أبوظبي تحشد سياسياً وعسكرياً لاستئناف التصعيد بالحديدة وصنعاء مستعدة
تقرير خاص – المساء برس| في الوقت الذي كان من المفترض فيه أن تشهد العاصمة السويسري جنيف اليوم الخميس انطلاق المشاورات السياسية بين الأطراف اليمنية المتصارعة برعاية أممية وبإشراف مباشر من المبعوث الخاص مارتن غريفيث، سعى التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات إلى عرقلة حضور الوفد المفاوض عن صنعاء (المؤتمر، أنصار الله وحلفائهم) بدون أي أسباب ويرفض التحالف السماح لطائرة عمانية كان من المفترض أن تقل الوفد المفاوض إلى جنيف بمعية عدد من الجرحى بالإضافة إلى ضمانات بعدم منع الوفد المفاوض من العودة إلى اليمن في حال انتهاء المفاوضات أو أي جولة من جولاتها المتوقعة وفق ما تم الاتفاق عليه بين المبعوث الأممي وأصحاب القرار في كل من الرياض وأبوظبي مسبقاً.
“التحالف يخطط لتحقيق شيء ما قبل المفاوضات”
مصادر سياسية في “أنصار الله” اعتبرت عرقلة التحالف لحضور الوفد المفاوض عن صنعاء، أمراً غير طبيعي ولا يوجد أي مبرر له سوى وجود نوايا مسبقة إما لإفشال المفاوضات وجهود الأمم المتحدة من بداياتها أو أن التحالف ينوي القيام بعمل ما قبل المفاوضات ولم يتمكن من تحقيقه حتى الحظة، مرجحة أن يكون الخيار الثاني هو الأكثر ترجيحاً وأن مؤشراته – رغم محاولة التحالف العمل بصمت – باتت معلومة لدى القيادة السياسية في صنعاء.
ولم توضح المصادر السياسية في أنصار الله عن طبيعة ما تنوي الإمارات والسعودية تنفيذه قبل بدء المفاوضات السياسية، إلا أنها أفادت أن ثمة تسريبات من المجلس السياسي الأعلى تتحدث عن احتمال قيام التحالف بتصعيد عسكري بالتزامن مع استمرار التصعيد الاقتصادي عبر الدفع بشكل أكبر نحو تهاوي قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
“أبوظبي تجند العاطلين بالجنوب وتغريهم بالأموال”
بالتزامن مع تصريحات المصادر في صنعاء، أكدت معلومات حصل عليها “المساء برس” من عدن جنوب اليمن، قيام حلفاء أبوظبي من الضباط العسكريين السلفيين بالتحشيد العسكري وتجنيد العشرات من العاطلين عن العمل – بينهم صغار السن – وتقييدهم في كشوفات تجنيد مع التحالف وإقناعهم بدفع مرتبات مغرية مقابل الانضمام للقتال في الساحل الغربي ضد قوات حكومة صنعاء والحوثيين.
المعلومات أكدت أيضاً أن عملية التحشيد العسكري ارتفعت بشكل كبير بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في المدن الجنوبية المنددة بالتحالف السعودي الإماراتي والمطالبة بطرده من اليمن وتردي الأوضاع الاقتصادية والتي يحمل المتظاهرون فيها المسؤولية لحكومة “الشرعية” الموالية للرياض.
“أبوظبي وراء عرقلة المفاوضات وهدفها الحديدة”
مصدر سياسي في حضرموت وعلى اتصال بدبلوماسيين يمنيين، أكد أن أبوظبي تتأهب لاستئناف التصعيد العسكري للسيطرة على محافظة الحديدة بالساحل الغربي لليمن، ورجح المصدر الذي تحدث لـ”المساء برس” مساء اليوم الخميس أن تكون أبوظبي هي من تمنع الرياض من إصدار تصريح بتحرك الطائرة العمانية التي ستقل الوفد الوطني المفاوض من صنعاء إلى جنيف، بهدف عرقلة بدء المفاوضات ريثما يتم الإعداد لهجمة عسكرية جديدة على الحديدة، في محاولة أخيرة فيما يبدو تسعى من خلالها أبوظبي ترجيح الكفة العسكرية لصالح التحالف قبل أو بمعية الدخول في مفاوضات بين حلفاء الرياض وأبوظبي ممثلين بـ”الشرعية” ووفد المجلس السياسي الحاكم في صنعاء ويمثله المؤتمر وأنصار الله وحلفائهم.
