الحوبان في ظل سيطرة حكومة الحوثيين
المساء برس – متابعة خاصة| منذ سيطرة جماعة أنصار الله على منطقة الحوبان وحركة النزوح إلى هذه المنطقة مستمرة ومعها ازدهار عمراني وحركة اقتصادية متزايدة بشكل مستمر، والسبب في ذلك هو حالة الاستقرار التي اتسمت بها المنطقة بعد سيطرة الحوثيين عليها في 2015.
في تقرير للصحفي أنس القاضي نشرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ، ورصده “المساء برس” كشف التقرير أن معظم المكاتب الرسمية التابعة لمحافظة تعز انتقلت من قلب المدينة الخاضع حالياً لسيطرة الجماعات المسلحة الموالية لـ”الشرعية” إلى منطقة الحوبان الخاضعة لسيطرة الحوثيين، من هذه المكاتب مكتب التربية والصحة والأوقاف والرياضة بالإضافة إلى انتقال عدد من الجهات الحكومة كإدارة أمن مديرية التعزية، كما أن “حركة النزوح الداخلية، تمنع تسرب رؤوس الأموال اليمنية الى خارج البلد، وتعمل على جمع الأموال والأشغال والحياة في المناطق التي تشهد استقراراً في عملية نزوح اجتماعية اقتصادية طبيعية، أساسها نزوع الإنسان الى الإستقرار، وهذا سر ازدهار منطقة الحوبان في تعز، التي اصبحت مقصداً لكل المتضررين من الحرب، فالأمن والاستقرار الذي تميزت به منطقة الحوبان تفتقر إليه مناطق وسط المدينة التي اصبحت بيئة طاردة للحياة”.
ويكشف التقرير أن كبرى المحلات التجارية والمنشئات الاستثمارية المحلية التي كانت تتواجد وسط مدينة تعز انتقلت بأموالها وعمالها إلى مدينة الحوبان التي تحولت من مجرد مفترق للطرق الرئيسية إلى وسط المدينة وطريق عدن ومن شارع شبه خال من البنايات، إلى منطقة شهدت نهضة عمرانية هائلة واستوعبت النازحين القادمين من وسط المدينة الخاضعة لسيطرة مسلحي “الشرعية”، ويضيف التقرير: “من يمشي في شارع الحوبان يجد لافتات المحال التجارية التي كان يشاهدها وسط المدنية سواء التي كانت في شارع المغتربين او شارع جمال و26 سبتمبر والحوض، وأسماء المطاعم ذاتها والبوفيات ومحلات الذهب والملابس وغيرها، وكأن المكان تبدل أو انتقل كما نُقل عرش بلقيس!”.
ويقول التقرير إن ما حل بقلب مدينة تعز بعد أن سيطرت عليها الجماعات المسلحة الموالية لـ”الشرعية والتحالف” أدى إلى أن تصبح منطقة الحوبان هي قلب المدينة الجديد، ويضيف التقرير إن هذا التحول سببه ما آلت إليه “مناطق وسط المدينة” والتي تحولت إلى مرتع للمجرمين واللصوص وأصحاب السوابق وباتت المدينة الرئيسية منطقة غير صالحة للنشاط التجاري والحياة اليومية”، وأن “الفترة الزمنية بين 2016 و2017 مثلت موسماً لنهب المحلات التجارية في مدينة تعز، حيث شهدت مدينة تعز عاصفة من اقتحامات المحال التجارية والتقطعات والقتل من أجل المال، ناهيك عن اقتحام البيوت وكسر الأقفال”، هذا الوضع الذي شهدته المدينة دفع بأصحاب رؤوس الأموال إلى الانتقال بأموالهم وتجارتهم ونشاطهم الاقتصادي إلى منطقة الحوبان الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله نظراً لحالة الاستقرار الأمني الذي تشهده المنطقة ونظراً أيضاً لتحول عدد كبير جداً من السكان للعيش فيها هرباً من جحيم الانفلات الأمني وانتشار المسلحين وسط مدينة تعز.
-
أمثلة مما يحدث في مناطق سيطرة “الشرعية”
ويسرد التقرير بعضاً من الأمثلة لحوادث وقعت في مناطق سيطرة مسلحي “الشرعية” بمدينة تعز، ففي مارس 2016م “نفذ المرتزقة عمليات نهب منظمة استهدفت عددا من المحلات التجارية في شارع جمال، وكان ابرز المنهوبات محلات “شارب” التجارية، حيث تم الاستيلاء على كامل محتوياتها، وفي نهاية ابريل 2017 م قُتل مواطنين اثنين و جرح آخر اثر سطو مسلح لمسلحين يتبعون مرتزقة العدوان على محل ذهب بشارع 26 وسط مدينة تعز، حيث قام مسلحين ملثمين اقتحموا باقتحام محل لبيع و شراء الذهب بشارع 26، وأطلقوا الرصاص، ما أدى الى مقتل صاحب محل الذهب (خالد وليد علي الدبعي 35سنه)”.
-
من يسيطر على مدينة تعز؟
في تصريح للقيادي في حزب الرشاد السلفي محمد طاهر أنعم، أفاد لتقرير الوكالة أن “معظم ميليشيا المرتزقة بتعز هي عصابات عاطلين عن العمل وشباب بلطجي وقتلة من محششي المدينة القديمة، وصعاليك الجحملية، وهاربي السجن المركزي، وممن قاتلوا مع حمود المخلافي في العام 2011م تحت اسم حماة الثورة”، وأضاف أن “هذه الجماعات المسلحة التي تفتقد المرجعية المركزية ولا تقاتل عن قضية يصعب السيطرة عليها وتتناقض مع حل الأزمة في تعز واليمن عموما”.
-
أسباب النهضة العمرانية بالحوبان
ويكشف التقرير أن السبب في حركة النهضة العمرانية التي شهدتها منطقة الحوبان هو أنه منذ سيطرة جماعة أنصار الله على المنطقة شرعوا في محاربة المتنفذين والفاسدين الذين كانوا يعتاشون على البسط على الأراضي ونهبها، بالإضافة إلى حل الكثير من قضايا الأراضي المتنازع عليها، وهو ما سهّل عملية امتلاك المواطنين للأراضي والبناء فيها “سواءً من النازحين من وسط المدينة أو الأرياف التي تشهد معارك أو من العائدين من الغربة خارج اليمن وأيضاً المستثمرين العقاريين”، لافتاً إلى أن المشكلة الوحيدة هي أن منطقة الحوبان كانت من المناطق غير المخططة مدنياً الأمر الذي انعكس على حركة العمراني التي بدأت تأخذ مجرى عشوائي.