“تقرير ” تعز ..صراع الاصلاح والسلفيين من سينتصر بمعركة كسر العظم الأخيرة
المساء برس : محمد عارف| بعد خمس ايام من المواجهات الدامية بين فصائل التحالف في مدينة تعز ” الفصيل الإصلاحي والفصلي السلفي ، وقفت الإشتباكات صباح اليوم الاثنين بعد وساطات وصلت لهادي الذي وجه بإيقاف المواجهات ، لكن ما زال الطرفين متمترسين والأيادي على الزناد والوضع سينفجر في وقت
ليلة دامية
وعاشت مدينة تعز ليلة أمس ليلة دامية نتيجة المواجهات المستعرة بين الطرفين والتي استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة والمتوسطة ، وبحسب مصادر محلية تحدثت للمساء برس ” فأن قوات الإصلاح المتمثلة باللواء 22 ميكا سيطرت على عدة مواقع تابعة لأبو العباس السلفية والموالية للإمارات في الخط الدائري المؤدي لقلعة القاهره وايضا في حي الجحملية سيطروا على حارتي النجاح وقريش ومدرسة اروى واستراحة المحافظ القديمة شرقي المدينة، وفرار مسلحي ابو العباس التي كانت مسيطرة عليه من قبل.
وخسرت كتائب ابو العباس مدرعة أماراتية في حي الجحملية تم استهدافها بقذيقة من قبل مسلحي الإصلاح ، بالاضافة لسقوط أكثر من 20 قتيل من الطرفين بحسب مصادر طبية للمساء برس.
المواجهات تحصد أرواح العسكريين والمدنيين
وأوقعت المواجهات عشرات القتلى والجرحى بصفوف الجانبين و المدنيين وأفادت ثلاثة مصادر طبية، بوصول عديد قتلى وجرحى من المواجهات التي تدور في المدينة إلى مستشفيات الروضة والثورة والجمهوري من المدنيين وصولوا إلى المستشفيات الحكومية والخاصة في المدينة.
وقال مصدر محلي، ان امرأة سقطت برصاص قناص خلال المواجهات التي تدور في المدينة ،وتحدث شهود عيان عن سقوط جرحى من المدنيين في معارك الجحملية والجمهوري شرقي المدينة، في وقت وجه فيه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لسكان المدينة للتوجه إلى مستشفيات المظفر والثورة والروضة للتبرع بالدم.
وقال سكان في الجحملية، أن المدنيين لم يستطيعوا التحرك في الأحياء الشرقية للمدينة خوفًا من رصاص القناصة الذين يتمركزون في عديد بنايات في تلك الأحياء.
حرب البيانات .
بالتزامن مع المواجهات الدائرة في المدينة بين الطرفين كانت هناك بيانات اصدرها مسلحي الإصلاح وأبو العباس ، وبحسب البيانات فكانت تحمل لغة التهديد والوعيد وبحسب بيان صادر عن قيادة محور تعز المحسوب على الإصلاح قال فيه” أن قيادة المحور حرصت وبذلت جهدنًا لأن تكون لها جبهة واحدة فقط هي الجبهة الخارجية مع من أسمتهم الانقلابيين، لكن تكرار الاعتداءات كان لزمًا بأن تضع حدًا لهذه الجماعات وان نجتث نبتة خبيثة لم تنموا بعد.
واضاف البيان، “كم كان صعبا علينا في قيادة الجيش الوطني أن نشاهد جثث رفاق السلاح المغدور بهم من جنودنا ونحن نضبط النفس ونشكل الحملات المحدودة حرصا على تجنيب الجبهة الداخلية تبعات الحملات العسكرية وتعريض الأبرياء للخطر جراء تحصن المنفلته والخارجة على النظام والقانون في أوساطهم”، مؤكدة متابعة قيادة المحور للأدوار التي يقوم بها ما سماهم ” الجيش والأمن” في تعز من خلال الحملة الأمنية في مداهمة وتتبع أوكار المجموعات الخارجية عن النظام والقانون، حد قول البيان.
بدورها، أعلنت قيادة كتائب ابو العباس، انتهاء اجتماعًا طارئًا عقدته برأسه قائد الكتائب” عادل عبده فارع”، للوقوف امام النتائج المترتبة عن أحداث يوم الأحد بعد استهداف مواقع الكتائب في الجحملية وأطراف المجلية من قبل ما اسمتها “العصابات “التي قالت أنها ميليشياوية تابعة لحزب الاصلاح وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، وفق ما ذكره بيان للكتائب.
وبحسب البيان، أكد قادة الكتائب انتشارهم في مواقعهم والتزامهم بتوجيهات القيادة بضبط النفس والاكتفاء بالدفاع عن النفس بانتظار أن يكون للعقلاء كلمة في تجنيب تعز ويلات الاقتتال الداخلي، مؤكدين أنه لا صحة للأخبار الكاذبة التي تنشرها أبواق الاصلاح عن حدوث انقسامات في صفوف الكتائب.