“أبوظبي تستدعي فجأة وزيراً بالشرعية”
في سياق متصل كشف مصدر خاص في حزب الإصلاح – الفئة المناوئة للإمارات – عن قيام أبوظبي “باستدعاء وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية الشرعية محمد عسكر”، وطلبت منه التصريح من العاصمة الإماراتية لوسائل إعلام دولية ضد الحوثيين “والحديث عن مدينة الحديدة وضرورة تحريرها من سيطرتهم وتكرار عبارة تهديدات المليشيات للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب”، والتركيز على إظهار الوضع القانوني للتدخل العسكري للإمارات بشكل مباشر في معركة الحديدة والساحل الغربي على أنه يأتي بعد طلب من الحكومة اليمنية أجاز هذا التدخل في سياق “مساندة دول التحالف العربي بقيادة السعودية للشرعية اليمنية ومواجهتها العسكرية للانقلاب واستعادة الشرعية”.
وأضاف المصدر في الإصلاح إن الإمارات تسعى حالياً إلى تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي من ناحية، ومن ناحية ثانية تسعى لتهيئة الأرضية أمام الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية – التي سبق وأن حذّرت من أي هجوم عسكري للتحالف على الحديدة – باحتمال استئناف التصعيد العسكري في الساحل الغربي والحديدة.
“مؤتمر صحفي لوزير بالشرعية في أبوظبي”
حسب ما نقلته وكالة “سبأ” نسخة الرياض، فقد عقد محمد عسكر وزير حقوق الإنسان بالشرعية مؤتمراً صحفياً مع السفير اليمني لدى الإمارات فهد المنهالي، وقال عسكر لوسائل إعلام إماراتية ودولية إن “الحكومة اليمنية اضطرت وبمساندة دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لاتخاذ قرار المواجهة العسكرية مع المليشيا الانقلابية لاستعادة مدينة وميناء الحديدة من تحت سيطرة المليشيا”، زاعماً أن حكومته سبق وأن “وافقت على المبادرات لإيقاف الحرب وإحلال السلام”، في إشارة إلى المبادرة التي تقدم بها المبعوث الأممي مارتن غريفيث عقب عيد الفطر الماضي والتي انتهت بفشله في إقناع الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي بالقبول بالحل الذي تقدمت به الأمم المتحدة بشأن وضع الميناء تحت إشراف الأمم المتحدة والإشراف على إيراداته مقابل وقف التصعيد العسكري للتحالف والشرعية على الحديدة، وهو ما رفضه هادي وصرّح بذلك لوسائل الإعلام.
“صنعاء أخذت احتياطاتها في الحديدة بالكامل”
بالنسبة للوضع العسكري للحوثيين في الحديدة، أكد مصدر عسكري في القيادة العسكرية العليا ورئاسة الأركان أن “الجيش اليمني والقيادة السياسية في الرئاسة على اطلاع كامل بما يسعى له تحالف العدوان بشأن الحديدة، وكل الإجراءات والاستعدادات العسكرية للجيش واللجان مكتملة ومستعدة لكافة الخيارات العسكرية سواءً في البر أو البحر”، وأكد المصدر الذي طلب إخفاء هويته، أن “تحالف العدوان لو كان بإمكانه تحقيق هدف عسكري في الساحل الغربي والحديدة لكان فعلها من قبل وسبق أن حشد لمعركة واحدة في إحدى المديريات الجنوبية للحديدة 12 لواءً بكامل عدتهم وعتادهم العسكري وبتغطية جوية مكثفة، ومع ذلك عادت تلك القوات من حيث أتت بعد أن تمت محاصرة بعضها وقتل المئات من أفرادها وضباطها”.
وأشار المصدر إلى أن محاولة التحالف اختراق أبناء الحديدة ومحاولة استمالتهم إلى صفة قد فشلت بالكامل وتم الإيقاف بشبكاته التي كان يعمل من خلالها داخل المدينة، مؤكداً بالقول: “يمكننا القول بكل ثقة أن أبناء الحديدة باتوا جيشاً متكاملاً في مواجهة العدوان ومرتزقته ومستعدون لأي تصعيد عسكري يشنه التحالف وننصح إخواننا في المحافظات الجنوبية أن لا ينخرطوا للقتال في صفوف الإماراتيين وأخذ العبرة ممن سبقهم ولا تزال ثلاجات الموتى المرتصة جوار مستشفيات المدن الجنوبية شاهداً حياً على نتائج مغامرات التحالف في الساحل الغربي”.