موقع موالي للتحالف.. يفضح ما يحدث للجنوبيين في حدود المملكة
وكالات – المساء برس| لواء مكافحة الإرهاب – عدن، سبق أن كشفت مصادر لـ”المساء برس” عن قيام التحالف بتجنيد أبناء المحافظات الجنوبية من بينهم صغار السن تحت عنوان “المشاركة في المهام الأمنية في محافظة عدن” وبعد تسجيلهم في الكشوفات تم أخذهم إلى معسكرات جنوب السعودية بذريعة إخضاعهم لدورة تأهيلية وتدريبية عسكرية ومن ثم عودتهم إلى عدن وتوزيعهم على المناطق المختلفة لمباشرة مهامهم الأمنية، غير أن ما حدث هو وقوع المجندين الجنوبيين في فخ وخديعة القوات السعودية التي فرضت عليهم الانخراط للقتال في الجبهات الحدودية كدروع بشرية للقوات السعودية وحين رفض الجنوبيون المجندون مع السعودية الانخراط في القتال بالحدود تعرضوا للإهانة والضرب والسجن ومنعهم من العودة إلى اليمن وفي أوقات كثيرة يتم إجبارهم بالقوة للقتال في الحدود بعد تكديسهم في ناقلات الجند ونشرهم على الحدود دون تخطيط عسكري ودون دراية بطبيعة المناطق التي ينتشرون فيها وهو ما يوقعهم فريسة سهلة لنيران القوات المشتركة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء وأبناء القبائل المنتشرة على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة.
اليوم يؤكد ما يحدث لأبناء المحافظات الجنوبية في حدود المملكة أحد المواقع الإخبارية الموالية للتحالف والمحسوبة على حزب الإصلاح، “الموقع بوست” وتحت عنوان “لواء مكافحة الإرهاب اليمني.. وقود معركة في الحدود للدفاع عن المملكة” نشر تقريراً عما حدث لمنتسبي لواء كامل، هو لواء “مكافحة الإرهاب بعدن” والذي تم تشكيله بقرار من الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، على أن يتولى مهمة تأمين عدن بعد أن يتلقى تدريبات في السعودية.
الموقع الموالي للتحالف يؤكد هذه المرة وبشهادات ضباط وقيادات بارزة في هذا اللواء، ما سبق أن كشفه “المساء برس” في تقارير سابقة مطلع العام الجاري كيف أن التحالف يستخدم ابناء المحافظات الجنوبية كوقود رخيص الثمن لحربه في الجبهات الحدودية دفاعاً عن أراضيه بدماء يمنية، فعلى لسان العقيد حسين القطيبي، وهو أحد ضباط اللواء تبين أن عدد المنتسبين للواء 1532 وهم قوام من تم نقلهم عن طريق مطار جيزان إلى معسكر النازحين في منطقة بيشة، يقول العقيد القطيبي إنه “معسكر وسط الصحراء لا توجد فيه أبسط مقومات الحياة فضلاً عن التدريب”، مشيراً إلى أن قائد لواء القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب العميد عادل المصعبي أكد للأفراد والضباط قبل مغادرتهم عدن أن اللواء سينتقل إلى المملكة السعودية لغرض تلقي دورات تدريبية في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل الخبرات بين اليمن والسعودية.
وأضاف “بعد الوصول إلى السعودية عن طريق مطار جيزان تم نقلهم إلى معسكر النازحين في بيشة وهو معسكر وسط صحراء لا يوجد فيه أبسط مقومات التدريب، وهذا ما جعل أفراد اللواء يُطالبون العميد عادل المصعبي بترحيلهم، نظراً لما وجدوه من انعدام للجدية وإهمال، لكنه قام بتهدئتهم ووعدهم بأنه سيتم نقل منتسبي اللواء على دفعات إلى الرياض”.
