بعد 3 سنوات ونصف من “تحريرها”.. هادي يفشل بالتحكم بأمن عدن
المساء برس – خاص| أثارت تصريحات الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي حول الأوضاع الأمنية في عاصمة شرعيته مدينة عدن جدلاً واسعاً في الوسط السياسي اليمني والتي اعتُبرت اعترافاً صريحاً بفشله وفشل حكومته في فرض سيطرتها وسيادتها على أول مدينة تمت السيطرة عليها من قبل التحالف منذ العام 2015.
وكان هادي قد وجه في اجتماع عقده السبت الماضي وحضره قائد القوات الإماراتية قائد قوات التحالف بعدن العميد الركن عوض الأحبابي ونائب قائد قوات التحالف قائد القوات السعودية العميد الركن سلطان سلام، وجه بتشكيل لجنة مشتركة تربط وتدمج الأجهزة الأمنية في محافظات عدن ولحج وأبين لإيقاف الانفلات الأمني في عدن.
وكانت مدينة عدن قد شهدت عودة لافتة لحالة الانفلات الأمني على الرغم من أنها العاصمة المؤقتة لحكومة ما تعرف بـ”الشرعية” وعلى الرغم أيضاً من تواجد الرئيس المنتهية ولايته هادي فيها وهو ما مثل فشلاً ذريعاً لحكومة “الشرعية” في الجانب الأمني أمام المجتمع الدولي وأبناء المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف، كما أن الانفلات الأمني في عدن كان قد هدأ منذ تصاعد التوتر العسكري في جبهة الساحل الغربي ليعود مجدداً قبل عدة أسابيع إلى الواجهة وبشكل قوي حيث شهدت مناطق متفرقة من مديرية المنصورة في عدن حالة انفلات أمني، فقبل أقل من أسبوع اغتال مجهولون مدير البحث الجنائي في سجن المنصورة بمدينة عدن، سيف علي الضالعي، أثناء تواجده أمام محطة اكسبرس في المديرية، فيما اغتيل نائب مدير شرطة الشعب بمديرية البريقة الرائد وضاح الجهوري واثنين من مرافقيه، برصاص مجهولين في حي التقنية بمديرية المنصورة أيضا، مطلع الشهر الجاري، بالإضافة إلى اغتيال رئيس الاستخبارات بمطار عدن الدولي ناصر مقيريح وفقاً لمصادر خاصة تحدثت لقناة الجزيرة القطرية مساء أمس الأحد، وآخر الأعمال الإرهابية التي تسود مدينة عدن ما تعرض له أحد المخيمات التابعة لنازحي الحديدة في منطقة تقع بين عدن ولحج تدعى منطقة الرباط، حيث هاجم مسلحون مجهولون المخيم واشتبك المسلحون المجهولون مع حراسة المخيم وحتى اللحظة لم تتوفر أي معلومات كافية عن الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن هذا الهجوم.
الفشل الذريع لحكومة هادي في مناطق سيطرة التحالف تبين من خلال نزوح الآلاف من الأسر من مناطق سيطرة التحالف بالمحافظات الجنوبية إلى مناطق سيطرة قوات حكومة صنعاء وأنصار الله نظراً لما تتمتع به تلك المناطق من ارتفاع درجة الأمان والحماية وبسط حكومة صنعاء سيطرتها الكاملة وفرضها قبضة أمنية مشددة على كامل الجغرافيا التي تديرها بدءاً بالعاصمة صنعاء.
واعتبر ناشطون سياسيون أن الفشل الذي مُني به التحالف في الجانب الأمني في مناطق سيطرته جنوب اليمن، دفع بهادي إلى التغطية عليه وإرجائه إلى ما وصفه بأنه “الوجه الآخر لأذرع إيران في المنطقة”، فحسب وكالة “سبأ” المستنسخة والناطقة باسم حكومة هادي فقد شدد هادي على “ضرورة محاربة قوى التطرف والإرهاب التي تمثل الوجه الآخر لأذرع إيران في المنطقة مع الميليشيا الحوثية الانقلابية”، كما أرجأ الانفلات الأمني إلى “عبث العديد من القوى التي ترتبط بأهداف مشروع الانقلاب”،
وفي سياق تحركات هادي لعمل أي تأثير في الجانب الأمني بعدن، على الأقل أمام الإعلام وأمام المجتمع الدولي الذي بات يراه فاشلاً ولا يمكن الركون إلى سلطته مستقبلاً، دفع هادي بوزير داخليته أحمد الميسري للقاء بمدير أمن عدن شلال علي شايع، وهو أحد أبرز حلفاء الإمارات وغالباً لا يخضع لتوجيهات حكومة هادي ويرتبط مباشرة بقائد قوات التحالف قائد القوات الإماراتية بعدن، كما أن الوزير الميسري بدأ منذ زيارته إلى أبوظبي مؤخراً بتعديل مواقفه التي كانت مناهضة جداً للنفوذ العسكري الإماراتي في عدن والمحافظات الجنوبية وممارسة القوات الإماراتية سلطات سيادية على حساب سلطة هادي المعترف بها لدى التحالف، إلا أن مواقف الميسري تغيرت جذرياً حيث بات هو الآخر أحد أبرز المحسوبين على القوات الإماراتية.
ووفق ما تناقلته وسائل إعلام محلية موالية للتحالف فقد ناقش الميسري وشايع مستجدات الأوضاع الأمنية في عدن، مع عودة عمليات الاغتيالات للمدينة، حيث وجه الوزير الميسري بتفعيل دور الأجهزة الأمنية في القيام بواجباتها “والتصدي لقوى الشر والإرهاب، التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار فيها”، بالإضافة إلى “بحث خطة دمج الوحدات الأمنية وتوحيدها، تحت مظلة وزارة الداخلية وإنشاء غرفة عمليات مشتركة بالتنسيق مع التحالف لضبط الأوضاع الأمنية المتدهورة في عدن”.
ويرى ناشطون سياسيون وحقوقيون إن ما دعا إليه هادي من تشكيل للجنة مشتركة تعيد ترتيب الأجهزة الأمنية وتنسق عملها مع قوات التحالف، هو إجراء ليس بجديد وسيفشل كما فشلت من قبل اللجنة التي تم تشكيلها منتصف العام الماضي والتي خرجت باتفاق لم يُنفذ قضى بدمج الوحدات الأمنية والتشكيلات العسكرية الجديدة التي أنشأتها الإمارات في عدن وتنسيق التحركات الأمنية مع التحالف.