وراء زيارة الجنرال فوتيل لعدن.. واشنطن ستعيد تشكيل جيش الشرعية
عدن – المساء برس| بعد أيام من مغادرة الرئيس اليمني المنتهية ولايته للعاصمة السعودية الرياض واتجاهه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، فيما أشيع حينها أنه لتلقي العلاج، وصل إلى مدينة عدن قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل والتقى برئيس الأركان في القوات الشرعية اللواء طاهر العقيلي في قصر المعاشيق.
وأكدت مصادر مطلعة في عدن أن اللقاء جاء بهدف توجيه العقيلي إلى إعادة تشكيل القوات العسكرية اليمنية التابعة للشرعية تحت قيادة واحدة ودمج الوحدات العسكرية غير الخاضعة لسلطة الشرعية ضمن هيئة الأركان وإخضاعها مالياً لوزارة الدفاع فقط بما في ذلك من يستلمون بالريال السعودي من الجنوبيين المقاتلين مع الإمارات رأساً.
كما أكدت المصادر أيضاً أن ما حدث في اللقاء من الناحية الظاهرية هو التنسيق والتعاون العسكري بين اليمن وأمريكا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، غير أن المؤكد هو إبلاغ الأمريكيين عبر فوتيل للشرعية ممثلة برئيس الأركان بضرورة أن تلتزم رئاسة الأركان في قوات الشرعية بالتنسيق مع القوات الأمريكية في أي عمل عسكري في أي مكان بما في ذلك مكافحة الإرهاب وأي تحركات عسكرية ضد قوات صنعاء في أي مختلف الجبهات وخصوصاً جبهة الساحل الغربي.
ومنذ زيارة فوتيل إلى عدن تحول إعلام حزب الإصلاح الذي يعتبر اللواء العقيلي أحد أبرز المحسوبين عليه، من حيث التغطية الإعلامية لأحداث الساحل الغربي العسكرية، إذ لم يعد الحزب يهاجم ألوية العمالقة وقوات طارق صالح ويصفها بالقوات غير الشرعية وبدأ إعلام الإصلاح بتوصيف المسلحين الموالين للإمارات بـ”القوات الشرعية والمقاومة الشعبية”، الأمر الذي يؤكد أن زيارة فوتيل كان لها تأثيرها على تغيير مسار الصراع بين الإصلاح والإمارات وحلفائها الانفصاليين فيما يخص المحافظات الجنوبية والساحل الغربي.
وبالتزامن مع زيارة فوتيل عرقل التحالف انعقاد مفاوضات جنيف والتي تزامنت أيضاً مع التصعيد في الساحل الغربي ومحافظة الحديدة، وحسب المصادر في عدن فإن التصعيد في الحديدة أتى بضوء أخضر ودعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، وأن الأسطول الأمريكي الخامس المتواجد في البحر الأحمر والبحر العربي رفع من دوره في العمليات العسكرية ضد الساحل الغربي لليمن ولكن بشكل غير معلن، مضيفة إن زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى لرئيس أركان هادي كان بمثابة شرعنة أي تدخل عسكري أمريكي مباشر تحت عنوان “مكافحة النفوذ الإيراني ومحاربة الإرهاب”، وهو ما يضمن للولايات المتحدة بقاء قوات الشرعية تحت تصرف القيادة المركزية الأمريكية من ناحية وإبقاء واشنطن لهيمنتها العسكرية على منطقة القرن الأفريقي وباب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر من ناحية ثانية.
واليوم وفيما يؤكد أن زيارة القائد الأمريكي لعدن لم تكن عابرة، قامت قوة أمنية موالية للإمارات والتي يقودها يسران المقطري المتهم بالضلوع في ملفات الاغتيالات في المحافظات الجنوبية والعمليات الإرهابية، قامت بمداهمة مجموعة مسلحة في مديرية دار سعد في مدينة عدن.
وعثرت القوات التابعة للمقطري على عبوات ناسفة وألغام وصواعق، وحسب وسائل إعلام موالية للتحالف فإن الخلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات في عدن.
إلى ذلك لم يستبعد مراقبون أن تكون عملية مداهمة الخلية الإرهابية في عدن، مفبركة، وغرضها إظهار حلفاء الإمارات من الجنوبيين المجندين أنهم نشطون في مهام مكافحة الإرهاب لضمان بقائهم في مواقعهم بعد إعادة تشكيل الوحدات العسكرية في الشرعية والتنسيق العسكري والأمني مباشرة مع القوات الأمريكية.