ويضيف العميد القطيبي إنه وعلى الرغم من التأكيد لهم بأن الجانب السعودي متكفل بدعم اللواء من صرف للرواتب والتغذية والرعاية الصحية، إلا أنهم لم يجدوا أي اهتمام من السعودية وأن “الأمراض الجلدية المعدية انتشرت خلال فترة مكوث منتسبي اللواء في المعسكر الواقع بالصحراء وهو ما زاد من تذمر الأفراد، وبعد مرور خمسة أشهر على وصولنا لمعسكر النازحين، كشف قائد اللواء عن مهمة قتالية في شمال الشمال اليمني على الحدود السعودية اليمنية بمحافظة صعدة، وهو الأمر الذي دفعنا إلى إعلان رفضنا القاطع لتنفيذ تلك المهمة، كون الغرض من سفرنا لهناك هو للتدريب والتأهيل ليس إلا”.
وتابع “ظاهراً أبدى قائد اللواء استعداده لإعادتنا إلى عدن،لكن عمل على خلاف ما قاله فقد قام برفع تقرير للقيادة السعودية، اتهم من خلاله ضباط اللواء بالتحريض والتمرد والتخريب، واراتكاب جنايات ضد الحكومة الشرعية في الداخل اليمني.
وأشار العميد القطيبي إلى أنه تم ترحيل أكثر من 600 فرد من منتسبي اللواء وإعادتهم إلى عدن بعد خمسة أشهر قضوها في السعودية بين الإهمال المتعمد والابتزاز والضغط، أما الضباط فقد تم اعتقالهم عبر مكيدة وضعت بعناية، حيث استدعت قيادة اللواء الضباط وقالوا بأنه سيتم الترحيل لكن بعد مقابلة لجنة تحقيق في قيادة قوة جيزان وبعد الصعود إلى الباصات تم محاصرتنا بقوة عسكرية سعودية، أخذتنا إلى أحد السجون هناك، وذلك بتاريخ 23 ديسمبر من العام 2017.
وكشف العميد عن ممارسة السعوديين حرباً نفسية ضد الضباط المعتقلين، حيث “تم تركهم خلف القضبان دون التحقيق معهم” ويصف الموقع ما حدث للضباط بأنها “واقعة أولى من نوعها في تاريخ الجيش اليمني حيث يعتقل ضباط يمنيون عند دولة أجنبية وبوشاية من قائد اللواء الذي ينتسبون إليه”.
القطيبي تابع قائلاً إن منتسبي اللواء ضباط وأفراد قاموا بالإضراب عن الطعام غير أن تلك الخطوة لم تجد أي أصداء حيث لم يلتفت إليهم أحد من قيادة الشرعية وقوات هادي ولم يتصل بهم أحد.
ولفت إلى أنهم ظلوا محتجزين بالسعودية من نهاية مايو الماضي إلى 4 سبتمبر الجاري وقبلها كان لهم 5 أشهر داخل المعسكر السعودي في بيشة دون عناية غذائية وصحية، مضيفاً إن قرار الإفراج عنهم لم يأتي بعد تحركات من الشرعية وإنما بعد قرار عفو ملكي شملهم، في إشارة إلى أن السعودية تعاملت معهم وكأنهم تابعين لقواتها وليسوا تابعين لقوات دولة أخرى، وأكثر من ذلك يضيف العميد القطيبي إنه “كان من المفترض أن يُفرج عنهم في شهر رجب بناءً على أوامر الأمير فهد بن تركي قائد العمليات المشتركة بقوات التحالف، لكن تلك الأوامر أُخفيت من قبل قائد اللواء”.
وأكد القطيبي أن منتسبي اللواء قضوا “تسعة أشهر من الاعتقال التعسفي في سجون دولة أجنبية، لا لشيء سوى لرفضنا الدخول في مواجهات عسكرية لم نأتِ لأجلها”، ويؤكد أيضاً أن رواتب منتسبي اللواء لا تزال معلقة منذ تسعة أشهر حيث لم يستلموا أي راتب طوال فترة احتجازهم في معسكر بيشة من ديسمبر 2017 وحتى مطلع سبتمبر 2018.