“هادي” يتلقى رسالة سعودية مؤلمة تؤكد اتهامات الحوثيين
المساء برس – خاص| يتهم الحوثيون وسلطة أنصار الله في صنعاء الحكومة الموالية للرياض بأنها لم تعد تملك أي قرار سيادي على الأراضي الخاضعة لسيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن، وهو ما تبين من خلال ما شهدته محافظة المهرة صباح اليوم، حيث استقبل السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر اليوم بمحافظة المهرة جنوب شرق اليمن الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي والذي وصل صباح اليوم المحافظة في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليه منصب الرئاسة المؤقتة في 2012.
ووصل هادي صباح اليوم إلى مطار الغيظة الدولي الذي تسيطر عليه قوات سعودية وإماراتية إلى جانب سيطرتها على موانئ المحافظة والمنافذ البرية الدولية، في الوقت الذي تشهد فيه المحافظة صراعاً بين كل من السعودية والإمارات وحكومة الرئيس المنتهية ولايته على ممارسة النفوذ والسيادة على الأرض، وكان السفير السعودي لدى اليمن هو أول من استقبل الرئيس المنتهية ولايته هادي عقب نزوله من الطائرة، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على أن سلطة “الشرعية” الموالية للرياض رضخت للأمر الواقع وبدأت بالقبول بالسيطرة والهيمنة وممارسة السيادة من قبل قوات التحالف السعودي الإماراتي على محافظة المهرة، ثاني أكبر محافظات الجمهورية اليمنية من حيث المساحة والممتدة بحدودها الشرقية مع حدود سلطنة عُمان.
وخلال الزيارة دعا هادي لوقف الخلافات والصراعات السياسية والقبلية في محافظة المهرة، حيث تأتي الزيارة بعد موجة من الغضب الشعبي واعتصامات ميدانية لأبناء المهرة احتجاجاً على انتشار قوات سعودية وإماراتية في عدد من المنشئات الحيوية بمحافظة المهرة بينها المطار وأبرز الموانئ والمنافذ البرية مع سلطنة عُمان، حيث اعتبروا ذلك انتهاكاً للسيادة اليمنية بقوة السلاح.
وفي رسالة سعودية واضحة الدلالة نشرت صفحة السفارة السعودية في اليمن بموقع تويتر، تغريدة تضمنت صورتين الأولى لهادي أثناء نزوله من الطائرة والثانية أثناء استقبال السفير السعودي له بحرم المطار، فيما تضمن نص التغريدة : “سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر في مقدمة مستقبلي رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي والذي وصل لمحافظة #المهرة لافتتاح عدد من المشاريع التنموية ضمن برنامج إعادة إعمار #اليمن الممول والمقدم من #المملكة_العربية_السعودية للشعب اليمني الشقيق”، كما نشرت صفحة السفارة هذه التغريدة باللغتين العربية والإنجليزية، وهو ما اعتُبر رسالة سعودية واضحة، عبّر عنها ناشطون بالقول إن السعودية تريد أن تقول أنها هي صاحبة السيادة في محافظة المهرة.
وفي الزيارة وضع هادي حجر الأساس لعدد من المشاريع الممولة من السعودية، ورصد “المساء برس” تغريدات لناشطين يمنيين تعليقاً على الزيارة والمشاريع التي تزعم السعودية إنشاءها في المهرة بالقول إن هذه المشاريع من المحتمل جداً أن لا يتم تنفيذها وإن وضع حجر الأساس لإنشائها بحضور هادي يأتي فقط لتأكيد السعودية تعزيز وجودها ونفوذها في المهرة.
الجدير بالذكر أن تكرس السعودية لنفوذها في المهرة يأتي بعد اتفاق مع حكومة هادي قضى بسحب القوات العسكرية السعودية من المحافظة مقابل فض الاعتصامات الشعبية المطالبة برحيل “الاحتلال السعودي الإماراتي للمهرة” وبعد الاتفاق ضغطت السعودية على هادي إقالة قيادات مدنية وعسكرية وأمنية مناهضة للتواجد العسكري الخليجي في المحافظة وتعيين شخصيات موالية للإمارات والسعودية على السواء وهو ما حدث بالفعل.