الحوثي يدعو الرئاسة و”الإنقاذ” لاستكمال مشروع “الصماد”
المساء برس – خاص| دعا القيادي في جماعة أنصار الله ورئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط إلى استكمال مشروع بناء الدولة الذي كان قد شرع في تنفيذه الرئيس الراحل صالح الصماد، وإرساء مبدأ العمل المؤسسي.
وحصل “المساء برس” على صورة من بيان صادر عن مكتب الحوثي في الذكرى الثانية لتشكيل المجلس السياسي – وهو بمثابة مجلس رئاسي مؤقت لإدارة البلاد – وسحب السلطة من اللجنة الثورية العليا المنبثقة عن الإعلان الدستوري بعد تقديم الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي وحكومته للاستقالة، وتسليمها للمجلس السياسي برئاسة الراحل صالح الصماد والذي قتل في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار في مدينة الحديدة نهاية أبريل الماضي.
وقال الحوثي في بيانه إن “الوفاء للرئيس الشهيد صالح الصماد يتمثل في عدم ادخار أي جهد في تفعيل عمل أجهزة الدولة لما فيه مصلحة الشعب، باستكمال بناء الدولة تحت شعار يد تحمي ويد تبني”.
وتطرق الحوثي في بيانه إلى “جهود الأجهزة الأمنية وما تحققه من إنجازات وقدرتها على الحفاظ على الأمن والاستقرار”، معلقاً على الأوضاع الأمنية في مناطق سيطرة قوات التحالف بالقول: “فيما المناطق الواقعة تحت الاحتلال تعاني من الفوضى ونهب المؤسسات وعمليات الاغتيالات والتقطع واتساع رقعة الانفلات الأمني والتطرف”.
كما أشار إلى أن ما تقوم به دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات ومن خلفهما الولايات المتحدة وبريطانيا “من تدمير للعملة لا يشمل أشخاصا، وإنما يشمل الشعب اليمني بأكمله”، مجدداً في الوقت ذاته عرضه الذي سبق وتقدم به فيما يتعلق بصرف المرتبات وتحييد الاقتصاد، قائلاً: “نكرر عرضنا بالتزام الجهات المختصة بصرف جميع مرتبات الموظفين في كافة أنحاء الجمهورية إذا ما أعيدت كل الإيرادات التي تحت تصرف المرتزقة إلى البنك المركزي اليمني بصنعاء”.
وفيما يتعلق بالدور الذي تلعبه واشنطن في الحرب على اليمن قال الحوثي “إن المحاولات الأمريكية للتنصل عن جرائمها الكبرى في عدوانها على اليمن لن يجديها نفعا، فالشعب اليمني والعالم أجمع يدرك تماما منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن أن أمريكا هي التي تقود العدوان ومن خلفها إسرائيل وبريطانيا، بمشاركة سعودية إماراتية وغيرها في التمويل والتجهيز والتنفيذ”.
كما جدد التأكيد على أن “تقديم مبادرات السلام هو من أجل إيقاف نزيف الدم اليمني، والتخفيف عن الشعب الذي عانى ومايزال من الحصار والعدوان والذي صنفت أزمته بأكبر أزمة إنسانية في العالم، بالإضافة إلى كونها تأتي لمساعدة المبعوث الأممي في جهوده الرامية إلى وقف العدوان”.
وأشار رئيس الثورية العليا إلى أن هذه المبادرات “تضمنت حلولا واقعية كتشكيل حكومة شراكة ووحدة وطنية من التكنوقراط، وإجراء انتخابات رئاسية وانتخابات برلمانية ومصالحة وطنية وعدالة انتقالية وجبر الضرر”، معبراً عن أسفه “لعدم التفاعل الجاد معها بل وأن تظل قيادة العدوان مستمرة في الذهاب إلى التصعيد أمام أي بوادر للسلام”، حسب تعبيره.
وفيما شكر الحوثي الدول والكيانات التي وقفت إلى جانب اليمن “في مظلوميته والتي ترفع صوتها من أجل وقف الحرب والبحث عن حلول سياسية عبر المفاوضات”، والدول التي انسحبت من التحالف السعودي الإماراتي، دعا في السياق ذاته كلاً من باكستان والمغرب إلى عدم التهيب من إعلان الانسحاب، وأضاف: “لا يوجد أي مبرر لبقائكما في قتل الشعب اليمني ومساندة الإجرام عليه، ونؤكد أن الخلاف يجب أن يبقى فقط مع العدو الحقيقي إسرائيل، ورفضنا للعلاقات المشبوهة والهرولة غير المقبولة للتطبيع مع إسرائيل من قبل بعض الأنظمة الخليجية، وخاصة النظامين السعودي والإماراتي”.