توتر بين القاعدة وداعش وسط اليمن
المساء برس: متابعات|لا زال الوضع متأزماً بين تنظيمي القاعدة و الدولة الاسلامية “داعش” في مديرية القريشية في محافظة البيضاء وسط اليمن، بعد مواجهات الشهر الماضي، التي أسفرت عن قتلى و جرحى وأسرى من الجانبين.
و تؤكد مصادر مطلعة، أن «القاعدة» التي استعانت بمسلحين قبليين من أبناء المديرية ومن خارجها، مصرّة على تأديب «الدولة» (داعش) وطردها من المحافظة كلياً.
و تضيف المصادر، في حديث إلى «العربي»، أن «القاعدة» تخشى من قيام تنظيم «الدولة» بعمليات انتقامية بعد طرده من مناطق ومواقع كانت خاضعة لسيطرته في القريشية، مشيرة إلى أن نتائج الجولة الأولى من المواجهات قد تكون شجَّعتْ «القاعدة» على إنهاء ما بدأته بصورة تضمن لها توقف تهديدات واستفزازات عناصر «الدولة» المستمرة منذ نحو عامين.
وتقول المصادر إن «القاعدة تستعد حالياً لجولة جديدة وحاسمة من المواجهات مع عناصر تنظيم داعش».
إعلان حرب
و يتسق ما أشارت إليه المصادر المطلعة مع التوضيح الذي نشرته «القاعدة»، عقب مواجهات القريشية باسم قيادي يُدعى مصلح المهاجر.
و بحسب ما ورد في التوضيح، الذي تشير المصادر إلى أن كاتبه قيادي شرعي بارز، فإن زمن غض الطرف عن استفزازات واعتداءات «خوارج البغدادي» قد ولى إلى غير رجعة.
و يوضح المهاجر أن الاعتداءات الأخيرة على مجموعة من مسلحي «القاعدة»، من بينهم قائد جبهة قيفة، لم يترك أي مجال للتفاهم، كونه بمثابة «إعلان حرب»، على حد تعبيره.
و على الرغم من أن توضيح المهاجر لفت إلى أن الاعتداء الأخير كان السبب الرئيسي لاندلاع مواجهات القريشية، إلا أنه أكد أن «القاعدة» ستستمر «مع القبائل الأبية» في «استئصال الخوارج وقتلهم» إعمالا لحديث نبوي نصه: «فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة».
استعداد مبكر
إلى ذلك، يرى باحث في شؤون التنظيمات المسلحة، أن فرع «القاعدة» في اليمن، كان ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على تنظيم «الدولة»، مثلما انتظر الفرصة المناسبة لإعلان موقفه من «الخلافة».
وطبقاً للباحث، في حديث إلى «العربي»، فإن «الفرصة لم تتمثل في جهوزية القاعدة بل في ضعف الطرف الآخر واستكمال مبررات مواجهته»، على حد تعبيره.
وتابع «كانت القاعدة بحاجة إلى مبررات كافية لإقناع عناصرها بضرورة مواجهة هذا الخصم، وقبل ذلك بأنه على منهج الخوارج، لغرض منح الحرب عليه طابعاً عقائدياً».
ومن وجهة نظره، «لم تكن قاعدة اليمن حريصة على تجنب صدام مسلح مع الدولة»، كما هو متداول، وإنما «كانت حريصة على تأجيله إلى وقته المناسب»، خصوصاً بعد أحداث الأعوام الأخيرة التي أعادت ترتيب أولوياته العسكرية والأمنية وغيرها.
وبخصوص مستقبل المواجهات بين التنظيمين، يشير الباحث إلى أن «كل قوة تنظيم الدولة في محافظة البيضاء، وهذه القوة متواضعة، مقارنة بقوة القاعدة، إضافة إلى أن قدرته على التحرُّك من محافظة إلى أخرى محدودة للغاية، لعدم وجود حاضنة، ولأن مناطق المحافظات اليمنية باتت مقسمة على أطراف الصراع، ومن الصعب التنقل بينها دون تنسيق وتفاهم مع تلك الأطراف أو بعضها».
إلى جانب ذلك ـ والحديث للباحث ـ «ستحظى حرب القاعدة هذه بدعم من جهات محلية وخارجية تعتبر القضاء على داعش أولوية لها، في سياق الحرب على الإرهاب».
ويلفت الباحث إلى أن «القاعدة أدركت باكرا صعوبة الاستمرار في مواجهة الجميع، فاختارت أن تكون جزءا من حرب التحالف العربي والشرعية لا طرفاً فيها»، كما قال.
المصدر: العربي