياً خطيراً قد يتصاعد إلى مواجهات مسلحة بين قبائل المهرة والقوات العسكرية السعودية المتواجدة في القاعدة العسكرية السعودية في منطقة “حات” و”طوف شحر” التي شرعت فيها السعودية بإنشاء علامات خرسانية لمد أنبوب نفطي من السعودية يمر عبر المهرة ويصل إلى البحر العربي.
-
“قوة عسكرية سعودية تتجه إلى طوف شحر”
وقالت مصادر قبلية في المهرة أن القوات العسكرية السعودية المتواجدة في القاعدة العسكرية داخل المهرة في منطقة “حات” أرسلت قوة عسكرية مكونة من مدرعتين وعدداً من الأطقم العسكرية إلى منطقة “طوف شحر” القريبة من منطقة “الخرخير” الحدودية مع المملكة والتي استولت عليها الأخيرة مؤخراً وحاولت إخراجها من نطاق الجغرافيا اليمنية.
-
“السعودية تتحرك عسكرياً بنفسها بعد رفض شيخ موالي لها مواجهة قبائل طوف شحر”
مصادر مقربة من زعيم قبائل المهرة الشيخ علي سالم الحريزي أكدت لـ”المساء برس” إن السعودية لجأت لاستخدام قواتها العسكرية المتواجدة في المهرة لمنع تحرك القبائل في “طوف شحر”، بعد أن رفض أحد المشائخ الموالين للتحالف أوامر سعودية مباشرة بتشكيل قوة عسكرية وقبلية من خارج المحافظة، كان قد شُرع بتشكيلها قبل فترة، وتوجيههم نحو “طوف شحر” للتصدي للقبائل الذين أوقفوا الفريق الهندسي السعودي ونزعوا العلامات الخرسانية.
وأضافت المصادر أن الشيخ القبلي الموالي للرياض رفض الأوامر السعودية نهائياً ورد عليها بالقول إنه لن يكون شريكاً في دفع أبناء وقبائل المهرة لقتال بعضهم البعض، مشيرة إلى أن الشيخ القبلي سارع بالاتصال بالشيخ الحريزي وإطلاعه على ما حدث.
-
“أنبوب نفطي ووقف أعمال فريق هندسي سعودي داخل المهرة”
وكانت السعودية قد شرعت في إنشاء علامات خرسانية تمهيداً لبدء الأعمال والحفريات والطريق اللازمة لمد أنبوب نفطي يصل أبار البترول جنوب شرق السعودية بمحافظة المهرة ويصل إلى البحر العربي وهو الأنبوب الذي تهدف من خلاله الرياض تصدير النفط السعودي عبر البحر العربي تجاوزاً للمرور بمضيق هرمز الواقع تحت السيادة الإيرانية.
قبائل المهرة وبعد إنشاء السعودية الخرسانات الإسمنتية، قامت بنزع تلك العلامات ومنعت الفريق الهندسي السعودي من مواصلة العمل في إنشاء الطريق وحفر ممر الأنبوب النفطي، وهو ما دفع بالسعودية إلى الإيعاز لحلفائها في المهرة لإصدار مذكرة اعتقال بحق الشيخ علي بن سالم الحريزي، والذي رد هو الآخر على مذكرة اعتقاله بالقول إنها لا تعنيه وإنه سيواصل مع قبائل المهرة الاحتجاج ومنع السعودية من الاستيلاء على منطقة الخرخير وتنفيذ مشاريعها “غير المشروعة” على الأراضي اليمنية.
-
“اصطفاف قبلي ومجتمعي ضد الاحتلال السعودي”
التوتر غير المسبوق الذي تشهده المهرة والذي عبر عنه المواطنون برفضهم للتواجد العسكري السعودي في المحافظة وما تلاه من إصدار السعودية مذكرة باعتقال الشيخ الحريزي دفع قبائل المهرة إلى الاصطفاف مع الحريزي وتأييده في مواقفه وتحركاته ضد السيطرة العسكرية السعودية في المهرة، وهو ما دفع بالزعيم القبلي الشيخ عبدالله آل عفرار – نجل آخر سلاطين المهرة ورئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى – بالظهور من جديد والعودة إلى الواجهة ليصطف هو الآخر مع الشيخ الحريزي، حيث عاد مؤخراً إلى مدينة المهرة ليعلن وقوفه إلى جانب المظاهرات المطالبة برحيل القوات السعودية وإيقاف سيطرتها على المواقع والمنشئات الحيوية والشريط الحدودي.
مصادر محلية في المهرة أفادت أن الشيخ آل عفرار عاد يوم أمس الإثنين إلى محافظة المهرة قادماً من سلطنة عمان، وأنه دخل المهرة عبر منفذ شحن الحدودي البري مع السلطنة.
-
“تكثيف التواجد العسكري السعودي واستحداث معسكرات تحت هذه الذرائع”
بدورها وفي مقابل التحرك الشعبي في المهرة شرعت السعودية في تكثيف تواجدها العسكري في المحافظة بشكل أكبر حيث قامت باستحداث معسكرات لقواتها في القرى والمدن المهرية تحت ذرائع حماية أعمال إعادة الإعمار ووقف التهريب وملاحقة المهربين وهي ذرائع استخدمتها السعودية للتبرير والشرعنة لتواجدها العسكري في محافظة المهرة التي لم تشهد أي تواجد لقوات حكومة صنعاء وأنصار الله وكانت بعيدة هي وحضرموت وسقطرى عن أي تمدد لأنصار الله في 2015.
كما خرجت قوات عسكرية سعودية من مطار الغيظة وهو المقر الذي تتخذه القوات السعودية مقراً لقيادتها العسكرية داخل المهرة، خرجت قوة عسكرية مكونة من 30 طقماً وعشرات الجنود ولم يعرف ما هي الجهة التي اتجهت إليها هذه القوة، كما قامت بسحب عشرات الجنود وعدد من المدرعات والأطقم العسكرية من معسكر نشطون – وهو معسكر استحدثته السعودية بالقرب من ميناء نشطون – وأرسلت تلك القوة إلى المطار.
-
“السعودية تغري أبناء المهرة بالمال لتجنيدهم وقتال بعضهم البعض”
وبالإضافة إلى ما تم إنشاؤه من معسكرات سعودية داخل المهرة شرعت الرياض أيضاً بإنشاء قوات عسكرية محلية موالية لها وخارج سيطرة “الشرعية”، حيث سبق أن أكد مصدر محلي في المحافظة أن القوات السعودية بدأت بإنشاء قوات عسكرية “مرتزقة” تتبعها رأساً ولا تخضع للقوات الحكومية.
وأضاف المصدر في حديث خاص لـ”المساء برس” أن القوات السعودية “تقوم بتجنيد الشباب من أبناء المهرة بعد إغرائهم بمرتبات مغرية وبالعملة السعودية تبلغ ما بين (2 – 4) آلاف ريال أي ما يعادل (320 – 650) ألف ريال يمني، بالتزامن مع تحركات كثيفة لإخراج القوات العسكرية التابعة للحكومة اليمنية المتواجدة من قبل والمنتشرة في المحافظة وتتبع المنطقة العسكرية.