الحوثي من اليمن: لن نستسلم لمن لا يملك قراره في أموره الشخصية
صنعاء – المساء برس| أكد زعيم جماعة أنصار الله إن السلطات في صنعاء جاهزة لكل ما من شأنه تحييد الاقتصاد والعملة الوطنية وأداء البنك المركزي نظراً لمراعاة مصلحة المواطن اليمني بشكل إيجابي، مؤكداً في الوقت ذاته أنهم لن يستسلموا “لمن لا يملكون قرار أنفسهم”.
وقال الحوثي في الكلمة التي ألقاها اليوم السبت حول آخر التطورات السياسية والعسكرية والاقتصادية، “نحن جاهزون لكل ما من شأنه تحييد الاقتصاد والعملة وأداء البنك المركزي بما يساعد على تحقيق نتيجة إيجابية لصالح المواطن اليمني”، داعياً إلى “تحييد الاقتصاد وبالذات ما يخص المواد الأساسية”.
ولفت الحوثي إلى الدور الأمريكي فيما يخص الحرب الاقتصادية على اليمن، كاشفاً عمّا هدد به السفير الأمريكي أمام وفد صنعاء في مفاوضات الكويت 2016 والذي هدد بأنه “إذا لم يقبل الوفد طلباتهم فإن العملة اليمنية ستقل قيمتها حتى لا تكون بقيمة الحبر الذي يكتب عليها”.
وتطرق زعيم أنصار الله إلى الوضع الذي تعيشه المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرة دول التحالف من الناحية الاقتصادية، وقال: “انظروا إلى الحالة الاقتصادية في المناطق المحتلة، وما يجري هناك شاهد على أن الخونة المتآمرين على البلد لا يبالون بالشعب اليمني في أي بقعة كان”، مضيفاً أن “المرتزقة لا شرعية لهم وهم أداة تعتمد عليها دول الخارج لتنفيذ أجنداتها السياسية”، مؤكداً في سياق حديثه أن “الشعب اليمني لن يستسلم ويسلم قراره ويخضع لمن لا يملك قراره في أموره الشخصية”.
وأشار زعيم أنصار الله إلى أن “الشرعية” تريد للمواطن اليمني أن يبيع نفسه كجندي مقاتل في وجه شعبه “أو كسياسي يوفر لهم غطاءً سياسياً أو كإعلامي يمثل لهم بوقاً إعلامياً”، واصفاً مسؤولي الشرعية بـ”الخونة” وأنهم “مكشوفون بأنهم سبب للأزمة الاقتصادية وعلى شعبنا أن يعي هذه الحقيقة”.
ودعا الحوثي وبشدة “الجهات الرسمية والتجار على ضرورة تعاون الجميع للحد من نتائج الحرب الاقتصادية”، وفي إشارة إلى وجود عدد من التجار العاملين لصالح دول التحالف قال الحوثي: “المشكلة أن بعض التجار أغبياء لا يفهمون بأنهم إذا ساروا بنفس نهج قوى العدوان فهم سيتضررون في نهاية المطاف”.
وفيما يخص الوضع العسكري وتصعيد التحالف الذي تزامن مع عرقلته مغادرة وفد صنعاء المفاوض إلى جنيف وإفشال المفاوضات قبل انطلاقها قال الحوثي إن التحالف يسعى إلى التصعيد العسكري في الساحل الغربي والجبهة الحدودية، مشيراً إلى أن هذا التصعيد يصاحبه ارتكاب جرائم ضد المدنيين والأطفال، وأن ارتكابه لهذه الجرائم يأتي بعد أن يفشل في تحقيق أي نتائج ملموسة على الأرض عسكرياً.
وأشار الحوثي إلى أنه وأمام هذا التصعيد وأمام ما يرتكبه التحالف من جرائم ضد الإنسانية، “يجب عدم الاستسلام لرغبات التحالف”، داعياً إلى التحشيد للجبهات من باب المسؤولية الدينية والمسؤولية الوطنية، وأضاف إن المسؤولية الوطنية تحتم على “جميع الشرفاء والغيورين على أرضهم وعرضهم وكرامتهم واستقلاليتهم وحريتهم” عدم الرضوخ والاستسلام و”اختيار المواجهة والتصدي لهذا العدوان الذي يريد أن يجعلنا عبيداً له”.
وفيما ذكّر زعيم أنصار الله بما يعانيه أبناء المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة التحالف، ذهب الحوثي إلى بالقول “نحن أمام خيارين إما الاستسلام للعدوان أو التصدي له والثمن الأفظع الذي ممكن ان ندفعه هو ثمن الاستسلام (…) ليس هناك شيء أغلى من أن نخسر حريتنا واستقلالنا ومستقبلنا كشعب يمني مستقل حر (…) الاستسلام سيدفعنا للتحول لعبيد لدى الأجنبي وستتحول ثرواتنا لمصالح لهم ونبقى نحن نعيش على الفتات (…) لو اخترنا الاستسلام فلن يبقى لنا حتى الإنسانية”.
وأكد الحوثي إلى أن “هناك شعوب بفطرتها الإنسانية صمدت في وجه الغزو الأجنبي وضحّت بأكثر مما ضحينا حتى الآن”، وأنه وبمقابل ذلك فإن الشعب اليمني “أَولى أن نصمد في وجه هذه التحديات من قبل تحالف العدوان على كل المستويات”.
وتطرق الحوثي إلى الحديث عن الأسلوب الجديد الذي اتخذته دول التحالف لمحاربة القوات اليمنية التابعة لسلطة صنعاء وأنصار الله واستهداف المجتمع اليمني لمحاولته خلخلته وزعزعته من الداخل، كاشفاً عن أن “هناك من يعمل تحت سياسات ممولة من دول تحالف العدوان تحت عنوان رياح السلام ومشاريع أخرى بهدف إضعاف الروح المعنوية لشعبنا وتضليله تجاه حقيقة هذا العدوان”، داعياً في الوقت ذاته “الأحرار والشرفاء في هذا الشعب العزيز أن يهبوا اليوم بعزم وتصميم وإصرار إلى الميدان بالثقة بالله والاعتماد عليه”، مجدداً التأكيد على أن “خيارنا هو الصمود والثبات والاستبسال والتصدي للعدوان في كل المجالات” وأن هذا الخيار هو “الخيار الصحيح بالفطرة الإنسانية وبمقتضى الهوية الإيمانية وبمقتضى المصلحة”.