ممنوع قبول أي طالب يمني أو سوري بالمدارس الحكومة السعودية
وكالات – المساء برس| لم يبقَ أمام المغترب اليمني إلا خيارين: إما أن يعود وينضم لجبهات القتال، أو يلتزم الصمت ويحرم أبناءه من التعليم.
بدأ العام الدراسي في المملكة العربية السعودية للطلاب السعوديين، لكنه لم يبدأ عند الطلاب اليمنيين الذين يحملون تأشيرة زائر أو زيارة عائلية، بسبب القرارات السعودية التي صدرت في بداية العام الجاري، وقضت بمنعهم من دخول المدارس الحكومية أو الأهلية.
جنى ورجاء هشام الأهدل، طفلتان منعتا من بدء العام الدراسي الجديد لمواصلة التعليم في إحدى مدارس مدينة جدة في السعودية . ولي أمر الطفلتين، هشام الأهدل، نشر صورة للطفلتين على مواقع التواصل الاجتماعي، وحيث بدا في ملامحهما الحزن والقهر، الأمر الذي دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتفاعل معهما.
وكتب هشام الأهدل على صفحته بموقع «فايسبوك»، أن المدرسة لم تقبل تعليم طفلتيه في أول يوم دراسي، مضيفاً «حسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. في أول يوم دراسي أرجع ابنتيّ من المدرسة. كسرتني دموعهما».
ودفع منشور الأهدل المغتربين اليمنيين لنشر قصص أطفالهم، حيث كتب عبدالله الشرفي على صفحته: «للعام الثاني على التوالي وأنا أبحث عن مدرسة لإبني أيمن، ولم يتم قبوله في المدارس الحكومية السعودية، بحجة أنه يحمل هوية زيارة عائلية. لا حول ولا قوة إلا بالله».
وتفاعل ناشطون يمنيون مع ما نشره الأهدل، واستنكروا عدم قبول أبناء اليمنيين الذين يحملون تأشيرات زيارة في المدارس الحكومية السعودية.
الناشط عدنان الراجحي كتب على صفحته بموقع «فايسبوك»: «السعودية لم تستقبل التلاميذ اليمنيين في المدارس الحكومية، وتحديداً الذين يملكون هوية زائر أو تأشيرة زيارة. البلاد تعيش حالة حرب وهم طرف فيها. مع ذلك، ما من مراعاة أو استثناءات لأي يمني».
وأضاف «هذا هو القبح بعينه أن تكون إلى جوار بلد تربطك به قواسم مشتركة متجذرة، ولا يعيرك أي اهتمام أو يشعر بالمسؤولية تجاهك احتراماً لتلك القواسم».
“قرار وزارة التربية والتعليم السعودية”
وزارة التربية والتعليم السعودية أصدرت في وقت سابق، تعميماً للمدارس الحكومية، بعدم قبول التلاميذ السوريين واليمنيين من الذين يحملون هوية زائر.
وعمدت المدارس السعودية الحكومية مع بداية العام الدراسي الجديد، إلى إرجاع التلاميذ اليمنيين المقيمين في البلاد بهوية زائر إلى منازلهم، سواء أكانوا من التلاميذ الجدد أو القدامى، مطالبة أهاليهم باستخراج إقامات نظامية أو الذهاب إلى المدارس الأهلية والخاصة.
وبدأت وزارة التربية والتعليم، منذ بداية العام الجاري، التعميم على إدارات المناطق التعليمية والمدارس الحكومية في كافة أنحاء المملكة، عدم قبول التلاميذ الذين لا يحملون هويات نظامية وإقامات دائمة وسارية الصلاحية.
واقتصر قرار وزارة التعليم السعودية، الذي صدر مطلع هذا العام، على جواز قبول التلاميذ الذين يحملون هوية زائر في المدارس الأهلية والخاصة على حسابهم الشخصي، الأمر الذي يراه السوريون واليمنيون غير ممكن؛ لأنهم لاجئون وليس لديهم مصادر دخل.
كما أنهم ممنوعون من العمل النظامي، وفي حال عملوا في الخفاء، فإنّ الظروف المادية الصعبة التي يعيشونها لن تمكنهم من تدريس أبنائهم في المدارس الخاصة، التي يبلغ رسومها ما بين 10 و20 ألف ريال سعودي في العام الواحد لكل طالب.
ويرى المغترب عبدالله صالح، أن حكومة المملكة ومن خلال صدور هذه القرارات في الآونة الأخيرة، تسعى لزرع العراقيل أمام المغترب اليمني والسوري الذي هرب من ويلات الحرب.
وقال صالح في حديث إلى «العربي»: «جاءت حكومة المملكة هذا العام الجاري، بحزمة كبيرة من القرارات التي تقيد المغترب وتبقيه في خيارين إما أن يعود وينضم لجبهات القتال، أو يلتزم الصمت ويحرم أبناءه من التعليم».
“تشديدات رسمية”
وشددت إدارة الاختبارات والقبول في الإدارة العامة للتعليم في محافظة جدة غرب البلاد، في كتاب بعثته إلى المدارس، على عدم قبول تسجيل التلميذات السوريات واليمنيات القادمات بهوية زائر أو تأشيرة زيارة حكومية في المدارس الحكومية، ويمكنهن الدراسة على حسابهن في المدارس الخاصة. الكتاب أرسل إلى مدارس الإناث من قبل إدارة شؤون تعليم البنات، ومثله من قبل إدارة تعليم الشبان إلى مدارس الصبية.
وكانت السلطات السعودية قد أصدرت قراراً في عام 2015، وافقت فيه على قبول جميع التلاميذ اليمنيين الذين يحملون تأشيرات زيارة بسبب الحرب في بلادهم، من دون التقيّد بنسبة 15 في المائة الخاصة بالمتعلمين الأجانب التي يتضمنها النظام التعليمي السعودي. لكنّ إلغاء العمل بهذا القرار بدءاً من عام 2018، كان صادماً للعائلات، في ظل ارتفاع تكاليف الإقامة ورفع الرسوم والضرائب وزيادة الأعباء المعيشية، بالإضافة إلى حظر العمل على الوافدين في أكثر من 19 وظيفة يعمل فيها اليمنيون غالباً.
المصدر: تقرير لهارون محمد – العربي