وأكد نائب قائد كتائب ابو العباس ’’عادل العزي‘‘ جاهزية الكتائب لأي طارئ “في ظل استمرار هجمات ميليشيا الاصلاح على مواقعنا”، محذرًا ما أسماها ميليشيا الاصلاح من مغبة التمادي في عدوانها، مؤكدًا التزام الكتائب بدعوة هادي للتهدئة، مطالبًا عقلاء تعز بتحمل مسؤوليتهم بإيقاف”عدوان ميليشيا الاصلاح على مواقع الكتائب والأحياء السكنية”.
اليد على الزناد والتحشيد مستمر .
برغم توقف المواجهات منذ صباح اليوم الاثنين إلا أن الطرفين ما زالوا يحشدون قواتهم إلى المدينة ، تحسبا لأي طارئ ، وبحسب مصادر محلية تحدثت للمساء برس ” فأن قوات الاصلاح حشد قواته بكثافة إلى المواقع التي خسرها أبو العباس في الجحلية والمجلية واسفل جبل صبر ، في الوقت الذي عززت من قناصيها فوق اسطح البنايات في شارع جمال والشوارع الفرعية المؤدية لباب موسى وجولة المسبح .
واضافت المصادر ” في المقابل قامت كتائب ابو العباس بتعزيز تواجدها في موافعها في حي الاجينات وباب موسى وقلعة القاهرة واجزاء من شارع جمال والنقطة الرابع .
واضافت المصادر ” قامت كتائب ابو العباس بإستدعاء مقاتليها من جبهات الريف ” الصلو والمواسط ” إلى داخل المدينة ، وأفادت المصادر ” ان عشرات المسلحين على متن اطقم عسكرية تابعة لأبو العباس دخلت المدينة اليوم من جهة وادي الضباب . واشارت المصادر هناك استنفار كبير جدا داخل المدينة وهناك انتشار كبير ومخيف للطرفين داخل المدينة
كتاف جديدة .
ما يحدث في تعز هو ضمن مسلسل الخلافات التي تعصف بين فصائل ودول التحالف ، فأبو العباس يد الإمارات في تعز ، التي تدعمه بالمال والسلاح من أجل الحد من نفوذ الاصلاح في المقابل الاصلاح رمى بثقله على المدينة ويتعتبر المعركة فيها معركة مصيرية خصوصا بعد ما حدث له في الجنوب من تقليص ، هذا الأمر هو ما دفع نائب المجلس الإنتقالي هاني بن بريك يخرج على صفحته بالتويتر يهدد الإصلاح بكتاف جديدة، وكتب بن بريك تغريردة رصدها المساء برس قال فيها ” إن السلفيون و من معهم ممن وصفهم بـ”خلص الرجال” غير المتحزبين يحشدون إلى تعز لإيقاف ما سماها بـ”مهزلة حزب الإصلاح” الذي وصفه بـ”الإرهابي”، وهدد بن بريك أن تعز ستكون “كتاف جديدة”. منوها إلى أنه سيكتب لتعز ملحمة كسر ما سماه بـ”الإرهاب الإخونجي الإصلاحي”، مشددا أن السلفيين لن يتركوا إخوتهم هدفا لحزب الإصلاح (الإرهابي) المتمترس بـ”الشرعية” التي وصفها بـ”العقيمة”.
الاصلاح يريدها حربا حتى النهاية .
يدرك الإصلاح جيدا ماذا يعني ان يخسر تعز خصوصا بعد محاولات الإمارات كثيرا تقليص نفوذه وحجمه داخل المدينة، لكن خلافات هادي والإمارات كانت فرصة للإصلاح لتعزيز تواجده العسكري داخل المدينة ، حين اصبح تواجده العسكري يحمل صفة الجيش بقرارات هادي التي قضت بتعيين عبده سالم نائب لمحور تعز بالاضافة لخالد فاضل المحسوب على الإصلاح ، هذا التواجد العسكري مكن الإصلاح من تعزيز قوته العسكرية داخل تعز تجبنا لتكرار ما حدث في الجنوب .
وبحسب مصادر عسكرية قالت للمساء برس ” الإصلاح اتخذ قرار المواجهة العسكرية في تعز قبل اشهر ، حتى يضمن تواجده في اي تسوية سياسية وحتى يأمن مكر الإمارات ، لكن كانت هناك احداث لم تجعل الإصلاح يقوم بمهمته التي اتخذها ، واضافت المصادر ” الإصلاح او من بدأ المواجهات الأخيرة بهدف السيطرة على المدينة مستغلا الخلاف الحاصل حاليا بين هادي والإمارات ، وفعلا بدأ الحرب على السلفيين وسيطر على بعض المناطق، وبستطاعته اكمال المعركة لأنه يعتبرها معركة كسر عظم ولابد من تنفيذها حتى لو أحرقت المدينة ، واشارت المصادر ” ابو العباس في المقابل يدرك حجم التسليح الذي يمتلكه الاصلاح والقوة البشرية ولهذا بدأ بالتواصل مع الإمارات التي بدورها طمئنته بأن لن يحدث أكثر مما حدث ليلة أمس وبأنها ستستخدم الطيران لقصف الإصلاح في حل فكر بالدخول إلى الباب الكبير او السيطرة على مواقع أخرى ، وهذا ما يجعل الأمر يزداد تعقيدا وسوأ خصوصا وقد تحولت المدينة لساحة حربا مفتوحة لفصائل ودول التحالف حد قول المصادر .