جُرح في سوريا وقُتل في اليمن.. ماذا يفعل أكبر الإرهابيين الدوليين في مأرب؟
المساء برس – تقرير خاص| نشرت صحيفة عكاظ السعودية في عددها الصادر اليوم الأحد خبراً أفاد بأن القيادي في تنظيم القاعدة باليمن إبراهيم العسيري، “صانع ألغام وقنابل تنظيم القاعدة في اليمن” قد قتل في غارة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار أثناء تواجده في مدينة مأرب الخاضعة لسيطرة “الشرعية”.
الخبر الذي نشرته الصحيفة السعودية جاء بعد يوم واحد فقط من إعلان الحوثيين عن مقتل القيادي في تنظيم القاعدة والمسؤول المالي للتنظيم غالب عبدالله الزايدي “أبو فواز” والذي قتل أثناء مشاركته في زحف شنته القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي على تبة المطار بصرواح في محافظة مأرب أمس السبت.
واعتبر مراقبون أن الخبر الوارد في الصحيفة السعودية والذي نقلته الصحيفة عن “مسؤولين يمنيين وزعيم قبلي” حيث أكدوا مقتل إبراهيم العسيري صانع قنابل تنظيم القاعدة في اليمن إثر استهدافه بغارة أمريكية لطائرة بدون طيار، قد جاء تعقيباً على ما كشفه الحوثيون أمس السبت بشأن مقتل القيادي في القاعدة والمسؤول المالي للتنظيم غالب الزايدي وهو يقاتل في قوات “الشرعية” المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي وهو ما يؤكد المعلومات التي كشفتها وكالة الأنباء الأمريكية “أسيوشيتد برس” والتي كشفت وجود صفقات سرية بين كل من الإمارات والسعودية وتنظيم القاعدة في اليمن للقتال في صفوف التحالف وقوات “الشرعية” ضد جماعة أنصار الله الحوثيين وقوات حكومة الإنقاذ.
وأضاف المراقبون أن تعمّد الصحيفة نشر هذا الخبر في هذا التوقيت خاصة وأن الحدث ليس بجديد فالرجل قتل في منتصف العام 2017 الماضي حسب ما ورد في تقرير للأمم المتحدة صدر الأسبوع الماضي، وأن هذا التوقيت لنشر الخبر يأتي للتوضيح بأن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارت ضد اليمن لا يتعامل مع تنظيم القاعدة ويدعمه بالمال والسلاح للقتال في صفوفه ضد قوات صنعاء والحوثيين.
وتجدر الإشارة إلى أن “عكاظ” نقلت عن مصادرها “المسؤولين اليمنيين” قولهم إن الغارة استهدفت العسيري واربعة من عناصر التنظيم أثناء وقوفهم بجانب سيارة العسيري.
ويعتبر العسيري من أبرز قيادات تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، وهو سعودي الجنسية، وكان يتواجد في مناطق سيطرة “الشرعية” بمدينة مأرب حين قُتل، وهو ما يشير إلى أن الرجل كان له دور بارز في الأحداث التي شهدتها اليمن قبل اندلاع الحرب في مارس 2015 والتي تمثلت بعمليات إرهابية وتفجيرات استهدفت مقار عسكرية وأطقم أمنية في مناطق جنوب اليمن العام 2014، هذا بالإضافة إلى دوره في القتال مع قوات “الشرعية” ضد مقاتلي قوات الإنقاذ والحوثيين، بحكم مشاركة التنظيم جنباً إلى جنب مع التحالف والموالين له.
العسيري يعتبر من أكبر الإرهابيين الدوليين المطلوبين دولياً فهو ضمن المطلوبين الأوائل لدى واشنطن والرياض واليمن، وفي أبريل من العام 2013 كان العسيري يقاتل ضمن الجماعات الإرهابية في سوريا ضد الجيش السوري، وحينها أصيب أثناء المواجهات التي كانت دائرة بين “جبهة النصرة” وقوات الجيش السوري في ريف اللاذقية، حيث كان يقاتل إلى جانب مقاتلي “النصرة” وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وتتهم واشنطن ابراهيم العسيري بالضلوع في عملية الطرود المفخخة التي عثر عليها في أحد المطارات الدولية، كما تصفه بأنه خبير في تصنيع المتفجرات وتحضير السموم، يضاف إلى ذلك أن العسيري هو الشقيق الأكبر لعبدالله عسيري المتهم من قبل السعودية بتنفيذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت مساعد وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف حينها في سبتمبر 2009.